خبر انتفاضة ثالثة؟ ولم لا؟.. أحمد مجاهد

الساعة 06:57 ص|10 مارس 2013

أحمد مجاهد.. انتفاضة ثالثة؟ ولم لا؟

نائب رئيس المحتوى الرقمي

يخطئ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن ظن أنه بإفراجه عن بضع مئات من ملايين الدولارات من عائدات الضرائب الفلسطينية لصالح السلطة في رام الله سيتفادى موجة الغضب المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية.

ويخطئ نتانياهو مجددا إن ظن أنه بمطالبته الرئيس محمود عباس بتهدئة شعبه أن هذه الحناجر الشابة الهادرة بالغضب المكتوم قد تستجيب لأبو مازن أو لغيره.

ربما رأى العسكري الإسرائيلي المخضرم بنيامين بن أليعازر الأمر بشكل أقرب للواقع عندما تنبأ - في حديث للإذاعة الإسرائيلية- بانتفاضة ثالثة قال إن نذرها تلوح في الأفق، بل إن بعض الدوائر الإسرائيلية قالت إن هذه الانتفاضة بدأت بالفعل في الأراضي الفلسطينية بتلك المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين من وضع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية عموما، وحادثة وفاة الشاب عرفات جرادات أثناء اعتقاله بسجون إسرائيل على وجه الخصوص.

جرادات الذي يعتقد البعض أنه سيكون "بوعزيزي فلسطين" تاه دمه بين تأكيد إسرائيلي لوفاته بأزمة قلبية ألمت به في محبسه، وجزم فلسطيني بأنه لفظ أنفاسه تحت تعذيب سجانيه الإسرائيليين.

لم يكن جرادات، ولن يكون، أول معتقل فلسطيني يلقى حتفه في سجون الاحتلال، لكن وفاته بهذا الشكل وفي ظل توتر بلغ مداه احتجاجا على أوضاع آلاف المعتقلين الفلسطينيين قد تفجر شرارة الانتفاضة الثالثة.

ليس واقع السجناء الفلسطينيين وحده هو الدافع وراء هذا الغضب الشديد، فواقع الشعب الفلسطيني عموما سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة لا يقل سوءا.

كما أن تضاؤل الأمل في حل سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي الممتد يطلق العنان لاحتجاجات ميدانية فاعلة ترى في فضاء الشارع الواسع عوضا عن مفاوضات لا تجدي وراء غرف موصدة.

الأهم -برأيي- في المشهد السياسي الفلسطيني هو ذلك المتغير الجديد في الشارع السياسي العربي المحيط وأعني به الربيع العربي.

فاستلهام تجربة ضغط شعبي سلمي مستمر ومتصاعد ومتعدد الأدوات يستثير عواطف العالم وتنقله وسائل التواصل الاجتماعي بالغة الفعالية لكل أرجاء المعمورة لحظة بلحظة، ربما يكون النموذج الذي يتبناه قطاع كبير من الشباب الفلسطيني سيرا على خطى نظيره العربي في دول الربيع.

أما حديث بن أليعازر عن مواجهات دموية بين الفلسطينيين والإسرائيليين فأرى أنه لن يكون النموذج الرابح إذا قدر للانتفاضة الثالثة أن تندلع.

لا ينسى الفلسطينيون أنهم عندما صاغت أنامل الصغار انتفاضة الحجارة، نالوا احترام العالم وتأييده، لكن عندما نحت الانتفاضة الثانية منحى عسكريا شمل حملة تفجيرات انتحارية نال عدوهم تأييدا دوليا أكبر.

ربما خلص الفلسطينيون في زمن الربيع العربي إلى أن تويتر وفيسبوك ربما يكونان أشد على إسرائيل من وقع البندقية أو العمليات الانتحارية.