خبر حكومة العذارى .. هآرتس

الساعة 09:47 ص|15 مارس 2013

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: يصعب القول كيف وماذا، ولكن ستكون هذه حكومة من نوع آخر. عصبة من العذارى، بفضائلها ونواقصها. الفضل هو أنه سيكون فيها اناس يفكرون من خارج العلبة، اناس جدد مفعمون بالنشاط، مقابل المتهكمين السابقين - المصدر).

حاول بنيامين نتنياهو بكل قوته انتزاع النصر من براثن الهزيمة التي تكبدها في الانتخابات. فحقيقة أنه لم ينجح في الشقاق بين بينيت ولبيد، عرضته كشمشوم حليق الرأس. وحقيقة أنه يقف على رأس كتلة من عشرين نائب ليس جميعهم يقبلون إمرته وشريك ايضا لليبرمان الذي يتعلق مستقبله بقرار المحكمة، تضعه امام عدم يقين سياسي. لقد أقام ائتلافا سيطرته عليه ضعيفة جدا.

ضعف بيبي يكمن في ان كل محادثيه يعرفون أنه لا يريد انتخابات – وتميزه الوحيد هو انه الوحيد الذي يمكنه أن يدعي تاج رئاسة الوزراء دون أوراق في اليد. هذا الوضع يلزمه بالمناورة بين لبيد وبينيت في المواضيع الاقتصادية، وفي المواضيع السياسية – بين اليمين في حزبه وبين تسيبي لفني التي تعهد امامها بخطوة سياسية والان حاول ان يخفض لها وزيرا واحدا حسب اتفاق حجم الحكومة الذي املاه لبيد، الذي بات شبه ملك في طريقه الى القمة.

الكثير من الراحة لن تكون لبيبي في ولايته الثالثة. وما يخيف هو أن بيبي في وضعه المتردي من شأنه أن يغرى بـ "حملة ناجحة" في ايران. بوغي يعلون كوزير للدفاع لن يكون كابحه. ولكن لا يزال ممكنا الاعتماد على رئيس الاركان بحيث لا يوصي، بل ويعارض، مثل هذه الخطوة التي من شأنها أن تسقط علينا العالم. النائب شنون أوصى بيبي في مناسبة اجتماعية ان يكون لوقت اكبر مع زوجته، لان البدائل اسوأ.

وباستثناء ما كان لدى ليفي اشكول، فان تولي منصب وزير المالية لم يكن المسار التلقائي لرئاسة الوزراء. وعلى الرغم من ذلك، حسنا فعل لبيد حين وافق على تسلم حقيبة المالية. لو كان أصر على حقيبة الخارجية، فسرعان ما كانوا ينزلون عليه باللائمة في أنه يسافر بقدر اكبر مما ينبغي، يسكن في فنادق فاخرة وما شابه. وعلى أي حال فان له وجه محب للاستمتاع منذ مولده، وهو يعاني من تقدير ذاتي على ما يكفي من الكبر بحيث ينزل الناس عليه باللائمة. في اوروبا وباقي الدول الكبرى يعد الاقتصاد ذخرا مطلوبا جدا لدى السياسيين الذين يتطلعون لان ينتخبوا للحكومة. وكوزير للمالية سيكون متعبا جدا تقديمه كـ بلي بوي، فهذا منصب يمكن أن يصممه كزعيم. وحتى رجال الاحتجاج سيفحصوه بسبع عيون.

لقد جرنا المفاوضون على اقامة الحكومة حتى اللحظة الاخيرة. ولكن بيبي بذل كل جهد كي يخرج دخان ابيض قبل الجدول الزمني الذي قرره. يصعب القول كيف وماذا، ولكن ستكون هذه حكومة من نوع آخر. عصبة من العذارى، بفضائلها ونواقصها. الفضل هو أنه سيكون فيها اناس يفكرون من خارج العلبة، اناس جدد مفعمون بالنشاط، مقابل المتهكمين السابقين. اولئك الذين قالوا باغلاق النافذة لانه برد في الخارج لم يفكروا بانه اذا اغلقوا النافذة فسيكون حارا اكثر في الخارج. يدور الحديث مع ذلك عن انعطافة دراماتيكية في الساحة السلطوية. هذا دخول عظيم لجيل جديد، لاناس ولدوا بعد قيام الدولة ولا يرتبطون بكوابل الماضي. جيل نقي من التعقيدات والحسابات. ليس مؤكدا أنهم يعرفون ما هي "التلينا" وماذا كان الـ "سازون".

هذا هو المكان لكتابة كلمة طيبة عن ايهود باراك، الذي رغم الانتقاد الذي وجهناه لنابليونيته، كان رجلا ذكيا متزنا ومنضبطا اكثر مما ارتسمت صورته في نظر الجمهور. فقد تنازع مع رؤساء وزراء في طلبه تقصير الحروب وكان ايضا الحارس الافضل لعلاقات اسرائيل والادارة. وسيتعين على الحكومة الجديدة ان ترعى إرثه بسبع عيون. لقد كان لبيد محقا في طلبه في الا تكون الكلمة الاخيرة لوزير الدفاع.

زمن قصير بعد أن تؤدي حكومة بيبي – لبيد – بينيت – ليفني اليمين القانونية، سنستضيف هنا الرئيس اوباما الذي يرمز هو ايضا الى جيل جديد من الحكم. ليس بصفة "زيارة السيدة العجوز"، يأتي، ولا كي يطرح علينا انذارا نهائيا. داغ بلونفيلد، رجل مركزي سابق في اللوبي اليهودي كتب في مدونته ان اوباما لن يأتي مع خطة بل مع وعد اسناد لاسرائيل التي تحث التسوية. في هذه النقطة فان حكومة العذارى وعلى رأسها لبيد – بينيت هي التي ستصمم صورة اسرائيل.