خبر العرب في اسرائيل أكثر خوفا-هآرتس

الساعة 10:29 ص|11 مارس 2013


من اليهود من هجوم العدو
بقلم: غيلي كوهين وجاكي حوري
الجمهور العربي في اسرائيل أكثر خوفا من الجمهور اليهودي من امكانية هجوم دولة معادية على اسرائيل، كما تقرر في استطلاع "مقياس المنعة الوطنية"، الذي تم في ايام عملية "عمود السحاب" في تشرين الثاني الاخير وينشر في صحيفة "هآرتس" لأول مرة.
اشتمل الفحص الذي كان يجري منذ سنة 2000 على ألفين من المستطلعة آراؤهم منهم 400 من الوسط العربي طُلب اليهم ان يُدرجوا من 1 الى 6 مقدار خوفهم من ارهاب أو من هجوم دولة معادية، وتأييدهم لعمليات عسكرية وثقتهم بأجهزة الحكم في اسرائيل، ومبلغ تفاؤلهم ايضا.
على حسب المعطيات ساد المستطلعة آراؤهم من اليهود شعور بالاطمئنان حينما بلغ مقدار خوفهم من هجوم دولة معادية الى النقطة الدنيا 3.93 – وهي أدنى معطى سُجل منذ بدأوا المشروع. وانخفض الخوف من الارهاب هو ايضا هذا العام وهو في النقطة الدنيا ايضا لجميع الأزمان. وفي مقابل ذلك بلغ مقدار خوف الجمهور العربي في اسرائيل من هجوم دولة معادية الرقم القياسي لجميع الأزمان – 4.17. وهذه أول مرة يزيد فيها مقدار خوف الجمهور العربي في اسرائيل على مقدار خوف الجمهور اليهودي.
يذكر الباحثون ان الحديث عن متابعة الانخفاض التدريجي الذي طرأ على الجمهور اليهودي منذ سنة 2006 وذلك برغم الاشتغال العلني بالمسألة الذرية الايرانية. "نرى انه منذ كانت آخر حرب مع دولة عربية أي منذ 1973 لم يعد الجمهور يؤمن بأن هذا الامر ممكن مرة اخرى. وحيال الوضع في مصر وسوريا خصوصا فان هذا مفاجيء شيئا ما في ضوء رأي خبراء انه يوجد الآن خاصة احتمال تعقد الحال بين دولة عربية واسرائيل"، يقول محرر المقياس البروفيسور غبريئيل بن – دور، رئيس خطة دراسات الامن القومي في جامعة حيفا.
ويذكر فيما يتعلق بعدم وجود تعبير حقيقي عن التهديد الايراني انه "قد يكون هذا نابعا من عدم رغبة أو من عدم انتباه لفهم ان المشكلة واقعة، ويندمج هذا في قلة الخوف وازدياد التفاؤل". ومع ذلك يعترف البروفيسور بن – دور بأن القائمين بالمقياس لم ينجحوا في التوصل الى تفسير كاف للارتفاع بين الجمهور العربي. "قد يكون الجمهور العربي متابعا بصورة جدية وعميقة لما يجري وراء الحدود، وانه يحكم على الوضع بصورة مختلفة"، يُقدر، لكنه يؤكد ان الارتفاع في هذه المعطيات ايضا ليس عاليا بصورة كبيرة.
مع ذلك يقول عالم الاجتماع الدكتور نهاد علي من جامعة حيفا ومعهد الجليل الغربي الذي أجرى عددا من الابحاث تناولت أنماط السلوك في المجتمع العربي، في حديث لصحيفة "هآرتس"، انه "يبدو لأول وهلة ان نتائج البحث تعارض الواقع الذي يحيا فيه المواطنون العرب"، ويذكر مثلا انه "بعد حرب لبنان الثانية، وبرغم ان نصف الضحايا كانوا من المجتمع العربي، كانت مواقف الجمهور العربي على نحو عام مؤيدة لحزب الله".
ينبع تفسير محتمل لنتائج البحث في رأيه من انه قد يكون "الجمهور العربي أكثر تصديقا لكلام نتنياهو وخطابته وخطابة مسؤولين كبار في جهاز الامن أيدوا الهجوم على ايران، واعتقد ان الحرب والضربة ستكونان أقسى كثيرا". ويقول انهم في الوسط العربي يدركون ان "البنية التحتية في البلدات العربية غير قادرة على احتمال حرب كبيرة وضربة قاسية – كما ثبت في 2006".
وفي المقايس الذي جُمعت نتائجه استعدادا لمؤتمر هرتسليا لمعهد السياسة والاستراتيجية في المركز المتعدد المجالات، تم الفحص ايضا عن مقدار تأييد العمليات العسكرية (القتالية)، بيّن وجود ارتفاع طفيف في هذا الشأن – في الوسط اليهودي (حيث ارتفع من 4.41 الى 4.50)، وفي الوسط العربي (حيث ارتفع من 2.30 الى 2.40). ومن المحتمل وجود صلة بين عملية "عمود السحاب" التي حدثت في الوقت نفسه وبين هذه المعطيات. ويذكر البروفيسور بن – دور ان معطيات الدرجة الدنيا بين الجمهور اليهودي المتعلقة بالخوف من الهجوم حصلت على تعزيز ايضا على صورة الارتفاع الطفيف في مقياس التفاؤل الوطني في الوسط اليهودي – 4.69 قياسا بـ 4.55 في مقياس تشرين الاول 2011. وفي مقابل ذلك طرأ انخفاض في الوسط العربي بمقدار مشابه (من 3.52 الى 3.42).
وفحص البحث ايضا عن توجهات مختلفة بحسب توزع المستطلعة آراؤهم في اوساط مختلفة. من بين المستطلعة أراؤهم من اليهود كان 8 في المائة مستوطنين و10 في المائة حريديين و27 في المائة آخرون كانوا مهاجرين جددا وعُرف الباقون بأنهم "آخرون"، أي ممن لم ينتموا الى أي واحد من هذه الاوساط. ومن بين الأقليات التي سُئلت كان 69 في المائة مسلمين و15 في المائة دروزا وكان الباقون مسيحيين. وقد وُجد مثلا ارتفاع لمقدار ثقة جمهور المستوطنين بالكنيست من درجة 3.1 في تشرين الاول 2011 الى 3.4.
"قد يكون تفسير ذلك نتائج الانتخابات الداخلية في الليكود التي أظهرت انه سيكون لهم في الكنيست الـ 19 ممثلون أكثر ممن كانوا في الماضي"، كتب الباحثون.
وهناك معطى آخر يُظهره المقياس وهو التغير الحاد لمقدار الشعور الوطني عند جمهور الدروز في اسرائيل.
يشير المقياس الى انخفاض حاد، والمعطى الذي تم الحصول عليه هو الأدنى مما قيس وهو 3.93. ويذكر البروفيسور بن – دور انه يلاحظ في أكثر الاسئلة تماثل كبير في الأجوبة التي تم الحصول عليها من المستطلعة آراؤهم من الدروز واليهود ما عدا هذا المقياس. ويقول البروفيسور بن – دور "هذا المعطى مقلق جدا ولا سيما في فترة المساواة في العبء، فالأقلية تشعر بأنها مظلومة جدا. وان مجرد الشعور بأنها مظلومة هو تحدٍ لكل موضوع المساواة في العبء".
يذكر الدكتور علي مع ذلك فيما يتعلق بهذا المعطى انه غير مفاجيء وانه يتساوق مع أبحاث اخرى تمت في الماضي، ومع حقيقة ان نسبة المشاركة في الجمهور الدرزي في الانتخابات الاخيرة كانت أقل من 50 في المائة. ويقول: "يشعر الدروز بالمرارة. فهم يشعرون أنهم يهود من جهة الواجبات لكنهم عرب من جهة الحقوق".