خبر لبيد ليس مغفلا- هآرتس

الساعة 09:24 ص|13 مارس 2013


بقلم: رويت هيخت
مر شهران ولم يعد أحد يسخر من يئير لبيد، فقد خرج هذا النجم من الشاشة لينفض عنه سخافة اللهو وليصبح السياسي الأكثر حِرفية في اسرائيل. فمضاءلة عدد الوزراء في الحكومة الى عشرين واخراج الحريديين منها انجازان صوريان مدهشان ذوا وزن انتخابي كبير سيتم تذكرهما له في طريقه الى ديوان رئيس الوزراء. ولبيد أحد الساسة القليلين الذين لم تخب آمال ناخبيهم فيهم – وهو مسار مباشر تقريبا في السياسة الاسرائيلية – ولو أنها أُجريت اليوم انتخابات مُعادة فمن المحتمل ألا يزيد أحد قوته.
إن حملة "صفر الأخطاء" التي أثمرت له عددا لم يكن متخيلا من النواب، والارتباط الاستراتيجي بنفتالي بينيت الذي حسّن وطور قدرته على المساومة، والاصرار على مبادئه المعلنة التي يتم تصويرها وتظهر بمظهر جيد، منحته الثقة والجدية في نظر الجمهور ودلت على الذكاء والحنكة اللذين استعملهما لحل لغز نيل الشعبية الاسرائيلية. وبرهن لبيد ايضا على قدرة مدهشة على قراءة الخريطة السياسية، فقد أدرك انه من اجل تقديمه وتقديم الموضوعات المهمة للناس الذين يؤيدونه، وهي في الأساس تقوية هيمنة الطبقة البرجوازية تحت غطاء "المساواة في العبء" – فعليه أن يتصل باليمين خاصة لا بكتلة الوسط – اليسار التي كانت تبدو في البداية أنها أكثر طبيعية بالنسبة اليه.
من كان يرى ان الحصول على حقيبة المالية هزيمة أو "خلل" فُرض عليه فهو مخطيء. فاذا استثنينا حقيقة انه بلغ الى واحدة من الحقائب الوزارية الأجل الثلاث في أقل من سنة من حياة مهنية سياسية، فان لبيد بقبولها رفع نفسه الى منزلة القدّيس المعذب الذي يوافق على ان يحمل على ظهره الصليب الملعون ويمشي في طريق الآلام للبحث عن المال الضائع لاخوته العبيد. وهذا موقف ذو شعبية يحبه الجمهور جدا.
وهناك خطأ آخر وهو ان تُرى المالية مقبرة سياسية حتى وهي تأتي مع سنام على هيئة عجز مالي يبلغ 40 مليار شيكل من ميزانية الدولة. إن بنيامين نتنياهو الذي نفذ تحت كتفي اريئيل شارون العريضتين إذ كان رئيس الوزراء، في وزارة المالية ثورة الرأسمالية والخصخصة دفع عن ذلك خسارة في الانتخابات التي أُجريت بعد ذلك في 2006، لكنه عاد بعد بضع سنوات منتصرا الى منزل رئيس الوزراء باعتباره أنقذ دولة اسرائيل من دمار اقتصادي حينما كان المخربون والحافلات يُفجرون في شوارعها.
خط نتنياهو بولايته لوزارة المالية طريق اسرائيل الاقتصادية للسنين التالية وأسقط بقايا مبادئها الاشتراكية – وكان هذا نصرا كبيرا له ولمؤيديه. وللبيد – وهو طموح ونشيط وبراغماتي وذو قدرات على التعلم غير عادية – احتمال جيد لأن يستعمل في هذه الوزارة جدواه السياسية استعمالا صحيحا حتى من غير أن يعاني من الشتم الذي ناله نتنياهو. وبخلاف إخوته العبيد، يأتي مصوتوه خصوصا من المناطق الأكثر شبعا – في كفار شمرياهو مثلا صوت ثلث السكان ليوجد مستقبل -  ولن يُعانوا من الاقتطاع شبه المؤكد من المخصصات. والحريديون وسكان الأحياء الضعيفة الذين سيكونون بين المتضررين لن يُحاسبوه على الاحكام الاقتصادية المؤلمة. فهؤلاء لم يصوتوا للبيد قط بعكس نتنياهو الذي عانى انتقامهم في صناديق الاقتراع ولم يقصدوا التصويت له ايضا.
اذا استثنينا قضية الزعبيين التي بدا أنها هفوة متعجلة بعد ان عُلمت نتائج الانتخابات، فان لبيد قد عرض الى الآن أفضل سلوك سياسي بين نظرائه، فلا توجد فضائح ولا تعوجات ولا نزاعات في داخل القائمة ومن خارجها. وتوجد استقبالات وابتسامات تصور بصورة جيدة وستجعله إن عاجلا أو آجلا رئيس وزراء دولة اسرائيل.