خبر خبراء : بشائر الانتصار التي قادتها السرايا أسست لانتصار السماء الزرقاء

الساعة 05:25 م|09 مارس 2013

غزة

تطل عليّنا اليوم السبت الذكرى السنوية الأولى لمعركة "بشائر الانتصار" التي استطاعت فيها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إجبار العدو الصهيوني على الرضوخ لإرادة المقاومة، لتؤكد أن غزة التي لم يبتلعها البحر كما تمنى رئيس وزرائها المجحوم "إسحاق رابين" لم يبتلعها الصهاينة لأنها كرة النار الملتهبة العصية على الالتهام لأنها الصخرة التي يرابط فيها أسود الجهاد والمقاومة من أبناء فلسطين.

  ويؤكد العديد من الخبراء العسكريين والمحلليّن السياسيين لـ "الإعلام الحربي"  أن معركة بشائر الانتصار البطولية شكلّت نقطة تحول هامة وعظيمة في تاريخ الصراع الطويل مع العدو الصهيوني، وأرست لمرحلة جديدة ومهمة من المواجهة الجريئة التي توّجت بانتصار المقاومة الفلسطينية في معركة الأيام الثمانية "السماء الزرقاء"، مشددين على ضرورة الالتفاف خلف خيار المقاومة والجهاد لأنه الخيار الأجدى دونه غيره من الخيارات الاستسلامية الأخرى  التي جعلت من القضية الفلسطينية لقمة سائغة سهلة الافتراس.
    المقاومة أثبتت قدرتها

ومن وجهة نظر الخبير العسكري، اللواء يوسف الشرقاوي، قال أن معركة "بشائر الانتصار" مهدت وأسست لحرب الأيام الثمانية "السماء الزرقاء" التي أثبتت فيها المقاومة الفلسطينية أنها قادرة على تهديد عاصمة الكيان الصهيوني تل الربيع "تل أبيب" لأول مرة منذ احتلالها عام 48، مؤكدا أن سرايا القدس استطاعت بصمودها واستبسالها وتصدرها الخطوط الأمامية للمواجهة مع العدو أن تحقق إستراتيجية توازن الرعب ضد الكيان عبر ردعه وإجباره على الإذعان لمطالبها.
  وقال الشرقاوي لـ "الإعلام الحربي":" المقاومة في معركة بشائر الانتصار أثبتت أنها قادرة على استيعاب أي ضربة مفاجئة واتخاذ زمام المبادرة  بإدخالها سلاح نوعي كما ظهر على شاشات التلفزة صور راجمة الصواريخ المحملة بصواريخ (جراد)، وتوسيع رقعة الزيت بالوصول إلى مغتصبات صهيونية أبعد من تلك التي كانت تصلها صواريخ المقاومة الأمر الذي دفع سكان تلك المغتصبات إلى الهروب والاختباء  داخل أنابيب الصرف الصحي"، مؤكداً أن إدخال راجمة الصواريخ إلى المعركة شكل عنصر مفاجئة للعدو الصهيوني وقلب موازين المعركة لصالح المقاومة الفلسطينية.     
 
وتابع حديثه :"المقاومة أرسلت في معركة بشائر الانتصار رسالة واضحة للكيان مفادها أن  لكل فعل رد فعل قوي وأن لكل عملية اغتيال أو تصعيد سيقابله تصعيد موجع من المقاومة"، موضحاً أن العدو تفاجئ من إمكانات المقاومة وقدرتها التخفي عن أعين أجهزة مراقبته الحديثة المتمثلة بطائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية وضرب عمقه بأسلحة نوعية،الأمر الذي دفعه لإعادة حساباته قبل ما يجبر على وقف إطلاق النار والإذعان لشروط الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان شلح.
 
ولفت الخبير العسكري إلى أن العدو الصهيوني في كافة معاركه يعتمد على الصدمة، مبيناً أن المقاومة الفلسطينية في معركتي "بشائر الانتصار" و"السماء الزرقاء"  أثبتت أنها باتت قادرة على امتصاص الصدمة واحتدام زمام المبادرة من خلال إدخال سلاح نوعي كراجمات الصواريخ وصواريخ "الكورنيت" وفجر 5، والتحقيق بها عنصر المفاجئة للعدو الصهيوني. 
 
وشدد الخبير العسكري في سياق حديثه إلى أن قوة الشيء بسريته، مؤكداً أن المقاومة تعتمد على العمل التراكمي.
 
بشائر الانتصار.. صنعت توازن الرعب

وبدوره أكد الباحث اللبناني في الشأن الصهيوني حلمي موسى أن المقاومة الفلسطينية في حرب "بشائر النصر" استطاعت أن تحقق إستراتيجية توازن الرعب مع العدو الصهيوني بإجبار أكثر من مليون ونصف المليون على النزول إلى الملاجئ وأنابيب الصرف الصحي، مبينا ً أن دولة الاحتلال الصهيوني تعيش حالة تخبط وإرباك حقيقية نتيجة التطور النوعي في إمكانات المقاومة الفلسطينية.
  وقال موسى لـ "الإعلام الحربي" :" توسيع المقاومة الفلسطينية لبقعة الزيت بإدخال مغتصبات صهيونية جديدة ضمن دائرة الاستهداف الامر الذي جعلها أشبه بمدن الأشباح رغم وجود القبة الحديدية والانتشار المكثف لطائرات الاستطلاع وغيرها من أجهزة الرصد التي لم تغب للحظة عن سماء غزة، جعل العدو الصهيوني يفكر ألف مرة قبل اتخاذه أي خطوة تصعيدية نحو قطاع غزة".
  وتابع حديثه قائلاً :" سرايا القدس استطاعت في بشائر الانتصار بصمودها وثباتها أن تفشل قواعد اللعبة الجديدة التي حاولت دولة الاحتلال  فرضها على الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن المقاومة الآن أقوى من أي وقت رغم عدم تكافؤ العتاد العسكري.
  بشائر النصر أسست لانتصار السماء الزرقاء
أما المحلل السياسي أ. رضوان ابو جاموس، فقال :" معركة بشائر الانتصار حققت توازن الرعب بداية، ثم جاءت  معركة السماء الزرقاء لتصنع توازن الردع مع العدو الصهيوني"، مشدداً على أن  بشار الانتصار التي قادتها سرايا أسست بما لا يدع مجال للشك  لانتصار معركة "السماء الزرقاء" .
  وقال ابو جاموس لـ "الإعلام الحربي" :" بشائر الانتصار وضعت أسس متينة في التكتيك العسكري، وتوسيع رقعة الزيت، وبإدخال منظومة راجمة الصواريخ إلى معركة، ضمن إستراتيجية عسكرية تقوم على التصعيد المتدحرج مع العدو الصهيوني "، مشيراً إلى  أن تعاظم قوة حركة الجهاد الإسلامي  العسكرية وازدياد نفوذها في قطاع غزة ساهم بلاشك في صناعة انتصارها في معركة "بشائر الانتصار" الذي توج فيما بعد بانتصار "السماء الزرقاء".
  وتابع حديثه قائلاً:" معركة بشائر النصر التي قادتها سرايا القدس كانت بالفعل عنوان الانتصار والتصدي الذي رسمته لمعركة السماء الزرقاء، وأثبتت فيه أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي عدوان صهيوني يطال أبناء شعبنا وقادتنا".