خبر قطيعة لبيد- هآرتس

الساعة 09:36 ص|12 مارس 2013

بقلم: نحاميا سترسلر

إن ايلي يشاي يكاد يذهل عن نفسه لشدة الأسى فهو بعد قليل سيودع ملذات الحكم: المساعدين والمتحدثين والمكتب والتشريفات، ويضطر الى النزول الى رتبة عضو كنيست عادي، بل انه لا يعلم حتى ما الذي يفعلونه في المعارضة.

وهو يصرخ شاعرا بالمرارة: "تمت القطيعة مع جمهور كامل بسبب اعتقاده فقط"، ويكرر عضو الكنيست نسيم زئيف القول بعده: "قطعوا معنا، هذا فساد وهذا ائتلاف كراهية الحريديين"، ويشعر آريه درعي بالمرارة بسبب القطيعة ويطلب تعيينه رئيسا للحزب وكأنه ليس له نصيب مركزي من الفشل في الانتخابات.

إن شاس ويهدوت هتوراة على يقين من أنهما مُسحتا للحكم بأمر مباشر من الخالق وأنهما ممثلتاه على الارض. وهما غير قادرتين على فهم أنهما خسرتا في الانتخابات ببساطة. فلو ان شاس حصلت على 19 نائبا وحصل يوجد مستقبل على 11 نائبا لدخلت ولخرج لبيد. وآنذاك ما كانتا لتحلما حتى بالاهتمام بـ "البيت اليهودي" بل كانتا ستفرحان برؤية نفتالي بينيت في المعارضة كما فعلتا بالمفدال طول سنين، مع سيطرتهما المستمرة على كل قطاعات الدين والمخصصات، ولهذا فان من الواضح لماذا لم يُرد لبيد وبينيت رؤيتهما في الحكومة.

حينما يجلس الحريديون في المعارضة فقط يستطيع وزير المالية لبيد الاقتطاع من الميزانيات الضخمة التي يحصلون عليها للمدارس الدينية ومخصصات عامة. لماذا لا يدفع طالب معهد ديني رسوما دراسية ثم يحصل الى ذلك من الدولة على رسوم عامة تبلغ 850 شيكل كل شهر وعلى تأمين دخل يبلغ 1040 شيكل وعلى دعم مالي للسكن والمنازل اليومية وضريبة المسقفات في حين يدفع شاب علماني أو متدين بعد الخدمة في الجيش رسوما دراسية عالية في الجامعة ولا يحصل من الدولة الى شيكل واحد ويخدم الخدمة الاحتياطية ايضا في اثناء الدراسة؟ ألا يوجد حد للتمييز؟.

حينما يجلس الحريديون في المعارضة فقط يستطيع لبيد ان يُبدل معيار الحصول على سكن تدعمه الدولة ومعيار "قِدم الزواج" الذي نسجه اريئيل اتياس للحريديين ليصبح "استنفاد القدرة على كسب الرزق" الذي هو أكثر عدلا وملاءمة للعلمانيين والمتدينين.

وسيكون من الممكن من غير الحريديين وقف المخصص الزائد للمدن الحريدية والضغط على رؤساء البلديات لبناء أحواض تطهر على حساب المراكز الجماهيرية. وسيكون من الممكن مع وجود يشاي ومئير باروش في المعارضة فقط تحديد ان يحصل على المخصصات والتخفيضات وتأمين الدخل من يخرجون للعمل فقط.

حينما لا يوجد حريديون في الحكومة فقط سيكون من الممكن ان تُفرض عليهم الدراسات الأساسية والتجنيد العسكري، وحينما يجلسون في المعارضة فقط سيكون من الممكن فتح الجهاز الاقتصادي للمنافسة بالاستيراد بغرض خفض غلاء المعيشة. وسيكون من الممكن من غير الحريديين الاقتطاع في الاماكن الصحيحة ومنع ازمة عميقة ويتعلق كل ذلك مباشرة بالطبقة الوسطى لأن هذا هو معنى مضاءلة العبء عمن يخدم ويعمل ويدفع الضرائب.

إن حكومة من غير حريديين هي مصلحة بينيت ايضا. فهم قد شهّروا وأخزوا وأهانوا المتدينين طوال سنين. وهم رأوا ان البيت اليهودي هو بيت أغيار كما قال ميران. وهم لا يحسبون حسابا لدراسة المتدينين للتوراة بل إن أصحاب القبعات المنسوجة لا يلائمون حضور صلاة الجماعة. أبعدت شاس ويهدوت هتوراة المتدينين طوال سنين عن كل الوظائف في المؤسسة الدينية، من الحاخامية الرئيسة الى اجهزة الطعام الحلال، وليس الأمر أمر تأثير ووظائف فقط فناخبو بينيت يريدون ان يعيد اليهم ايضا الكرامة والمنزلة.

إن الحريديين خلعوا كل لجام لكثرة صلفهم. فقد دعوا العلمانيين "ناكحي دنسات" ووجهوا النساء الى المقاعد الخلفية في الحافلات في تمييز يثير الغضب. وبصقوا على كل من بدت لهم لا تلبس لباسا محتشما ونكلوا بالأقليات وكرهوا الاجانب وحاولوا تغليب اليهودية المتطرفة والمتخلفة على كل شعب اسرائيل، وهم الآن يدفعون ثمن الاستكبار.

أي انه ليس الحديث هنا عن قطيعة ولا عن كراهية ايضا بل عن محاولة سياسية للحصول على تقسيم مختلف أكثر عدلا للموارد والوفاء بذلك بالوعود التي أعطاها لبيد وبينيت لجمهور ناخبيهما.