خبر القيادي البطش: الربيع الذي لا يزهر في فلسطين ويلامس قضيتها، يبقى بلا ثمار

الساعة 08:53 ص|10 مارس 2013

البيان الاماراتية

شدّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية خالد البطش، في حوار مع «البيان»، على ضرورة تفعيل البعد العربي والإسلامي في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أنّ «المصالحة الفلسطينية تحتاج جدولاً زمنياً ثابتاً لضمان نجاحها، مضيفاً: «لا يعقل أن يتم التعامل مع المصالحة كفائض أو ملف هامشي»، مجدّداً التأكيد على عدم مشاركة الحركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية.

واستبعد البطش تسبّب تصعيد الأسرى في سجون الاحتلال نتيجة الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشون في تفجير «انتفاضة ثالثة»، لما أسماه موقف من المواجهات والانقسام الداخلي، مؤكّداً عدم حرص الاحتلال على التهدئة، وأنّه سيسعى لتجاوزها وخرقها، وسيحاول ضرب عناصر القوة لدى الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة.

وفي ما يلي نص الحوار:

استراتيجية حركة


كثيرٌ من المتغيرات طرأت على الساحة الفلسطينية، ما استراتيجية حركة الجهاد في المرحلة القادمة؟

استراتيجية حركة الجهاد الإسلامي ستبقى كما هي في ما يتعلق بالصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ثوابتها استمرار الجهاد ضده، وعدم الاعتراف بشرعيته، واعتبار فلسطين كلها أرض العرب والمسلمين، ورفض التسوية مع العدو، واعتبار المرحلة الحالية مرحلة تحرير لفلسطين، وعليه.

فإن حركة الجهاد ستسعى إلى تفعيل البعد العربي والإسلامي في الصراع بإمكاناته وقدراته وجماهير الأمة، عرباً ومسلمين، ليضطلعوا بدورهم في دعم خيار المقاومة، ورفض الاعتراف بالعدو، ووقف التطبيع مع الدول التي اعترفت بالعدو ويوجد بها مكاتب لرعاية المصالح التجارية، والتركيز على دور الجماهير العربية تجاه فلسطين، لا سيّما في تلك البلدان التي شهدت تغييرات، وطردت قادة الحكم التي حمت الكيان منذ نشأته على أرض فلسطين.

كيف ترى حركة الجهاد الحل الأمثل لإنهاء الانقسام؟

يجب التوقّف عند كلمة عملية المصالحة، إذ أدى إدارة ملف المصالحة وعدم تحديد جدول زمني لتنفيذ اتفاق 4/5/2011، إلى تحويلها لعملية تستمر وتستدعى في وقت ما ولا تناقش في أوقات أخرى، ولا يعقل أن يتم التعامل مع المصالحة كفائض وقت أو ملف جانبي وهامشي، فلا بد من أن تعطى الأولوية لإدارة الانقسام بين غزّة والضفّة، وعلى الرغم من ذلك، نحن اقتربنا كثيراً من تنفيذ الاتفاق، خاصة بعد توفّر الرغبة لدى طرفي المصالحة.

ولعل الشعب الفلسطيني كان يأمل من الاجتماع الذي انعقد في فبراير الماضي، أن يعلن خلاله تشكيل حكومة الوفاق، والبدء في تنفيذ متبقي الملفات الخمسة «المنظمة، المصالحة المجتمعية، الانتخابات، الأجهزة الأمنية، إلّا أنّ ما حدث أنّه تمّ التأجيل لأسباب معروفة لحين تهيئة الظروف، وبالتالي الخيار كان التأجيل، ولكن على صعيد الآليات، نحن بحاجة إلى جدول زمني محدد للتنفيذ، وتغيير في نمط إدارة ملف المصالحة.

وأقول إنّ حركة الجهاد لعبت دوراً كبيراً في هذا الملف من خلال السعي لعدم انفجار الأحداث، وقدمت مبادرات في هذا الصدد، فضلاً عن ممارستها ضغوطاً بحكم العلاقة الطيبة مع حماس، وعلى فتح كذلك، للذهاب للحوار الوطني في القاهرة، ودورها في تقريب وجهات النظر وتقديم المقترحات المناسبة للخروج من الأزمة.

عدوان جديد


كيف تقيّم اتفاق التهدئة في الوقت الذي لم تلتزم إسرائيل ببنوده؟

أولاً، التهدئة ووقف إطلاق النار لم يكن بين القطاع والاحتلال، بل بين المقاومة في فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، بجهود ورعاية مصرية، فالقطاع ليست دولة أو كيان منفصل عن فلسطين، ولا يجب تمرير هذه المصطلحات بقصد أو بدونه.

نحن نرى أنّ الاحتلال غير حريص على الالتزام بالتهدئة، وسيسعى لتجاوزها وخرقها والانتقام من الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وسيحاول ضرب عناصر القوة لدى الشعب الفلسطيني، كما أنّ التهدئة عندما وقّعت بالقاهرة، جاءت على إثر معركة وعدوان قامت به إسرائيل باغتيال الشهيد أحمد الجعبري.

وحين فوجئت من رد فعل الجهاد و«حماس» وفصائل المقاومة الأخرى، سعت إلى وقف القتال، ونتائج هذه المعركة المتمثّلة في إزالة المنطقة العازلة شرقي القطاع، جاءت لصالح الشعب الفلسطيني، إذ أصبح بمقدور المزارع أن يزرع ويحرث أرضه المحاذية لخط الهدنة عام 1948.

وكذلك توسّع المدى البحري ليصبح 6 أميال بدل 3، وتسهيلات على المعابر، لكن نعود ونقول إن لا شيء ثابت، وقد تفاجئنا إسرائيل بعدوان جديد أكثر قسوة ودماراً، ما يستدعي الاستعداد عبر زيادة كميات السلاح والصواريخ للمواجهة القادمة، وأناشد الدول العربية، قادة وشعوباً، تزويد المقاومة الفلسطينية بالسلاح والمال لمواجهة الاحتلال الذي يهوّد القدس الشريف، ويبني تحت أساساته الكنس اليهودية.

على الرغم من ثقل مشاركة الجهاد الإسلامي في مقاومة العدوان الأخير، إلا أنّها غيبت عن المشهد الذي ترأسته حركة حماس بامتياز، هل من تفسير؟

لم تغب الجهاد عن المشهد، إلّا أنّ بعض الجهات وبعض وسائل الإعلام العربية والفضائيات تعتم على دور الحركة دون سبب، وحين لم تفلح، اضطرت في النهاية إلى التعامل مع معطيات الواقع على الأرض، واضطرت كاميرات الفضائيات لرصد صواريخ الحركة ونشاط مقاوميها.

ولو بشكل متأخر، ولكن بعض التفاصيل الأخرى الذي تخص الحكومة في غزّة، من وفود تأتي وتذهب لدعم الشعب عبر الحكومة، فهذا شأن متعلّق بالحكومة من جهة، والجهات الداعمة من جهة أخرى، الأهم أن حركة الجهاد حريصة على النأي بنفسها عن هذه التفاصيل حالياً، وتركّز على جانب المقاومة والاستعداد للجولة القادمة، وتطالب الجماهير العربية والإسلامية بدعم خيار المقاومة، وفرض المقاطعة على الاحتلال ومصالحه.

تفعيل منظمة


كيف تنظر حركة الجهاد إلى منظمة التحرير، وهل ستكون جزءاً منها في المرحلة القادمة؟

بعد اتفاق مارس 2005، حرصت الجهاد على إعادة البناء والتفعيل، رافضة أي مشاريع بديلة أو أجسام موازية لها، وحمت الحركة المنظمة يومها، على الرغم من عدم المشاركة فيها، حتى لا يصل الانقسام إلي اللاجئين بالخارج، ونحن قطعاً معنيون بإعادة الاعتبار لها ولدورها، كذلك نحن على استعداد أن نكون جزءاً منها، ولكن بعد إعادة صياغتها وبناء هياكلها وأطرها.

 ولا بد كذلك من التوافق على برنامج واستراتيجية وطنية تلبي حاجة الشعب الفلسطيني، وتصلح لإدارة الصراع مع الاحتلال، وذلك من خلال الحوار والنقاش الذي هو مسؤولية لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، فإذا نجحت الجهود، فسنكون جزءاً منها، وإذا فشلت سنكون خارجها.

هل ستشارك حركة الجهاد في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة؟

الحركة لن تشارك في الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، باعتبار أن الشروط التي منعتها في السابق، والمتمثّلة في «اتفاق أوسلو» لم تتغير.

مظالم غير مقبولة


هل تتوقع انتفاضة فلسطينية ثالثة يفجّرها ملف الأسرى؟

إنّ الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال يعتبرون أحد إفرازات الصراع، لكن الاعتقال الإداري بدون محاكمة، شكل من أشكال التعسّف والظلم غير المقبول، أمرٌ حرّك الجماهير بعد فشل المحاولات الدبلوماسية في إطلاق سراحهم، وأعتقد أنّ المواجهات الراهنة «هبّة الأسرى»، قد تنحسر إذا أفرج عن الأسرى واستجيب لمطالبهم، لكن إذا حدث وارتكبت قوات الاحتلال خطأ، أدى ذلك إلى قتل عدد منهم، بعدها سنكون أمام تطوّرات جديدة ومختلفة، نقول هبّة ومواجهات، وليس انتفاضة، لأسباب كثيرة، أبرزها موقف السلطة من المواجهات، والانقسام الداخلي في الأراضي المحتلة.

ربيع حقيقي


ما موقف حركة الجهاد من الربيع العربي؟

في تقديري أنّ ما حصل أن الشعوب العربية أرادت أن تستكمل تحررّها من الاستبداد والظلم، بعد تحرير الأوطان من الاحتلال التقليدي سابقاً، لتصبح شريكة في اختيار من يحكمها، وتشارك في صنع القرار، فضلاً عن التمتّع بالحقوق السياسية والديمقراطية كمقدمة لحرية القرار، وبالتالي، يزهر هذا الربيع في فلسطين، لأنّ الربيع الذي لا يزهر في فلسطين ويلامس قضيتها، يبقى بلا ثمار.