خبر غانتس: احتمالات الحرب ضئيلة ولبنان قد ينفجر ..حلمي موسى

الساعة 10:52 ص|13 مارس 2013

أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني غانتس في افتتاح مؤتمر هرتسيليا السنوي إلى المخاطر التي تواجه إسرائيل حالياً. وشدد على أن الوضع في سوريا بالغ الخطورة، وأن لبنان «متفجر استراتيجي، قد ينفجر في كل وقت». وأوضح أن احتمالات تدهور المنطقة إلى حرب شاملة في المستقبل المنظور ضئيلة، لكن احتمالات تدهور الوضع عالية جداً.

وتحدث غانتس في مؤتمر هرتسليا، الذي يستمر أربعة أيام وينتهي يوم الخميس المقبل، في جلسة تحت عنوان «تحديات الأمن القومي لإسرائيل»، حيث اعتبر أن «فرص نشوب الحرب في المدى المنظور متدنية لكن احتمالات التدهور عالية جداً، ففي كل أسبوع هناك حادث قد ينتهي نهاية مختلفة ويجر المنطقة نحو الاشتعال».

وتطرق غانتس إلى التقليصات المتوقعة في ميزانية الدفاع الإسرائيلية جراء التقليصات الأميركية والأزمة الاقتصادية الإسرائيلية. ولفت إلى أن الجيش ليس صندوق رأسمال مخاطر، لا هدف له سوى تحقيق أرباح للمستثمرين، مضيفاً «محظور علينا أبداً أن يكون لدينا جيش صدئ، غير مدرب ولا يثق بنفسه». واعتبر أن القرار بشأن المساواة في الأعباء وسبل تجنيد الحريديم هو قرار سياسي وليس قرارا عسكريا»، يُذكر أن هذا الموضوع يشكل نقطة خلافية في عملية تشكيل الحكومة الإسـرائيلية.

أما عن مخاوف اندلاع حرب، فأشار غانتس إلى أن «فرص نشوب الحرب في المدى المنظور متدنية لكن احتمالات التدهور عالية جداً». وبحسب كلامه، أثناء عرضه المخاطر التي تواجهها إسرائيل، فإنه خلال الـ40 عاماً الماضية منذ حرب تشرين العام 1973 طرأت تغييرات مثيرة، تعاظمت أيضاً في العامين الأخيرين. وأضاف «اننا نرى أنه إذا كان من شيء واحد ثابت في العامين الأخيرين فهو أنه لا وجود لأي شيء ثابت، ولا حتى في مصر، فهي لم تستقر بعد من سيرورتها الثورية: الجبهات القديمة تتغير، والجبهات المعروفة تتغير، وجبهات أخرى تحتل مكانة نوعية أعلى».

وقارن غانتس بين تحديات الأمن في الماضي والحاضر والمستقبل، عارضاً صورة مقلقة عن التغيير المستمر في تعريف العدو وخطره. وشرح أن «تحديات المستقبل أكثر تعقيداً من الماضي، والمنظمات الإرهابية تعمل من داخل تجمعات سكانية، والعدو غامض، يختفي وهو يملك قدرات فتاكة». وخلص إلى أن «المخاطر لا تختفي بل تتغير صورتها، ونحن سنلتقي بها في المستقبل».

وبناء على هذا التوصيف، يرى غانتس أنه «على الجيش الإسرائيلي أن يغير نظرته، وقدراته. فالقتال المقبل سيستند إلى نظرة هجومية. ولكل واحدة من الجبهات خصائصها، لكننا مضطرون لأن نحافظ في مواجهتها جميعاً على قدرة هجومية متواصلة وحزم للعمل. فمن أجل حماية مواطنينا سنضطر للعمل بشدة أكبر». وأوضح «سنضطر لتطوير قدرات استخبارية وقدرات حركة ومناورة. صحيح أننا لا نستعد لحرب ضد جيش نظامي، ولكن عندما يتطلب الأمر حسماً فسنضطر للزحف في تلال غزة والوصول إلى كل بناية في يهودا والسـامرة (الضـفة الغربية)».

ولاحظ غانتس وجود حرب من نوع جديد، حيث قال إنه «فيما نحن نتحدث، يهاجموننا في جبهة السايبر من عشرات الدول في العالم ونحن مضطرون لمواجهة ذلك أيضاً».

وتحدث رئيس الأركان الإسرائيلي عن المخاطر المحيطة والخطر الإيراني. واعتبر أن «الوضع في سوريا غداً غير مستقر وخطير استثنائياً. صحيح أن احتمالات الحرب النظامية مع السوريين متدنية، لكن المنظمات الإرهابية التي تحارب ضد الأسد يمكن أن ترى فينا التحدي المقبل. والقدرات الاستراتيجية الهائلة المتوافرة لدى الجيش السوري يمكنها أن تتدحرج إلى المنظمات الإرهابية».

وعند إشارته إلى لبنان كان فائق الحذر، وشدد على أن «الصلة الفكرية الوثيقة التي كنا ننسبها في الماضي للبنان وسوريا تقطعت على خلفية عدم الاستقرار السوري، كما أن حزب الله في هذه المرحلة لا يزال مرتدعاً منذ حرب لبنان الثانية». وبالرغم من ذلك، بيّن أنه إلى جانب الهدوء النسبي «ثمة متفجرات استراتيجية قد تنفجر في كل وقت. وطوال السنوات السبع الأخيرة ساد الهدوء، وسنكون مسرورين إذا ما استمر الوضع على هذا الحال. ولكن إذا ما تغير، فنحن نعرف كيف نعمل بشكل بالغ الفعالية سواء تجاه حزب الله أو تجاه الدولة، التي عليها تحمل المسؤولية عن أراضيها». وختم كلامه، مهدداً تلميحاً بالقول «إذا ما انفجر الأمر هذا، فإنني أفضل أن أكون مواطناً إسـرائيلياً وليس لبنانياً».

وفي ما يتعلق بقطاع غزة، قال رئيس الأركان إنه ينبغي التمييز بين التصريحات الحماسية والعمل الهادئ. فبعد أربعة أشهر من عملية «عمود السحاب»، تحققت أهداف العملية، وهناك ردع وهدوء ولكن إذا ما تغير الوضع، فإننا جاهزون للعمل بقدر ما يتطلب الوضع لتحقيق الردع. أما بشأن الضفة الغربية، فشدد على أن «جنود الجيش الإسرائيلي والشاباك يقومون بعملهم للمحافظة على الهدوء، وتمكين المستوى السياسي من اتخاذ القرار بشأن السياسة المتبعة».