خبر رئيس الوزراء اوباما- هآرتس

الساعة 09:24 ص|14 مارس 2013


بقلم: آري شبيط
إن سؤال من يكون رئيس وزراء اسرائيل هو سؤال مهم في الأكثر. لكن هذا السؤال في كل ما يتعلق بأمن اسرائيل القومي يصبح أقل أهمية. وليس سبب ذلك مفرحا. خسرت اسرائيل في الاشهر الاخيرة – في الوقت الذي كانوا يشغلون أنفسهم فيه هنا بالمساواة في العبء – بقدر كبير القدرة على صوغ مستقبلها الاستراتيجي. ففي خلال الشتاء الماطر للانتخابات – في الوقت الذي سأل فيه الجميع أين المال – بلغت ايران حد مجال الحصانة. وفي خلال وقت قصير سيتوقف سؤال هل تستمر اسرائيل في كونها القوة الاقليمية المهيمنة عن ان يكون سؤالا اسرائيليا وسيصبح سؤالا امريكيا. فليس رئيس وزراء اسرائيل السيادية ذو السيادة هو الذي سيقرر هل نبقى أسياد أنفسنا بل رئيس الولايات المتحدة.
اليكم خلاصة الفصول السابقة: إن قدرة الاسرائيليين على ان يعيشوا حياة شبه سوّية في هذا المكان غير العادي تقوم على احتكار ديمونة. تبين قبل نحو من عشر سنوات ان ايران تهدد احتكار ديمونة على النحو الأكثر حقيقية. وأملت اسرائيل في السنين 2002 – 2008 ان تصد يد خفية التهديد الايراني لمستقبلها. وكانت اليد الخفية في الحقيقة يدا شجاعة وخلاقة وعبقرية تقريبا لكن المهمة كانت أكبر منها. ولهذا هددت اسرائيل في السنين 2009 – 2012 بصد التهديد الايراني بقواها الذاتية. لكن في هذه الايام حقا يتلاشى التهديد الاسرائيلي المضاد ويفقد فعله. وستضطر اسرائيل في القريب ولاول مرة في تاريخها بسبب ذلك الى ان تُسلم مصيرها الى آخرين. فليس الاسرائيليون هم الذين سيقررون هل يبقون أم يفنون بل سيقرر هذا براك اوباما.
إن الوضع الجديد يضيء بضوء جديد ما حدث هنا في السنوات الاخيرة – فقد تبين متأخرا ان بنيامين نتنياهو واهود باراك كانا على حق حينما اعتبرا 2012 سنة مصيرية. ويتبين متأخرا ان نتنياهو وباراك لم ينجحا في استخلاص ما أرادا استخلاصه من السنة المصيرية. فبعد أن أحدثا دراما دولية كبيرة أدار المجتمع الدولي ظهره لهما. وبعد ان أحدثا دراما اسرائيلية كبيرة أدار أكثر الاسرائيليين ظهورهم لهما. وبرغم ان تحليلهما للوضع كان صحيحا، لم ينجح نتنياهو وباراك في صد ايران في الفترة الاخيرة التي كانت اسرائيل فيها ما تزال قادرة على صد ايران.
والوضع الجديد يضيء بضوء جديد ايضا ما سيحدث هنا في السنوات القادمة: فبعد اشهر معدودة ستنتهي فترة استقلال اسرائيل الأمني. وبعد ذلك فورا ستنتقل الكرة الى البيت الابيض وستكف اسرائيل عن كونها ذات صلة ويكف نتنياهو عن كونه ذا صلة بل سيكف الجيش الاسرائيلي عن كونه ذا صلة. وسيصبح رئيس الولايات المتحدة وقد سُلم اليه أمن اسرائيل القومي. فاذا استقر رأيه على دفع الأثمان الباهظة التي تصاحب صد ايران فستنمو اسرائيل. واذا استقر رأيه على التخلي أو الضعف فستتدهور اسرائيل. إن اوباما سيرأس بالفعل الحكومة الـ 33 لاسرائيل.
فعلت اسرائيل قدر طاقتها في السنوات الاربع الاخيرة كي تُبغض نفسها الى الرئيس الامريكي. فهي لم تستجب لطلبه ان تقوم باجراء شجاع مع الفلسطينيين، واستجابت جزئيا ووقتيا لطلبه تجميد المستوطنات، وأظهر مسؤولون اسرائيليون كبار تشجيعا لخصومه وأحدثوا انطباع أنهم يريدون اسقاطه. وبرغم ذلك يُصر اوباما كما يزعمون في واشنطن على ان يكون صديق اسرائيل. فهو يؤيد القصة اليهودية الأساسية عن مختبرات الحرية ويميل الى القصة الاسرائيلية المستنيرة لعاموس عوز ودافيد غروسمان. وكما منح اسرائيل قبة حديدية أمنية سيفرح بمنحها قبة حديدية استراتيجية. ولهذا سيأتي الى هنا في الاسبوع القادم كي يصلح الأخطاء التي اخطأها في ولايته الاولى وكي يفتح صفحة جديدة في علاقاته بأمة تشك فيه شكا عميقا. إن الزيارة القصيرة المضيقة ستكون مختلفة عن كل زيارة سبقتها، فهي هذه المرة زيارة رئيس امريكي وُضع مصير دولة اليهود في راحته.