أكثر من 15الف حالة اعتقال طالت نساء فلسطين منذ عام

خبر في يوم المرأة العالمي: الأسيرات الفلسطينيات جرح نازف في سجون الاحتلال

الساعة 06:35 ص|09 مارس 2013

غزة

يعتبر ملف الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" من أكثر الملفات ألما للفلسطينيين، ويعتبر جرحا نازفا قهرا وحزنا من الاهالي على بناتهم القابعات في غياهب السجون والمعتقلات على يد سجانين لأهم لهم إلا الحط من كرامة الأسرى الفلسطينيين بشكل عام والنساء بشكل خاص لإدراكهم مدى الالم النفسي الذي يلحقونه بالأهالي والفلسطينيين عموما.

وفيما حل يوم الجمعة 'يوم المرأة العالمي' الذي يصادف في الثامن من اذار كل عام واصلت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" اعتقال 12 اسيرة فلسطينية في ظروف اعتقالية سيئة للغاية وتنتهك فيها ابسط حقوق الانسان، فيما سجل 15 الف حالة اعتقال في صفوف النساء الفلسطينيات على يد اسرائيل منذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عام 1967.

هذا وأظهرت إحصائية حقوقية فلسطينية أن الاحتلال الاسرائيلي ما زال يحتجز في سجن 'هشارون' 12 أسيرة فلسطينية بينهن (6) موقوفات.

واكد نادي الأسير 'الفلسطيني إن أقدم الأسيرات، لينا الجربوني، من مدينة الجليل المحتل، شمال فلسطين المحتلة، واعتقلت بتاريخ 18 نيسان (ابريل) 2002 وتقضي حكماً بالسجن لـ -17 عاماً'.

وأظهرت إحصائية نادي الاسير الفلسطيني بان هناك 12 اسيرات ما زلن يقبعن في سجون الاحتلال.

ولا بد من الذكر بأن المرأة الفلسطينية كانت في دائرة الاستهداف الاسرائيلي منذ احتلال باقي الاراضي الفلسطينية عام 1967 حيث اعتقلت سلطات الاحتلال منذ ذلك التاريخ ما يقارب 15 ألف امرأة فلسطينية ودون تمييز بين كبيرة في السن أو طفلة قاصرة، وكانت أكبر حملة اعتقالات للنساء الفلسطينيات خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 حيث وصل عدد حالات الاعتقال الى 3000 أسيرة فلسطينية.

ومنذ العام 2000 حتى نهاية عام 2009 بلغ عدد حالات الاعتقال في صفوف النساء الفلسطينيات 900 امرأة.

ومنذ منتصف 2009 تراجع عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال اذ يبلغ عددهن حاليا 12 أسيرة فلسطينية بعد أن تم الإفراج عن 21 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو سلمته حركة حماس لإسرائيل عن الجندي الإسرائيلي الأسير السابق جلعاد شاليط يوم 1/10/2009، والافراج عن 27 أسيرة خلال صفقة التبادل بين اسرائيل وحماس في18/10/2011.

وكغيرهن من الفلسطينيين تتعرض الفلسطينيات اللواتي تعتقلهن قوات الاحتلال للضرب أو الإهانة والسب والشتم خلال النقل إلى مركز الاحتجاز، ولا يعلمن بالجهة التي سينقلن إليها كما لا ترافق مجندة إسرائيلية وحدة الجنود التي تعتقل النساء الفلسطينيات في جميع عمليات الاعتقال، هذا وقد يعتدي عليهن بالضرب لدى وصولهن مركز التحقيق.

وفي مراكز التحقيق لا تفرق المخابرات الاسرائيلية بين الاسرى الرجال والاسيرات النساء اذ كثيرا ما صاحبت عملية اعتقال النساء ضرب وإهانة، و ترهيب وترويع، ومعاملة قاسية حيث تعرضن لأصناف مختلفة من التعذيب والضرب المبرح دون مراعاة لجنسهن واحتياجاتهن الخاصة، جاهدين باستمرار إلى ابتداع السبل لإذلالهن وقمعهن والمساس بشرفهن وكرامتهن من خلال مرور السجانين في اقسامهن ليلاً وأثناء نومهن، وفي كثير من الأحيان يتم اقتحام غرفهن مباشرة ليلاً وفجأة من قبل السجانين دون أن يتمكنَ من وضع المناديل كغطاء على رؤوسهن، فضلا عن وجود الفئران التي باتت تقيم في الزنازين مع الأسيرات تقاسمهن الطعام الذي هو أصلاً سيء، وغير صحي ولا يفي بالحد الأدنى لاحتياجات الجسم وكثيراً ما وجدوا فيه الذباب والحشرات والأوساخ، بالإضافة للبرد القارس في الشتاء والرطوبة، وعدم وجود تدفئة وأغطية كافية، والازدحام وقلة التهوية.

الأسيرة المحررة في صفقة التبادل قاهرة السعدي.. وهي أم لأربعة أطفال وصدر بحقها حكم بالمؤبد 3 مرات بالإضافة إلى 30 سنة تحدثت عن أن جنود الاحتلال ضربوها وشتموها ووجهوا لها إهانات وصفتها بالبذيئة والقذرة، قالت إنها تعرضت للضرب بأعقاب البنادق بعد اعتقالها من منزلها في مخيم جنين ووضعها في ناقلة جنود عسكرية.

الأسيرة السعدي والتي نقلت إلى معتقل 'المسكوبية' بالقدس المحتلة وهو مركز تحقيق رئيس للشاباك حيث خضعت، كما تقول، للتفتيش العاري وللشبح لأيام بتثبيتها مربوطة الأرجل والأيدي على كرسي.

ويعتبر الشبح وقوفا أو على كرسي أحد الأساليب الأكثر شهرة التي يستخدمها الشاباك حيث أشارت السعدي إلى تعرضها للتحرش من قبل المحققين وقالت إن محققا يعرف نفسه باسم (أبو يوسف) أحضر كرسيا وجلس ملاصقا لها ورفض الابتعاد قائلا بأن عمله يتطلب ذلك.

وتوضح الأسيرة السعدي أنه تم نقلها إلى زنازين تحت الأرض في معتقل 'المسكوبية' وهي بدون إضاءة وذات رطوبة مرتفعة وتنتشر فيها الصراصير والحشرات والقوارض حيث مكثت في زنزانتها تحت الأرض التي تعج بالروائح الكريهة والظلمة لمدة 9 أيام وكان يتم إدخال كأس ماء لها كل ساعة؛ وتقول السعدي إنه تم تهديدها بالاغتصاب عدة مرات وكان ذلك يجعلها تجهش بالبكاء من شدة الخوف.

الأسيرة السعدي أمضت ثلاثة أشهر ونصف في زنازين التحقيق وهي فترة طويلة، وتعرضت خلال ذلك لشتى صنوف الإذلال، مضيفة أن ضابطا يدعى 'شلومو' ضربها بحذائه الحديدي بعد أن طلبت منه أن يسمح لها بالاستحمام.

وتشكل منهجية ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية في اعتماد اسلوب الاهمال الطبي المتعمد عاملا اضافيا وعبئا ثقيلا على الاسيرات الفلسطينيات في السجون الاسرائيلية حيث تشارك عيادة السجن الإدارة في تعذيب الأسيرات وتهمل أوضاع المريضات.

أما الطعام المقدم للأسيرات فهو يفتقر إلى العناصر الأساسية التي يحتاج لها الجسم، عوضا عن صغر كميته، ورداءة نوعيته. وقد ذكرت بعض الأسيرات في الإفادات التي قدمنها أن إدارة السجن تقدم لهن ثلاث وجبات في اليوم، وغالبيتها من النشويات غير المطهية جيدا.

كما اشتكت الأسيرات من سوء معاملة إدارة السجن لهن، حيث تعمد السجانات إلى إخضاع الأسيرات للتفتيش المهين، وخصوصا عند نقلهن للمثول أمام المحاكم الإسرائيلية. وقد طالبت الأسيرات إدارة السجن عدة مرات بالكف عن هذه الممارسات المهينة.

وتمارس سلطات الاحتلال سياسة العقاب الجماعي بحق الأسيرات ومنع الاهالي من زيارتهن حيث ذكرت بعض الأسيرات في إفاداتهن أن أفراد عائلاتهن لا يستطيعون زيارتهن، أو حتى التكلم إليهن عبر الهاتف.

ومن ناحية ثانية فان سلطات الاحتلال الاسرائيلي لا تزال تحتجز جثامين عدد من الشهيدات الفلسطينيات في ما يسمى مقابر الارقام السرية العسكرية، وترفض تسليم رفات الشهيدات الى ذويهن وهن: دلال سعيد محمد المغربي، داري ابو عيشة، زينب عيسى ابو سالم، هنادي تيسير عبد المالك، وفاء علي خليل ادريس، آيات محمد لطفي الأخرس، هبة عازم دراغمة.