دعا إلى مبادرة مع السلطة تقوم على مبدأ حل الدولتين

خبر باراك يتوقع تصعيدا في المنطقة ويؤكد اختفاء سورية وبقاء إيران

الساعة 03:17 م|11 مارس 2013

غزة

 قالت مصادر أمريكية وُصفت بأنها رفيعة المستوى ومقربة جدًا من البيت الأبيض، قالت إن الإدارة الأمريكية تعمل على تخفيض سقف التوقعات لدى الإسرائيليين والفلسطينيين من زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما إلى كل من الدولة العبرية وفلسطين في الثاني والعشرين من الشهر الجاري.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، نقلاً عن مصادر أمريكية وإسرائيلية متطابقة، بأن أوباما لن يُعلن عن مبادرة سلام جديدة، كما أنه لن يُمارس الضغوطات على أقطاب دولة الاحتلال وسلطة رام الله للعودة إلى طاولة المفاوضات، علاوة على ذلك، شددت المصادر عينها على أن الرئيس الأمريكي لن يعقد قمة ثلاثية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة، محمود عباس.
ونقل مراسل الشؤون السياسية في الصحيفة، باراك رافيد، عن مصادر في البيت الأبيض قولها إن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية حاولوا خلال الأيام القليلة الماضية محاكاة اللقاء الثنائي، الذي سيجمع أوباما ونتنياهو في بيت الأخير، الكائن في شارع بلفور بالقدس الغربية، أن أوباما سيُبلغ نتنياهو بأنه ما زال مهتما بما أسمته المصادر العملية السياسية مع الفلسطينيين، وأنه ما زال على تعهده بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل اليهودية، كما أكد منذ اليوم الأول الذي دخل فيه إلى البيت الأبيض، كما أنه سيُبلغ نتنياهو برفضه لسياسة الاستيطان الإسرائيلي، كما قال موظف أمريكي رفيع للصحيفة العبرية، والذي يُشارك في التحضير لزيارة الرئيس.
بالإضافة إلى ذلك، سيُوضح الرئيس الأمريكي لكلٍ من نتنياهو وعباس بأنه ما زال مستعدًا لتقديم المساعدة والمساهمة في العملية السلمية، ولكنه بالمقابل سيؤكد لهما أنه لا يستطيع أن يكون مهتما بها أكثر منهما، على حد تعبير الموظف الأمريكي، وتابع المسؤول عينه قائلاً إن أوباما سيُبلغ الاثنين بأنهما إذا انتقلا من الكلام إلى الأفعال، فإنه ووزير خارجيته، جون كيري، سيُساهمان في المساعي، ولكن إذا بقي الحال على ما هو، فإن إدارته ستتركهما لوحدهما، لمعالجة ملفات أخرى في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وتابعت المصادر الأمريكية قائلةً إن الموقف الأمريكي الجديد، الذي سيصل معه أوباما نابعٌ من خيبة الأمل الأمريكية من قدرتها على التأثير على الإسرائيليين والفلسطينيين في الواقع السياسي والإقليمي الحالي، ونقلت الصحيفة العبرية عن محفل رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية قوله إن أوباما فهم بأن ممارسة الضغط على الطرفين، والذي ميز فترته الرئاسية الأولى، أدى إلى إبعاد الطرفين عن بعضهما، ذلك أن الموقف القديم الذي تقوم فيه واشنطن بإقناع الطرفين بالعودة إلى المفاوضات أثبت فشله.
وتابع المصدر نفسه قائلاً إن الأمريكيين سئموا من سياسة ما أسماها بسياسة ضرب الرأس بالحائط، وبالتالي فإنهم عقدوا العزم على تبني الموقف الجديد القائل إن تجديد المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية ليس الهدف الأول والأهم من ناحيتهم.
وبرأي المسؤولين الأمريكيين، فإن الوضع الذي آلت إليه المنطقة هو الذي سيُحدد السياسة الإسرائيلية والفلسطينية، على حدٍ سواء، فبالنسبة لتل أبيب هناك تخوف وتوجس من زيادة عزلة الدولة العبرية في الحلبة العالمية، الضغوطات الدولية عليها، وخصوصًا من قبل الاتحاد الأوروبي، الذي يُهدد بفرض عقوبات على إسرائيل، علاوة على القلق في إسرائيل من إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هذه العوامل مجتمعة، أضافت المصادر، من شأنها أنْ تدفع نتنياهو إلى العودة لطاولة المفاوضات أكثر بكثير من الضغط الأمريكي، أوْ من طرح مبادرة سلام أمريكية جديدة، على حد تعبيرها.
علاوة على ذلك، قال موظف أمريكي عالي المستوى إن وزير الخارجية كيري يُريد دفع الطرفين إلى المفاوضات، ولكن إذا واصلا التعنت في مواقفهما، فإنه سيتركهما لوحدهما، وينشغل في قضايا أخرى، على حد تعبيره.
ولفتت المصادر أيضا إلى أن الوزير كيري، الذي سيُرافق أوباما في زيارته إلى المنطقة سيعود إليها في الشهر القادم لفحص مواقف الطرفين، وإذا توصل إلى نتيجة بأنهما ما زالا على حالهما، فإنه سيكون أكثر استعدادًا للموافقة على القيام بخطوات أحادية الجانب، أوْ التوصل إلى حلول مرحلية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ولفتت المصادر في واشنطن إلى أنه خلال الزيارة التي قام بها الجنرال في الاحتياط، يعقوف عميدرور إلى واشنطن الأسبوع الماضي للتحضير للزيارة كانت الأزمة السورية في مقدمة القضايا التي تمت مناقشتها بين الطرفين، حيث أكدت المصادر في تل أبيب وواشنطن على أن التعاون الاستخباراتي بين واشنطن وتل أبيب وصل إلى القمة في الفترة الأخيرة، وتحديدًا في قضية مراقبة الأسلحة الكيميائية السورية، لافتةً إلى أن التنسيق والتعاون بين الطرفين في هذا المجال وصل إلى القمة في السنوات الأربع الأخيرة.
كما قالت المصادر إنه خلال الاجتماع الذي عقده وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك مع نظيره الأمريكي، تشيك هايغل، في واشنطن الأسبوع الماضي، تم وضع الخطط الملائمة لمواجهة أي سيناريو يتعلق بانتقال الأسلحة الكيميائية السورية إلى تنظيمات إرهابية، على حد تعبير المصادر.
ولفتت المصادر أيضا إلى أنه على الرغم من أن الرئيس أوباما قام بتعيين كيري وهايغل، اللذين يُعتبران من الحمائم بالنسبة للهجوم على إيران، إلا أن الرئيس نفسه بات أكثر صقرا في الملف النووي الإيراني، إذ أن مستشاريه يؤكدون مرة تلو الأخرى بأنه لن يسمح لإيران بأنْ تتحول إلى دولة نووية، ليس بسبب إسرائيل، إنما بسبب المصالح الأمريكية، وأن القرار الحاسم في هذا الملف سيُتخذ في العام الجاري، كما قالت المصادر الأمريكية.
في السياق ذاته، وخلال توديعه للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، حذر وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك مما أسماه تحديات معقدة لا تزال أمام إسرائيل، وقال باراك في بداية الجلسة إن إمكانية حصول تدهور في المنطقة قائمة، وأنه يجب الاستعداد لذلك.
وقال أيضا إن إيران لم تختف، وسورية تتفكك أمام أعيننا، وأضاف باراك أن إسرائيل لا ترى أن هناك قوة في الشرق الأوسط قادرة على مهاجمة إسرائيل عن طريق قوات جوية وفرق مدرعة، وخلص إلى القول إن الدولة العبرية هي وبشكل واضح الدولة الأقوى في المنطقة.