خبر زيارة مجاملة فقط.. معاريف

الساعة 10:09 ص|10 مارس 2013

بقلم: تشيلو روزنبرغ

(المضمون: الحل الجزئي الافضل هو انفصال من جانب واحد في ظل ابقاء الكتل الاستيطانية الكبرى في يد اسرائيل. حتى اوباما يعرف الوضع جيدا ، ولهذا فان زيارته الى اسرائيل والى المنطقة ستكون زيارة مجاملة فقط. خسارة! - المصدر).

اذا لم يحصل غير المتوقع، فان الرئيس اوباما سيزور منطقتنا، بما في ذلك اسرائيل. وثمة من يرغب في أن يضفي على الزيارة معانٍ سياسية كبيرة. ولكن ليس كل واحد يفهم بان الزيارة ليست سوى بادرة حسن نية. وللاسف، لا يوجد اي احتمال لاختراق حقيقي، على الاقل ليس في الفترة المنظورة للعيان. فمنطقتنا توجد في وضع غير مستقر على الاطلاق. و"الثورات" في العالم العربي أوقعت مصيبة على استقرار المنطقة. مصر هي دولة في ثورة مستمرة، والكلمة الاخيرة لم تصدر هناك بعد. الحكم الجديد هناك ليس سوى دكتاتورية الاخوان المسلمين، الذين يسعون الى أن يفرضوا في مصر نظاما اسلامية اصوليا، وليس ديمقراطية كما أملوا في العالم الحر. مصر لا يمكنها أن تؤثر على المنطقة طالما كانت دولة فوضى، غير مستقرة وبعيدة جدا عن مكانتها في العالم العربي والاسلامي قبل الثورة. كما أن مستقبل العلاقات بين اسرائيل ومصر محفوف بالغموض الكثيف بسبب الايديولوجيا الاصولية للحكم في مصر. اما الوضع في سوريا فسيء للغاية. المساعدات للثوار لا تضمن ان يؤدي القضاء على الاسد الى تقريب سوريا من الغرب. ومن غير المستبعد ان نتوق بعد ذلك للاسد. رغم كل  الخطاب الحربي، فان الاسد الابن لم يخرق سياسة أبيه منذ 1973، ولهذا فقد كانت الحدود السورية هادئة.

منذ الحرب الاهلية في سوريا تغير الوضع على الحدود بشكل منقطع النظير. فخطر التدهور آخذ في التعاظم. والولايات المتحدة لا يمكنها أن تضمن نتيجة ايجابية، لها ولاصدقائها، حين ينتهي حمام الدماء. وحتى ذلك الحين، فانه لا يوجد على اي حال ما يمكن الحديث فيه عن مفاوضات سياسية بين اسرائيل وسوريا. وأكد مقربو اوباما بان ليس لدى الرئيس خطة سلام جديدة عند مجيئه الى القدس ورام الله. يبدو أن اوباما واقعي جدا في هذه المسألة. فالفلسطينيون يوجدون على شفا انفجار شعبي يسمى انتفاضة. وثمة في اسرائيل خبراء يقولون بيقين اننا لسنا هناك بعد وان المسافة بعيدة. يجدر بهؤلاء الخبراء ان يتحفظوا في اقوالهم لان تاريخ الانتفاضتين الاوليين امسك باسرائيل وهي غير جاهزة على نحو ظاهر. وليس مجديا الرهان على كل الصندوق في هذا الشأن. ثانيا، التسوية المتفق عليها بين اسرائيل والفلسطينيين لا تبدو واقعية، على الاقل حسب الحقائق المعروفة اليوم. فليس في اسرائيل ولا في اوساط الفلسطينيين قيادة مستعدة لتنفيذ خطوة دراماتيكية. لا ابو مازن ولا اي زعيم آخر في أوساط الفلسطينيين سيكون مستعدا للتخلي عن حق العودة او عن شرقي القدس. كل من يوهم نفسه بان غدا سيكون ممكنا الوصول الى تسوية في هاتين المسألتين غارق في اضغاث احلام.

والحكومة التي ستتشكل في اسرائيل بعد بضعة ايام لا يمكنها أن تنفذ اي خطوة سياسية ذات مغزى. نتنياهو سيواصل الاعلان عن استعداد اسرائيل للموافقة على اقامة دولة فلسطينية، ولكن تصريحاته ستكون من الفم الى الخارج. بينيت ونواب البيت اليهودي انتخبوا كي لا يسمحوا باقامة دولة فلسطينية. اذا كان بينيت ورفاقه مخلصون لاقوالهم، ففي اللحظة التي تبدأ فيها مفاوضات سياسية سيتعين عليهم الانسحاب، الا اذا تلقوا وعدا لا لبس فيه من نتنياهو بان شيئا لن يتحرك. وحتى لو تقرر تجميد البناء في المستوطنات، فان البيت اليهودي لن يكون بوسعه أن يبقى في الحكومة. وفي داخل الليكود ايضا لا توجد لنتنياهو أغلبية لخطوة سياسية. من سيقود معسكر المعارضين سيكون وزير الدفاع المرشح موشيه يعلون، وكل الاخرين سينضمون اليه. وبقدر ما يبدو هذا هاذيا، فان وزير الدفاع المنصرف ايهود باراك بالذات اشار الى الحل الجزئي الافضل القائم: انفصال من جانب واحد في ظل ابقاء الكتل الاستيطانية الكبرى في يد اسرائيل. وحاليا لا يوجد حل افضل، ولا حتى لاوباما. الرئيس الامريكي يعرف جيدا الوضع، ولهذا فان زيارته الى اسرائيل والى المنطقة ستكون زيارة مجاملة فقط. خسارة!