خبر صحفيو الضفة..شهودٌ على استهداف جنود « صاحبة الجلالة »

الساعة 04:09 م|15 مارس 2013

وكالات

تدعو الصحفية شيماء الحلايقة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أن يمن الله على زوجها الصحفي أسامة شاهين بالإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعدم تجديد حكمه إداريا بعد قضائه خمسة شهور منها من أصل ستة.

الحلايقة تشكو من قلة التضامن مع الصحفيين العاملين بالضفة المستهدفين من قبل الاحتلال، أو أجهزة أمن السلطة، لاسيما من يرفعون الصوت عاليا ويكدسون وقتهم لإعلاء صورة الحقيقة.

تشير الحلايقة لـ"فلسطين"، إلى أن زوجها اعتقل بسبب عمله الصحفي، وحوكم وفقا لهذا الملف إداريا عقابا له على هذه "التهمة"، مبينة أن هذه الممارسة بحق زوجها تثير سخريتها من ادعاء الدولة العبرية لاحترام حرية الرأي والتعبير والعمل الإعلامي بشكل عام.

وتتعدد صور الانتهاكات الممارسة بحق الصحفيين في الاعتقال، والاستدعاء، و الاحتجاز، والمضايقة في العمل، إذ يرى فيها الكثير من المتابعين والمراقبين محاولة لكتم الصورة و الكلمة من الخروج للفضاء الخارجي.
وتوضح أن الاحتلال يلجأ إلى سياسة "تكميم الأفواه"، وتغييب الصحفيين في الزنازين، لمنع إظهار حقيقة الأمر الواقع، مبينة أن زوجها (شاهين)، اعتقل خلال فترة زواجها 4 مرات.

وذكرت الحلايقة أن زوجها اعتقل بعد أقل من شهر واحد من الإفراج عنه من قبل أجهزة أمن السلطة، قضى فيها 20 يوما، من غير أن يعلم أي أحد السبب الحقيقي لاعتقاله، إن كان على عمله الإعلامي أو أي شيء آخر.

وتقول مؤسسات رسمية وحقوقية فلسطينية إن عدد الصحفيين المعتقلين لدى الاحتلال ارتفع إلى 13 صحفيا، اعتقل العديد منهم مرات عدة,ومنهم الصحفي وليد خالد، والذي لم يمر على الإفراج عنه سوى 6 أشهر بعد رحلة اعتقال وعزل استمرت أربعة أعوام.

وذكرت مؤسسات حقوقية أن شهر شباط الماضي سجل ارتفاعًا ملحوظًا وتصعيدًا خطيرًا بحق الصحفيين، تمثل باستهداف الصحفيين بالاعتقال وبإطلاق الرصاص المطاطي والمعدني وقنابل الغاز والاعتداء الجسدي بالضرب والركل، ومنعهم بالقوة من تغطية الأحداث من قبل قوات الاحتلال.

الصحفي محمد أحمد، رأى أن الصحفيين بصورة عامة بالضفة عرضة للممارسات العنصرية والقمعية، بهدف التضييق على إمكانية نشر الحقائق، أو نسبها لجهة ما، مشيرا إلى أنه كثيرا ما ينظر نظرة مغايره لمن يعملون في ساحة الوسائل الإعلامية المحسوبة على حركة "حماس".

يوضح أحمد لـ"فلسطين"، أن "تجرع الاعتقال" عند الاحتلال والسلطة، وفي فترات متفاوتة، لعمله في "بلاط صاحبة الجلالة"، ونشاطه الإعلامي، مبينا أنه في عام 2008 اعتقل على يد الاحتلال 6 شهور ثم أفرج عنه.

ولفت إلى أن تجربته لدى الأجهزة الأمنية كانت أكثر حرقة من تجربة الاحتلال، إذ إنه تعرض مرة للاعتقال على يد الأمن الوقائي وهو يعمل ميدانيا، وأثناء إعداد تقرير مصور لقناة فضائية من وسط دوار المنارة بمدينة رام الله.

جهة معادية


وذكر أحمد أن الجهاز الأمني كسر الكاميرا الخاصة بالفضائية، واعتقل برفقته الطاقم كله، وتم نقلهم إلى مقر سجن بيتونيا، حيث جرى التحقيق معه لمدة 45 يوما متواصلا، تخللها الشبح والذي يبدأ من أذان العشاء وينتهي مع أذان الفجر، ثم يستأنف السادسة صباحا.

كما وتعرض الصحفي إلى اعتقال متكرر من قبل جهاز المخابرات، وفقا لـ"تهم" العمل مع فضائية معينة ، وكتابة مقالات مناهضة للسلطة، زادت بمجملها عن 45 يوما متصلا، مشددا على أن "صاحبة الجلالة" كثيرا ما تنتهك مهنتها في الضفة الغربية.

خلدون المظلوم، صحفي آخر، يقول إن آخر ما تعرض له من مساءلة أو استدعاء كان من قبل جهاز المخابرات العامة، وذلك في الخامس والعشرين من فبراير الماضي، للاستفسار عن بعض النقاط المتعلقة بالعمل الإعلامي الذي يمارسه.

ويرى المظلوم أن "بيئة القمع والاعتقال والإذلال" الموجهة بحق الصحفيين، تخلق عقبات في طريق إبراز الأخبار ونشرها أو نقل الحقائق التي تجري على الأرض، مبينا أنه اعتقل أربع مرات عند السلطة، بسبب نشاطه وعمله الإعلامي.

وأشار إلى أن الاعتقال الأول كان في وقت اشتداد الأزمة بين حركة "فتح" و"حماس"، حيث قضى خلاله 101 يوم، فيما قضى في الاعتقال الثاني، والثالث، 90 يوما لكل منهما، و50 يوما في الاعتقال الرابع والأخير.

ودعا المظلوم إلى ضرورة احترام العاملين في المجال الإعلامي، وتوفير بيئة مناسبة لعملهم، والذي تعد قيمته موازية لأي أعمال وطنية أخرى، في خدمة القضية الفلسطينية وقضايا المواطنين الاجتماعية.

فلسطين أون لاين