خبر العميل الذي أنقذ مشعل بـ« الترياق » يكشف طرق التجنيد في الموساد

الساعة 07:16 ص|10 مارس 2013

وكالات

كشف العميل مشيكا بن دايفيد (60 عاماً) الذي نفذ عملية "نقل الترياق" التي أنقذت حياة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، إبان تعرضه لمحاولة اغتيال إسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان، عن تفاصيل وطرق تجنيد جهاز الموساد الإسرائيلي لعناصره من خلال تجربته الشخصية وعمله لسنوات بالجهاز.

وقال بن دايفيد في لقاء مطول نشره الموقع الالكتروني لصحيفة "معاريف" أمس السبت أن عميل الموساد ليس شخصا عاديا، إذ يتم تزويده بوسائل وقدرات لا يتمتع بها الآخرون بدايةً من القدرة على البقاء والنجاة، وصولاً إلى قدرات التأثير والمناورة وقوة الحفاظ على قدرة الذات.

ولفت عميل الموساد إلى أن "عملية اختيار الشخص في الموساد "معقدة" و"غاية في التشدد"، لكنها ليست محصنة بشكل مطلق، ويمكن القول أن 20% من مرضى جنون الشكل والارتياب لا يتصرفون وفقاً للإشارات والأعراض المحددة في كتاب الأمراض الأميركي، ومن تجربتي الخاصة أقول بان الفحوصات التي يجريها الموساد دقيقة وتستهدف أعماق الإنسان ولا يقبل سوى عميلاً واحداً من بين 500 عميل يتم اختيارهم للمشاركة في الدورات التدريبية ونصفهم فقط من يتمكنون من إنهاء الدورة التدريبية بنجاح ويصلون للنهاية".

ويضيف: "تستمر عملية الفرز نحو عام، تشمل جميع الفحوصات والامتحانات، خاصةً امتحان "رورشخ" الذي يهدف لفحص الحالة النفسية ومكونات الشخصية، حيث يعقد لقاءات مع أطباء نفسيين وسط تدريبات وعمليات ميدانية مختلفة، ويحاول الأطباء معرفة الشخص هل شجاع أو جبان، وهل يمتلك ما يكفي من الجرأة".

وتابع "يتم تحديد أهداف وعمليات لتنفيذ المطلوب من المجند، وتقييم التنفيذ بحزم وتصميم دقيق، إما ينجح، أو يفشل العنصر ويثير الشبهات، فإذا دخل لأحد المكاتب لتنفيذ عملية معينة فنظرت إليك الموظفة وفرت من أمامك لشعورها بالخوف فهذا يدلل بأن العنصر جبان"، مشيراً إلى أنه لم يثق بنجاحه في إنهاء متطلبات الامتحان لما قال عنه متابعته للنساء، ما أوحى للطبيب المتابع "أنه ذو رغبة جنسية كبيرة وكان ذلك يشكل هاجساً، لأخفق في الامتحان وأصبح كرتاً محروقاً كما حصل مع عدد من العملاء".

وعن تجربة اختياره، أوضح بن دايفيد قائلاً "كنت انتظر رجل الاتصال الخاص بي على أحد المقاعد العامة قرب شاطئ البحر في "تل أبيب"، وذلك ضمن دورة تدريبية خاصة، وفجأة وصلت سيدة شقراء وجلست بجانبي على المقعد وقالت بأنها تعرفني منذ إقامتي في مدينة رامات غان حيث اسكن، ولم يسبق أن بادرتني سيدة شقراء بالحديث، ففاجأتها بالإجابة عليها باللغة الانجليزية وقلت لها (آسف لا يمكنني فهمك) ولكنها لم تتأثر بإجابتي وردت عليّ ( شو يا ميشكا تحاول خداعي بالانجليزية أنت من رامات غان)، وأنا على قناعة أن الحدث متعلق بكمين فابتعدت عنها وتبعتني حتى حضرت بعد دقيقة ونصف دوريتان قامتا باعتقالي، وحاولت مقاومتهم وصرخت الناس نحو الذين تجمعوا حولنا طلباً منهم استدعاء الشرطة، وكان قريباً منا أحد أعضاء الكنيست الذي حاول التدخل سريعا وحينها فهمت أنني في مناورة تدريبية وتوقفت عن المقاومة وسمحت لهم باعتقالي".

وأشار إلى أنه خضع إلى تحقيق طوال ساعات ليلة الاعتقال قبل أن يُطلق سراحه في صباح اليوم التالي، مبيناً أن الاعتقال كان خدعة في إطار الدورة التدريبية وقد تم اعتقاله في زنزانة بداخلها بعض المعتقلين الجنائيين المجرمين الذين قاموا بالتحقيق العنيف معي وانهالوا عليه بالصفعات ليصل بعدها أحد محققي جهاز الشاباك الذي فضهم عني.

وحول حادثة السجين "اكس" (زيغر) الذي قيل انه انتحر في سجن رامون، أوضح عميل الموساد بن دايفيد قائلاً "لا أعلم ما حصل تماماً وأتوقع أن اكس قد فشل في مهمة وتم تخييره بين إيجاد صفقة ادعاء تبقي عليه داخل العزل لعشرة سنوات أو مثوله أمام محكمة يواجه فيها لعشرين عاما في عزل تام". مضيفاً "إن المؤسسات الأمنية والقضائية وجهات الاعتقال تتشدد في قراراتها اتجاه السجناء الذين يحملون وصف "خطر امني" بما في ذلك أسرى فلسطينيين أو رجال امن خانوا الجهاز والمؤسسة أو ارتكبوا أخطاء جسيمة".

وتابع "في هذه الحالات هناك خط ما يفصل بين حقوق الفرد والمخاطرة الأمنية، وفي بعض الأحيان تتجاوز المؤسسة الأمنية هذا الخط وتتصرف بطريقة لا تناسب نظاماً ديمقراطياً ولا تحمل أدنى حد من التسامح اتجاه العملاء الذين يخرجون عنها ويشكلون خطراً عليها".

وأشار العميل "مشيكا بن دايفيد" المتزوج ولديه 3 أطفال، أنه ترك منذ 13 عاماً العمل في الموساد، قائلاً "بذلت جهودا كبيرة للتخلص من طريقة التفكير التي تدربنا عليها داخل الموساد وعزل هذه الطريقة عن حياتي اليومية، حيث كنا نتدرب في الموساد على أن كل شخص يبادر بالحديث معك يخطط لتجنيدك للعمل لصالحه أو يحاول استخراج بعض المعلومات منك، وتطبيق هذه النظرية سيحول حياتك لشخص شكاك ومعقد".