خبر وفود من دول إسلامية تزور القدس برعاية « إسرائيلية »

الساعة 10:20 ص|10 مارس 2013

القدس المحتلة

شرعت المؤسسة "الإسرائيلية" في تنظيم وفود سياحية إسلامية للقدس المحتلة، وذلك ضمن الرزم السياحية التي تسوقها تل أبيب للدول الأجنبية والعالمية لتشجيع السياحة في القدس.

ولكن فعاليات مقدسية وفلسطينية تنشط بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى حذرت من هذا المخطط الاحتلالي السياحي الذي يعتبر عملية غسل دماغ للمسلمين وللسياح الأجانب بتوظيف الرواية "الإسرائيلية" والتركيز على البعد الديني اليهودي التلمودي مع تهميش تام للحضارة الإسلامية والعربية ومقدساتها.

وتقوم مكاتب سياحية يهودية بدعم وتمويل من وزارة السياحة الإسرائيلية والجمعيات اليهودية بتشجيع ومرافقة وفود سياحية إسلامية من شرق آسيا وأفريقيا وباكستان والهند بزيارة القدس ومعالمها، لتكون نقطة الانطلاق من ساحة البراق التي تعتبر منبرا للحركة الصهيونية للترويج للحق المزعوم لليهود في الأقصى وساحاته والمدينة المقدسة.

وتندرج الوفود السياحية ضمن المخططات التهويدية الشاملة لساحة البراق، وتصوير ساحات الأقصى على أنها ساحات وحدائق عامة للزوار وجميع السياح العرب والأجانب بغية فرض أمر واقع في الساحات لتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود.

ساحة البراق

وسبق تنظيم هذه الوفود السياحية إقدام سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية المدعومة من مكتب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو على تغيير الطابع العمراني الإسلامي لساحة البراق وتخومها لتستوعب بحلول عام 2015 ما معدله خمسة عشر مليون سائح سنوياً.

وتتواصل عمليات الهدم وطمس المعالم والآثار العربية والإسلامية وتزوير التاريخ الحضاري للمكان بزرع معالم تلمودية وعبرية، ومواصلة الزج بالجماعات اليهودية لتستوطن في البلدة القديمة.

وذكرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقريرها التوثيقي المتعلق بالوفود السياحية الأجنبية واليهودية التي نظمتها المؤسسة "الإسرائيلية" للقدس المحتلة، بأنه تم استقدام أكثر من عشرة ملايين "إسرائيلي" وسائح أجنبي خلال العام 2012، مقابل ثمانية ملايين سائح في العام الذي سبقه.

وشملت زيارة هذه الوفود اقتحام المسجد الأقصى وجولات إرشادية من منظور "إسرائيلي" تهويدي لساحة البراق والقصور الأموية وتل باب المغاربة وسلوان والبلدة القديمة.

وحذر رئيس المؤسسة المهندس زكي اغبارية من تداعيات هذه الوفود السياحية الأجنبية والإسلامية التي تتم تحت رعاية "إسرائيلية"، واعتبرها خطوة غير مسؤولة تجب محاربتها لكونها تكريسا لمخططات الاحتلال.

وأكد أن المؤسسة "الإسرائيلية" تريد من خلال هذه الوفود أن تعطي شرعية لممارساتها الاحتلالية والاستيطانية وتهويد الأقصى وتخومه وكذلك ساحة البراق، إذ توظف هذه الوفود العالمية والإسلامية بدعايتها لترويج ادعائها المزعوم زورا وبهتانا بوجود حق لليهود بالحرم وساحة البراق، على حد تعبيره.

الحق اليهودي

وشدد إغبارية، على أن الاحتلال "الإسرائيلي" يتطلع  لزرع بذور الفتنة في العالم الإسلامي من خلال رعاية وفود سياحية إسلامية يخضعها لغسل دماغ بالتأكيد على روايته التهويدية والتلمودية المزعومة بالمكان.

وبذلك يظهر للعالم والمجتمع الدولي وجود معسكرين إسلاميين، معسكر متطرف لا يعترف بالحق المزعوم لليهود بالقدس ومعسكر من المسلمين المعتدلين يقر ويعترف بهذا الحق اليهودي بساحات الأقصى والبراق.

بدوره، دعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الفضائيات والإعلام في العالم العربي والإسلامي لمحاربة هذا المخطط السياحي التهويدي الذي هو بمثابة معركة متواصلة في الصراع على الوعي والذاكرة الذي ترعاه وتشنه "إسرائيل".

وطالب الدكتور عكرمة سعيد صبري السفارات والقنصليات العربية والإسلامية في جميع مناطق العالم بتوعية مواطنيها من العرب والمسلمين، وعدم الوقوع في هذا الفخ والإغراء بزيارة القدس أو الأقصى، والتحذير من مثل هذا الخطأ وإسقاطاته على الذاكرة الجماعية للمسلمين والمخاطر الكامنة في زيارة القدس المحتلة تحت غطاء "إسرائيلي".

غسل دماغ

وأكد خطيب الأقصى بأن "إسرائيل" تحاول أن توهم العالم بأن القدس يهودية وأن المدينة بمختلف مقدساتها الإسلامية والعربية تحت سيادتها وسيطرتها ورعايتها، فينشطون في جلب وفود سياحية من جميع أنحاء العالم ومن ضمنها وللأسف الشديد وفود من دول إسلامية.

لذا يرى صبري أن على دول العالم أن تكون واعية ومتنبهة للمخططات السياحية الاحتلالية التي ما هي إلا غسل دماغ للسياح الذين يخضعون لمرافقة وإرشاد سياحي من منظور تهويدي يسوق القدس المحتلة على أنها عاصمة للشعب اليهودي، وأن "إسرائيل" "الديمقراطية والحضارية" تتفهم احتياجات الفلسطينيين.

وحول الدعوات التي أطلقت في السابق من قبل شخصيات عربية وقيادات فلسطينية دعت من خلالها الوفود العربية والإسلامية لزيارة القدس دعما لأهلها ومقدساتها وعدم مقاطعة المدينة المقدسة بذريعة أن زياراتها تطبيع مع الاحتلال "الإسرائيلي"، أجاب الدكتور صبري بالقول "لا نستطيع فتح الباب على مصراعيه والقدس ما زالت تحت الاحتلال، فمن يهمه مصير المدينة المقدسة عليه أن يدعم مؤسساتها ويعزز صمود أهلها والضغط عالميا على "إسرائيل" للكف عن سياستها التهويدية والنضال حتى كنس الاحتلال وتحرير المدينة ومقدساتها".