خبر رئيس بلا توقعات- هآرتس

الساعة 09:21 ص|13 مارس 2013



بقلم: تسفي برئيل
إن استقرار رأي براك اوباما على الاسراع في زيارة اسرائيل يُذكر بالقرار المبكر جدا على منحه جائزة نوبل للسلام. والتوقعات الآن هي المشهد الكلي كما كانت آنذاك ايضا. فالبيت الابيض كعادته "يخفض التوقعات"، لأن التوقعات توجب عملا. ولا يجلب اوباما معه خطة سياسية جديدة فالتوسط بين اسرائيل والفلسطينيين ما زال من السابق لأوانه الحديث فيه، ولا حاجة للزيارة لتبادل الأفكار حول ايران. إن خطبة للأمة كالتي ينوي اوباما ان يخطبها من المؤكد انها حدث يتطلب ظهورا حيا، فليس من المناسب ان تُخطب في اليو تيوب. لكن الانتخابات في اسرائيل، وحتى واشنطن تعلم ذلك، قد انتهت، فما الذي يتوقعه؟ هل يتوقع ان يخرج الجمهور الى الميادين؟.
ليس عند اوباما في الحقيقة ما ينتظره من حكومة اسرائيل لكن عند الجمهور الباحث عن السلام في اسرائيل ما ينتظره من اوباما. لماذا لا يفاجئنا مثلا ويعرض رؤيا عملية لا تكتفي فقط بشعار "دولتين للشعبين". ليقل بصراحة إن الولايات المتحدة قد أصبحت مستعدة الآن للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وليعرض خريطة مع حدود اسرائيل وفلسطين وليُبين كيف ستكون سياسة الولايات المتحدة اذا استمرت اسرائيل في البناء في المناطق، وليعرض مساعدة مباشرة على الحكومة الفلسطينية تُبعد التهديد الاسرائيلي الدائم لاموال ضرائب السلطة الفلسطينية.
هذا هو المطلوب من رئيس يرى ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني تهديد لمكانة الولايات المتحدة التي أخذت تضعف في الشرق الاوسط، وهو لا يستطيع الاكتفاء بالوقوف الذليل مثل متسول على باب ويطلب الى اسرائيل تفضلات على الفلسطينيين.
إن الافراج عن أسرى أو نقل اراض اخرى الى مسؤولية فلسطينية مهما يكن ذلك مهما إهانة لمفهوم "الحل السياسي". ويمكننا الآن ان نتخيل الجدل العاصف في الكنيست في مسألة هل يُفرج عن الأسرى وكم ومن. وقد يفجر نقل اراض الى السلطة الائتلاف الحكومي الذي حيك في هذه اللحظة فقط حياكة دقيقة وذلك بالطبع بشرط ان يستجيب نتنياهو لتوسل اوباما. وستصبح "التفضلات"، لا الثمن الحقيقي الذي يُطلب الى اسرائيل ان تدفعه، هي مركز الجدل العام. وهذا هو الحد الأقصى كما يبدو الذي يستطيع اوباما توقعه، واذا كان هذا هو تعريفه لخفض التوقعات فانه يجدر ان يتخلى عن الزيارة. فالمجيء بلا خطة سياسية شيء وإهانة الباحثين عن السلام في اسرائيل وفي فلسطين إضرار استراتيجي مباشر بجمهور سيضطر ذات يوم الى الاقتناع والاقناع بجدية نوايا الولايات المتحدة.
إنه نفس الجمهور الذي يريد اوباما الآن أن يكسب ثقته وتأييده. لكن تأييد ماذا بالضبط؟ والثقة بمن؟ هل التزام الولايات المتحدة التاريخي ان تضمن أمن اسرائيل يتعلق بالقطارات الجوية المحملة بالاسلحة فقط؟ هل يتعلق بالعرض الرائع للقبة الحديدية؟ هل يتعلق ببيع الطائرات الممتازة والقنابل المتفوقة؟ إن هذا التصور الذي يُبعد السلام عن معادلة الأمن يجعل المسيرة السلمية في منزلة قاضي خط سياسي مهمته ان يُبين الفرق بين اليمين واليسار في اسرائيل. وهذا في الحاصل العام شأن داخلي اسرائيلي لا تهب الولايات المتحدة للتدخل فيه فضلا عن ان تُعرض عنقها للخطر بوساطة فعالة، وحينما يكون هذا هو التعريف الامريكي للمسيرة السلمية فلا يوجد ما يتوقع في الحقيقة.
لا يحتاج المواطنون الاسرائيليون الى اوباما ليخفض توقعاتهم لأن نتائج الانتخابات وتركيبة الحكومة قد فعلا ذلك. وليس هذا بالطبع ذنب اوباما أو مسؤوليته، ولا يمكن إزالة أضرار الانتخابات في مصنع امريكي. والحقيقة هي ان مواطني اسرائيل ايضا لا ينتظرون في نفاد صبر ان يرفع اوباما توقعاتهم. إن تجربة الانتظار هذه والوقوع الشديد على الارض الذي يأتي إثرها أبقيا فيهم علامات زرقاء كثيرة. بدل الاشتغال بالرؤيا والتخيل حان الوقت ليُبين اوباما بتفصيل ودقة الى أين يتجه. وسنفهم بأنفسنا الفرق بين مواقفه ومواقف حكومة اسرائيل. وهكذا سنستطيع على الأقل ان نستعد استعدادا أفضل للازمة وللنار التي ستشتعل وراء الخط الاخضر.