خبر هل باراك سيعود مرة اخرى؟- معاريف

الساعة 09:39 ص|12 مارس 2013

بقلم: عمير ربابورت

أمس، يكاد يكون في اللحظة الاخيرة، حاولت أوساط الجيش الاسرائيلي ان تطرح أمام وزير الدفاع ايهود براك معاني التقليص الذي ستفرضه الحكومة القادمة على ميزانية الدفاع، كي يكافح في سبيل كل شيكل لدى بنيامين نتنياهو. متأخر جدا: باراك كان منشغلا في زيارات توديع سلاح البحرية وسلاح الجو.

هذا المساء، في قاعدة سلاح الجو بلماخيم ستعقد هيئة الاركان في الجيش الاسرائيلي له امسية وداع رسمية. ويوم الخميس سيسير وزير دفاع جديد على البساط الاحمر في الطريق الى مكتب الوزير. واذا لم تكن تطورات غير مرتقبة، فسيكون هذا الفريق احتياط موشيه (بوغي) يعلون.

في هذه الاثناء، موقف الوداع من باراك للجنة الخارجية والامن أجمل امس على نحو جميل التحولات الدراماتيكية التي طرأت في فترة ولايته الطويلة في مكتب وزير الدفاع. لقد كانت هذه ولاية استمرت ست سنوات طويلة وكاملة. لا يمكن لاحد أن يأخذ من باراك لقب "سيد أمن". فالجمهور وثق به، ولكنه لم يكن مستعدا لان يصوت له. باراك، مثلما هو باراك، كان مركبا. فمن جهة، يعزى له اعتراض للهجوم على المفاعل النووي السوري في دير الزور في ايلول 2007. ومن جهة اخرى فانه تمسك بسياسة التصفيات التي رافقته منذ عهد وحدة "سييرت متكال" الخاصة، بما في ذلك تصفية رئيس أركان حزب الله، عماد مغنية، في شباط 2008، الذي ينسب هو الاخر لاسرائيل.

على ولاية باراك خيمت الحرب العالمية البشعة مع رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي، ولكن كقاعدة يعتبر هو المرجعية العليا في الجيش ويحظى في داخله بمكانة رفيعة. لقد نجح باراك في الحفاظ على ميزانية الدفاع بل وزيادتها في نهاية كل سنة، رغم موجة الاحتجاج الاجتماعي التي طالبت بتغيير توزيع المقدرات في الدولة.

لقد كان باراك أخ لنتنياهو على مدى السنوات الثلاثة الاولى لحكومته الثانية واقصي عن البيت في قيساريا منذ نزل عن شجرة تهديدات الهجوم الاسرائيلي على ايران وترك نتنياهو عليها وحده.

كقاعدة، عزز باراك العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ولكنه فشل في المهمة الاكبر التي وضعها مع رئيس الوزراء نتنياهو: وقف السباق الايراني نحو القنبلة الذرية.

وهو ليس حقا مذنبا بذلك: ليس لاسرائيل خيار عسكري حقيقي لمهاجمة ايران وحدها. اذا كانت عملية عسكرية لاحباط البرنامج النووي الايراني، فانها ستنفذها الولايات المتحدة.

فهل سيعود؟ لا ينبغي استبعاد هذه الامكانية. فاذا ما استنفد تقاعده بصحبة عقيلته نيلي، فان باراك كفيل بان يجد نفسه من جديد في مكتب وزير الدفاع الذي يستطيبه، في هذه التركيبة السياسية أو تلك. فعلى اي حال، فهو أكثر شبابا من شمعون بيرس بنحو عشرين سنة.