خبر حكومة المليون- هآرتس

الساعة 10:30 ص|11 مارس 2013


بقلم: ألوف بن
ستنتهي المعركة الانتخابية هذا الاسبوع مع تشكيل الحكومة الى انتصار واضح لليمين. فقد أنعش رئيس الوزراء نتنياهو نفسه من الضربة التي تلقاها في صناديق الاقتراع ونجح في ان يستخرج أكبر قدر في التفاوض الائتلافي الذي أجراه مع يئير لبيد ونفتالي بينيت. إن الثعلب القديم علّم المبتدئين السياسيين درسا.
بدأ نتنياهو التفاوض فقط بعد شهر من الاجراءات الباطلة التي كانت ترمي الى استنزاف مُحادثيه، فكان الشجار المغطى اعلاميا مع بينيت، ودموع التماسيح للانفصال عن الحريديين، وعرض وزارة المالية على شيلي يحيموفيتش، وضمان التفاوض السياسي لتسيبي لفني. وحينما انتهت الحيل الدعائية وترتبت المكعبات لمصلحة نتنياهو بقيت سياسة الخارجية والامن في يد الليكود بيتنا ورُكل لبيد الى وزارة المالية وسيكون البيت اليهودي شريكا ثانويا.
تميز التفاوض الائتلافي باشتغال مبالغ فيه بالسخافات مثل الاشياء التي تكرهها سارة نتنياهو، وعدد الوزراء أو انتاج "صورة نصر" لبيد من غير الحريديين. ودُفعت شؤون جوهرية كسياسة الخارجية والامن الى خارج المباحثات ما عدا تحذير نتنياهو الاسبوعي من التهديد الايراني والخطر السوري. بل ان السياسة الاقتصادية بُحثت في الهامش هذا اذا بُحثت أصلا.
نجح نتنياهو في جعل خصمه – شريكه لبيد قزما وفي عرضه على أنه سياسي فارغ باحث عن التكريم والشهرة، أراد ان يُرفه عن نفسه في وزارة الخارجية بدل ان يبحث "أين المال" في المالية. وفي نهاية الاسبوع الماضي استسلم لبيد لحملة ضغوط اعلامية وتولى المهمة المثقلة التي أراد التهرب منها. وفشل ايضا في تطهير الحكومة من حقائب وزارية لا معنى لها مثل "القدس واماكن الشتات".
تنتهي الآن "ألعاب العرش" وتبدأ الحياة الحقيقية. ولحكومة نتنياهو الثالثة هدف واضح هو توسيع المستوطنات وتحقيق حلم "مليون يهودي في يهودا والسامرة". ويفترض ان يحبط هذا العدد السحري تقسيم البلاد ويمنع بمرة واحدة والى الأبد انشاء الدولة الفلسطينية. وستُسلم الوزارتان ذواتا الصلة وهما الأمن والاسكان الى بوغي يعلون وأوري اريئيل. ولن يجلسا فيهما كي يُجمدا البناء بل ليُحققا تقرير ادموند ليفي وبرنامج عمل البيت اليهودي أي ضم الضفة بالتدريج.
استعمل نتنياهو تعبير "الرياضيات" كي يُفسر صعابه السياسية التي منعته من ان يُلين مواقفه نحو الفلسطينيين. وقد كان هذا في الولاية السابقة التي تولى فيها المعتدلان اهود باراك ودان مريدور مناصب رفيعة. أما في الحكومة الجديدة فان الرياضيات تعمل بقوة أكبر في مضادة كل مصالحة في المناطق. فاليمين المتطرف مُقوى وموحد، ويحتاج من يريدون ان يرثوا نتنياهو في الليكود الى دعم المستوطنين وسيفعلون كل شيء لارضائهم ورشوتهم. أما الاعتدال السياسي فيفترض ان يعرضه لبيد ولفني لكن سيصعب عليهما ان يواجها يعلون وبينيت وساعر وكاتس وليبرمان ويئير شمير. وسيشترون لبيد بأمور صغيرة مثل "قانون المساواة في العبء" كي تظل المليارات تتدفق على المستوطنات، ولفني أضعف من ان تؤثر.
ستكون مهمة نتنياهو المركزية الحصول على هدوء سياسي يُمكّن من توسيع المستوطنات بكلفة ضئيلة من التنديد الدولي. وسيستمر في الحيلة الناجحة من الولاية السابقة وهي التهديد بالهجوم على ايران وسوريا الذي يجذب انتباه الامريكيين. وبراك اوباما مشغول بتسكين الجبهة الايرانية وبمنع اشتعال في الجبهة السورية ويغض الطرف عن اعمال اسرائيل في المناطق. وهذه هي الصفقة التي سيسعى نتنياهو الى احرازها مع اوباما في لقائهما الاسبوع القادم في القدس.
فقد نتنياهو من قوته في صناديق الاقتراع لكنه استغل لمصلحته الشقاق في المعسكر الخصم وانشأ حكومة مؤمنة بالقوة نحو الخارج وقومية نحو الداخل. وقيد إليه لبيد وبينيت الطامحين اللذين سيجهدان في إثبات أنفسهما وأبقى في الخارج الحريديين الجياع الذين سيستغلون كل شق كي يزحفوا عائدين الى الحكومة. وكانت الزيادة من اجل النهاية انه خفض توقعات وزراء الليكود الذين تخلوا عن أحلام ترفيع مناصبهم وتوسلوا اليه للبقاء في وزاراتهم القديمة. وهذه نتيجة مدهشة اذا قيست بالحملة الانتخابية البائسة لـ "رئيس الحكومة القوي" نتنياهو.