خبر لن يلحس بوظة ... هآارتس

الساعة 11:29 ص|08 مارس 2013

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: في كل ما يتعلق بالتسوية مع الفلسطينيين من شأن بينيت ان يرتبط بالمتطرفين في الليكود. تسيبي في هذه الساحة من شأنها أن تتبين كعازفة قينارة تعزف وحدها في كواليس القاعة - المصدر).

لو خمن بيبي بان هذه ستكون نتائج الانتخابات، لكان مشكوكا فيه أن يبكرها. وحين سارع الى التوقيع على اتفاق مع تسيبي لفني كريهة نفسه، بدأت تظهر ميزته في الفزع. وعندما فحص مدير الكنيست اذا كان ممكنا الغاء الطاولة الداخلية للوزراء في القاعة العامة، بدأ يفهم التلميح، بانه لم يعد ملك اسرائيل. لن يكون بوسعه تلبية اماني كل رجال الليكود في أن يكونوا وزراء. وهو يكتشف لألم قلبه بان لبيد وبينيت يبقون عليه في مكان يمنع الاضرار به في حلبة الملاكمة.

مع أن بيبي سيكون رئيس الوزراء القادم، وليس في هذا شك، ولكن على حد قول نائب حاد اللسان، خسر الانتخابات. بيبي اعتزم في الطريق الى صندوق الاقتراع ابقاء بينيت في الخارج، بضغط من عقيلته سارة، بسبب الشقاق بين الاثنين في ماضٍ ما. ولو كان بيبي يريد لبيد شريكا، لكان خرج بالافتراض بان لبيد الابن لن يحصل على اكثر من لبيد الاب. وقد أخطأ في قراءة الخريطة.

لقد تبين لبيد وبينيت بانهما اكثر حنكة مما قدر الناخبون. قرارهما التكتيكي بالعمل معا من الداخل كان ضربة شديدة لبيبي وذلك لانه ايضا لم يتوقعها مسبقا. الضربة الثانية وقعت عليه عندما تبين ان طريقة فرق تسد بين القائمتين لم تنجح. وعندها فهم انه بدون الثنائي لبيد – بينيت لن تكون له حكومة في الصورة التي أمل بها. ضربة اخرى وقعت عليه عندما أعلن لبيد بان في نيته التنافس  على رئاسة الوزراء. فوجد بيبي نفسه تحت انذار. خطة الانقاذ التي بناها مع افيغدور ليبرمان تحولت الى عائق عندما كانت حقيبة الخارجية التي ارادها لبيد أسيرة في يد ليبرمان الى أن يتبين وضعه القضائي. امكانية لم يحلم بها بيبي ان يقرر لبيد وبينيت له جدول الاعمال الشخصي والسياسي تفقده عقله. ولكن كيف يقول الاولاد: هو الذي بدأ.

امكانية أن تبقى شاس في الخارج هي المشكلة الاقل شدة المرتقبة لبيبي. فهذا الحزب يذكر بجمل له ميزة جمع ما يكفي من السوائل قبل السير الطويل في الصحراء. شاس، اذا بقيت في الخارج، جمعت ما يكفي من الخيرات كي تبقى على قيد الحياة وهي ستعرف، عبر الكنيست، كيف تجتذب الخيرات لناخبيها. وآجلا أم عاجلا ستكون على اي حال في الداخل. في هذه الاثناء ليس لدى بيبي اي ورقة خفية لتعطيل الثنائي اللطيف لبيد – بينيت. فهما لا يخافان الانتخابات، بينما بيبي يعرف جيدا بان ورقة التهديد بالانتخابات المبكرة لم تعد في يده.

ويتعين عليه أن يتخذ قرارات صعبة في مجالات سياسية، اقتصادية وشخصية. لن يكون سهلا عليه الصمود أمام ضغط حكومي صغيرة كما يطلب لبيد – بينيت والتي تعني ظلم عدد لا بأس به من كبار الليكود ممن يؤمنون بان الله خلقهم للحكم. خطة الجارور في أن يبقى باراك وزيرا للدفاع لفظت أنفاسها. وعقب ذلك قد تكون حقيبة الدفاع المسدس الشهير الذي يظهر في المعركة الاولى في العرض المسرحي. المرشح من قبل نفسه هو بوغي يعلون. ولكن ليس مؤكدا أن بيبي في وضعه يتحمل لبوغي الذي رغم أنه لا يعتبر رمز الحكمة، يرى نفسه رئيس الوزراء التالي. هناك من يخمن بان حقيبة الدفاع كفيلة بان تسقط في يد تساحي هنغبي.

من يرى في اقامة الحكومة تجسدا لكل امانيه، يجمل به ان يأخذ بعض الهواء. فالمشاكل الحقيقية في المجال السياسي والامني ستلزم الجوقة الجديدة المسماة حكومة بان تنتج ابداعا فنيا بمعونة مايسترو لا يحب جدا ان يقرر. في كل ما يتعلق بالتسوية مع الفلسطينيين من شأن بينيت ان يرتبط بالمتطرفين في الليكود. تسيبي في هذه الساحة من شأنها أن تتبين كعازفة قينارة تعزف وحدها في كواليس القاعة.

يجدر الانصات الى الرسالة التي وجهها لنا نائب الرئيس بايدن ردا على تصريحات بيبي في أن الكلمات والعقوبات لن توقف ايران الا اذا ترافقت وتهديد عسكري شديد. "امريكا يمكنها أن تخطيء في موضوع ايران، ولكن اذا اخطأت اسرائيل فقد تجد نفسها تحت تهديد وجودي". واضح أكثر ومثير للقشعريرة اكثر من هذا لا يمكن للمرء ان يعبر عن نفسه: بيبي لن يلحس البوظة.