خبر سياسة صحيحة.. يديعوت

الساعة 10:10 ص|10 مارس 2013

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: أحرز يئير لبيد انجازا كبيرا بتوليه وزارة المالية وبحصوله على وزير أو اثنين آخرين ذوي مناصب مهمة رفيعة - المصدر).

إن لم يحدث أي شيء متطرف، ولم ينفجر التفاوض بين يوجد مستقبل والليكود في وقت ما في آخر ساعات الليل – فهناك احتمال كبير لأن يصبح يئير لبيد وزير المالية القادم. ليس من الواضح عندي ما هي السياسة الجديدة لكنها اذا كانت فعل الشيء الصحيح فان اختيار لبيد هو السياسة الجديدة.

كان لبيد يستطيع الاصرار على حقيبة الخارجية. وكان ذلك سيثير انتقادا وكان ليبرمان سيقف على أطراف قدميه وكان ذلك سيضر بسلطة رئيس الوزراء ويضر بصورة لبيد العامة – وهو شيء ليس من الممكن اصلاحه في شهرين ناجحين في وزارة الخارجية. ان ذاكرة الجمهور قصيرة ومن المؤكد أن لبيد كان سيأتي اسرائيل بالكثير من التكريم بعد اربع سنوات صعبة في الحلبة الدولية. من اجل هذا خاصة يجب ان نُجل قرار لبيد الذي بدل ان يصر على طلب المنصب الملائم له جدا والخروج في الاسبوع القادم لحفل كوكتيل في واشنطن – اختار ان يجلس في الوزارة الأكثر اشكالية والأكثر تعقيدا والأكثر انكارا للجميل وان يدرس من البدء التحديات التي ستواجهه في السنوات القريبة.

سيوجد من يقولونه انه لم يكن له خيار وانه كان يجب على من جعل في مركز حملته الانتخابية سؤال "أين المال" ان يختار وزارة يوجد المال فيها. وانه اذا كان يقصد حقا ان يحقق وعوده الانتخابية وان يكون مثل شاس للطبقة الوسطى، فان وزارة المالية هي مكان عمل ذلك.

وسيقول آخرون ان هذا مجنون. وسيسألون كيف يجرؤ. وكيف أن انسانا ليس له أي علم بالاقتصاد ولم يُدر أي شيء قط يتولى المسؤولية عن حقيبة وزارية ثقيلة كالمالية كان ناس أكثر رفعة وخبرة منه يحجمون عن توليها. ونقول بالمناسبة انهم نفس الاشخاص الذين قالوا الكلام نفسه عن حقيبة الخارجية.

نقول قبل كل شيء انه كان عندنا غير قليل من وزراء المالية ممن لم يكونوا خبراء بالاقتصاد. لا يعني هذا أنهم كانوا وزراء مالية جيدين لكنه لا يعني ايضا أن ذلك ضمان للفشل. عند لبيد نقطة انطلاق ممتازة فهو ذكي ونشيط وسريع الفهم ويوجد عنده ما لم يكن موجودا عند وزراء مالية آخرون مثل شتاينيتس مثلا – فعنده قوة سياسية قوية من ورائه. ولا يمكن ألا نبالغ في أهمية هذا الشيء لأن جزءا كبيرا من المنصب الذي تولاه هو القدرة على الثبات للضغوط السياسية.

لكن هذا غير كافٍ. سيكون مُحتاجا الى دعم رئيس الوزراء لأنه لا يستطيع أي وزير مالية ان ينجح من غير ان يقف رئيس الوزراء من خلفه. ويجب ان نأمل ان يفهم نتنياهو ان نجاح لبيد هو نجاحه وان فشل لبيد هو فشله. والبشرى الطيبة هي انه لا توجد شحناء في الحقيقة بين نتنياهو ولبيد ولا يوجد تاريخ علاقات مشحونة كتاريخه مع بينيت. والبشرى السيئة هي انه ليس عند نتنياهو أية مشكلة في إحداث هذه الشحناء. بالعكس هذا هو اختصاصه. لكنه اذا عرف كيف يعمل مع لبيد ولم يعمل كعادته صدورا عن الشك والاقصاء والتآمر فسيجد شريكا نزيها ذا نوايا طيبة.

اذا برغم ان الميل هو الى تأبين ساسة يتولون وزارة المالية ولا سيما سياسي شاب لا تجربة له مثل لبيد، فاننا نوصي بالانتظار لأن الاشهر الاخيرة قد برهنت على ان لبيد أشد صرامة مما يبدو. وقد خرج من الانتخابات مع ثاني أكبر حزب وهو يخرج من هذا التفاوض مع انجازات مدهشة جدا وهي: حكومة بلا حريديين؛ ووزير رفيع المستوى ووزير متوسط – رفيع المستوى على الأقل سيُمكنانه من العمل من اجل الطبقة الوسطى ومن اجل تصغير الحكومة ايضا. قد لا يكون هذا هو الحجم الذي أراده لبيد لكن يمكن ان نُخمن فقط أية حكومة منتفخة كانت ستكون لولا عناده.

يُخيل إلي ان المصوتين للبيد يستطيعون، الآن على الأقل، ان يكونوا راضين. وليس هذا أمرا يستهان به لأنه ليس من المؤكد انه يمكن ان نقول هذا عن مصوتي أكثر الاحزاب الاخرى.