خبر عندما شعر الامير بالاهانة-يديعوت

الساعة 10:27 ص|11 مارس 2013


بقلم: سمدار بيري
ثمة شيء منكر وعديم الاحترام في الحرب الاعلامية الصاخبة الدائرة بين الملياردير السعودي، الامير وليد بن طلال وبين مجلة "فورباص" في موضوع تصنيفه في قائمة اغنياء العالم. الامير، الذي تتوزع أعماله في أرجاء العالم، يدعي بانهم ظلموه عندما أنزلوه من العشرية الاولى الى المرتبة الـ 26.
في "فورباص" يصرون على أنهم نجحوا في أن يشخصوا لدى الامير "فقط" 20 مليار دولار. أما هو من جهته فيدعي بان "فورباص" شطبت له بنية مبيتة 10 مليار. وترد عليه "فورباص" بتحقيق أصفر، مع كشف طائرة "ايرباص" – الطائرة الجديدة التي اشتراها الامير لتضاف الى اسطول طائراته – والتي يعلوها تاج ملكي مصنوع من الذهب الصافي، وتكشف أيضا أربع رسائل تحذير غاضبة ارسلت من مكاتب رب المال السعودي يطالب فيها برد اعتباره.
هذه القضية - والتي يهدد فيها ابن أخ الملك عبدالله بتخفيض مستوى التعاون الاقتصادي مع واشنطن ويشكو من "التنكيل به على سبيل المس بصورة السعودية" – تغتسل في طول وعرض الصحف الاقتصادية الهامة في العالم. ثمة شماتة بالامير السعودي وبقيم الصحيفة في نفس الوقت. فرب المال الذي يشعر بالاهانة أعلن منذ الان مقاطعته لـ "فورباص" (كيف سيتدبرون امورهم دون اعلاناته بعشرات الاف الدولارات؟) وتوجهه الى منافستها – شبكة "بلومبرغ". هناك مرتبته أعلى بكثير: رقم 16 في قائمة اصحاب المليارات في العالم.
36 ملياردير من العالم العربي يلعبون أدوار النجوم في التصنيف الاعتباري ويبلغ راسمالهم 118 مليار دولار. وتوزيع الاستثمارات، وكذا الانتماء للدول، مثير للاهتمام. السعودية تتصدر مع ثمانية مليارديريين يتركزون في شركاء البناء، الاتصالات، الفنادق في اوروبا ومشاريع في افريقيا. بعدهم سبعة أرباب مال من مصر. عائلة سواريس القبطية، أب ونجليه، يلعبون كل واحد على حده دور النجم في قائمة "فورباص" مع 3 مليار دولار. ورغم ميل الانخفاض في السوق المالية المصرية، رغم شكاوى الاقباط من القمع والظلم ورغم أن مصر تبدو على حافة الافلاس، فان الثلاثي سواريس، ارباب المال في الاتصالات، لم يسقط.
من لبنان، يأتي بين اصحاب المليارات رئيس وزراء، الحالي، نجيب ميقاطي، وسلفه، سعد الحريري، مع ثلاثة اخوته ورثوا امبراطورية تجارية مزدهرة. منضم جديد الى القائمة هو رب المال المغربي عثمان بن جالون، الذي نجح في توسيع اعماله التجارية في اعقاب الاصلاحات الاقتصادية. ولم تنسى الاسرة المالكة في الرباط بائع الخضار العاطل عن العمل الذي أحرق نفسه في تونس المجاورة فأدى الى اسقاط النظام. فكابوس الربيع العربي يملي التشجيع والتحفيز لكل من يتعهد بخلق عمالة للمتعلمين العاطلين عن العمل، ممن سيغمرون الميادين.
امام أرباب المال حسب "فورباص" و "بلومبرغ" ، تنكشف قائمة 100 امرأة عربية مؤثرة. وجدت مليارديرية – الأميرة أميرة، احدى زوجات الامير السعودي الذي يتقاتل مع "فورباص"، واخرى مليونيرية، مستثمرة في البناء، هي الاخرى سعودية، لبنى عليان. اما الباقيات، فنساء مثيرات للاهتمام، مبادرات بفضل كفاءتهن وعنادهن.
في المكان الاول وزيرة التجارة الدولية من امارات الخليج، لبنى القاسمي. بعدها المعمارية من العراق زهاء حديد، الحاصلة على جائزة نوبل من اليمين تواكل رمان، مغنية البوب اللبنانية نانسي عجرمي، الى جانب النشيطتين النسويتين منى تهامي ونوال سعداوي من مصر. الاخيرتان فرتا من الاسلاميين وتواصلان الانتقاد من بعيد لقمع النساء.
قائمة أصحاب المليارات العرب تؤدي الى استنتاج واضح: الحكم يواصل انتاج اناس وهميين، يحرصون على دعمه كشريك خفي في الارباح. وسواء كانت الثورات أم لا، فان رب المال يبقى متعلقا بالدكتاتور. فحجم الرشوة يملي حدود النشاط التجاري.
قائمة النساء مثيرة للفضول اكثر. حسنا أن شطبت بطلة الشارع المؤقتة، سميرة ابراهيم من القاهرة، التي كشفت عن فحص العذرية للمتظاهرات. للحظة واحدة جعلوها عزيزة البيت الابيض الى أن وضعوا اليد على خفاياها المنحطة في التويتر، تقطر كراهية لليهود وتشجع قتل الاسرائيليين.