تقرير غزة: جامعيون ينتهي بهم المطاف على أرصفة سوق اليرموك الشعبي

الساعة 08:24 ص|10 مارس 2013

غزة

لم يكن يعلم حين قضى أربع سنوات جامعية أن شهادته ستكون بروازاً في صالون المنزل وذكرى يعتزُّ بها, إنْ حالفه الحظ وأكمل رسومه الجامعية حصل على بطالة لشهرين أو أكثر, في أربع سنوات أخرى قضاها بين ورشة هنا تتعامل معه كمبتدئ يتعلم حرفة جديدة براتب يسير لا يسدُّ الرمق والبيع بالدَّينْ يفسدُها من تجارة ..!

على ناصية الطريق في سوق اليرموك الشعبي وسط مدينة غزة كان سامي حمدي "26عاماً" يجلس خلف بسطة لبيع الكرات البلاستيكية والأحذية البالية, يقول لـ"فلسطين اليوم" الإخبارية:"تخرجت من كلية التجارة بالجامعة الإسلامية بمعدل عام "جيد جداً" عام 2011 وحصلت بعدها على بطالة لمدة أربعة أشهر فقط. وأضاف أنه كان يعمل في محل للدهانات براتب  800 شيكل شهرياً بمعدل اثنتي عشرة ساعة يومياً وترك العمل بسبب سوء المعاملة.

ويوضح سامي المتزوج حديثاً ولديه طفلة أنه يحضر إلى السوق يومي الجمعة والسبت ويقضي بقية الأسبوع باحثاً عن عمل يوفر له ولأسرته ما يسدُّ حاجاتهم الأساسية من مأكل وملبس, منتظراً اسمه في قائمة الـ5000 خريج ضمن مشروع العمل المؤقت الذي أعلنت عنه الحكومة بغزة في وقت سابق.

سيماهم في وجوههم

وبالجهة المقابلة لسامي كان يقفُ شابٌ آخر لا تبدو في ملامح وجهه كدمات أو جروح يتميز بها العاملون وجمهورُ الباعة في الأسواق الشعبية وتلك الملامح أوحت لمراسل "فلسطين اليوم" أنه خريج جامعي.. إنه المواطن محمد شاهين "27 عاماً" يحمل شهادة من كلية العلوم بجامعة الأزهر تخصص رياضيات حاسوب, يقول:" حصلتُ على بطالة لمدة عام واحد في وزارة العدل كمدخل بيانات ومسؤول الصيانة, وكان أملي التثبيت أو تمديد البطالة؛ لكني الآن أعمل كما ترى بائعاً لمستلزمات الكمبيوتر في سوق اليرموك, ويوم واحد لا يكفي "

ويضيف محمد أنّه لا يمتلك محلاً في منزله لصيانة الحاسوب وبيع مستلزماته غير أن انقطاع التيار الكهربائي لا يساعد ومستوى الدخل عنده لا يزيد عن 600 شيكل شهرياً, لا تكفي لسد حاجات المنزل الأساسية ومصروف الأهل, وأشار إلى أنه مدين بمبلغ ألف دينار لقريب له ساعده في فتح المحل.

العمل فقط لأجل العمل

ويقف والد محمد بجواره مساعداً له ومراقباً البسطة التي تعرضت حسبما قال إلى سرقات كثيرة:" نحنُ نعمل فقط من أجل العمل" مبيناً أن الرزق محدود والأحوال تضيق بهم وبعامة الناس ما يؤثر سلباً في السوق والحياة العامة, مقترحاً على الحكومة أن تتواصل مع دول العالم لتوظيف الخريجين في دولهم أو عمل مصانع إنتاجية في غزة بديلاً عن المشاريع الاستهلاكية.

ويتساءل أحمد الدريملي "24عاماً" عن الفائدة التي جناها من شهادته الجامعية خلف بسطة لأجهزة إلكترونية حديثة ومستعملة ومستلزمات الكمبيوتر, قائلاً عن يومه الأول في السوق: "الحمدُ لله كان يوماً رائعاً كسبتُ فيه 100 شيكل ولكن بعد ذلك بدأت الحركة تتراجع, والمسروقات تزيد" وبالرغم من ذلك أحمد لا يجد فرصة أخرى للعمل منتظراً هو الآخر نصيبه في وظيفة أو بطالة مؤقتة.!

يعيش في قطاع غزة أكثر من 121 ألفَ عاطلٍ عن العمل بنسبة 32% من السكان ومعظمهم من الفئة العمرية "20-24" عاماً حسب التقرير الأخير لجهاز الإحصاء المركزي, يتردد معظمهم بينَ انتظار بطالة مؤقتة تسدُّ الحاجة أو وظيفة تكفلُ لهم حياة كريمة أو عمل يمتهن كرامتهم ويضرب بشهاداتهم عرضَ الحائط على قاعدة "شو جابرك ع المر, قال الأمر منه"..

 


جامعيون في الاسواق


جامعيون في الاسواق


جامعيون في الاسواق


جامعيون في الاسواق


جامعيون في الاسواق


جامعيون في الاسواق


جامعيون في الاسواق


جامعيون في الاسواق


جامعيون في الاسواق


جامعيون في الاسواق