خبر سريع وقوي ومُدمر .. يديعوت

الساعة 11:14 ص|08 مارس 2013

 

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: جدل بين سلاح الجو الاسرائيلي والقوات البرية أي بين الزرق والخضر يتناول صورة الحرب القادمة في الجبهة الشمالية وأيهما القادر على حسم الحرب والاتيان بالنصر - المصدر).

جملة قرية سورية تقع في المنطقة الفاصلة على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف شرقي خطوط فصل القوات في جنوب هضبة الجولان. وأقرب قريتين اسرائيليتين منها هما نوف وأفنيه – ايتان. وتجري مجموعات مسلحة من المتمردين في القرية وحولها حرب استنزاف لجيش الاسد، وهي حرب أساسها القصف المتبادل والصراع على السيطرة على طرق الامداد. هذه جبهة هامشية وبعيدة عن مراكز الحسم في الحرب الأهلية السورية. ومع ذلك يوجد فيها عنصران قابلان للتفجر. الاول وجود جنود الاوندوف وهي قوة المراقبين من الامم المتحدة. وقد حول المتمردون جنود هذه القوة الى رهائن في حربهم للاسد. والثاني مجاورة الجدار الحدودي. إن الاسد بالنسبة لمجموعات ارهاب سنية ذات صلة بالقاعدة هو عدو مؤقت. فالهدف هو جعل المنطقة الفاصلة قاعدة للعمليات الموجهة على اسرائيل.

ليس الحديث فقط عن عمليات ارهابية على الجدار. إن هذه المجموعات مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة تريد ان تبني مخزون سلاح من القذائف الصاروخية بعيدة المدى. وهي تتطلع الى ما عند الجيش السوري من اسلحة أو ما يسميه جنرالات في الجيش الاسرائيلي "نهبا استراتيجيا".

سيطرت واحدة من هذه المجموعات أول أمس على قافلة إمداد للامم المتحدة قرب جملة وأُسر 21 جنديا. وقد تحولت سيطرة المتمردين على مركبات للامم المتحدة في المنطقة الفاصلة الى عمل راتب تقريبا في الاسابيع الاخيرة. وكان الشيء الشاذ في الواقعة أول أمس حجمها وحقيقة أن المتمردين صوروا الحادثة ورفعوها الى اليو تيوب.

في منتصف كانون الثاني استعرضت هنا في توسع الأحداث في الجانب السوري من الحدود والاستعداد في القيادة الشمالية. "إن قادة الجيش الاسرائيلي في الشمال على يقين من ان بذور الحرب القادمة مدفونة في الجولان اليوم"، كتبت. "يتحدث المتشائمون عن تدهور في خلال اسابيع؛ ويتحدث المتفائلون عن بضعة اشهر. وقد لا يكون مفر من اجتياح عسكري اسرائيلي للارض السورية وانشاء منطقة فاصلة بعده يسيطر عليها الجيش الاسرائيلي ويُشغلها متعاونون محليون، ويكون ذلك شيئا يُذكر بخطة منطقة جنوب لبنان وهي الجيب الذي انشأته اسرائيل في جنوب لبنان في نهاية سبعينيات القرن الماضي".

إن حروب لبنان ذكرى صادمة للنفوس. ولن يهب أحد للعودة الى قواعد اللعب التي قُررت هناك، والى الأحلاف والخيانات وكآبة الجنازات العسكرية. وبرغم ذلك فان التهديد قائم موجود وهو يقوى أمام نواظرنا. ويقول فرض العمل في الجهاز الامني انه سينشأ في غضون زمن غير بعيد مواجهة عسكرية في الشمال – مع حزب الله ومع المنظمات الارهابية التي ستُثبت أنفسها في سوريا أو معهما معا. وستكون ايران مشاركة مباشرة أو غير مباشرة. ويتحدثون في الجيش الاسرائيلي عن رد سريع قاسٍ – رد يختلف تماما عن الاطار الذي تم تحديده في عملية "عمود السحاب" في غزة.

ولهذا السبب جرى جدل آسر بين الخُضر من القوات البرية والزُرق من قوات سلاح الجو. وتم الافصاح عن الجدل إفصاحا واسعا قبل بضعة اسابيع في تدريب لهيئة القيادة العامة في الشمال سأحاول أن أُلخصه ببضع فقرات.

الأخضر في مقابل الأزرق

يقول الخضر "إن الشمال في ظاهر الامر يعرض لنفس المشكلة التي تُعرض لها غزة. فللطرف الثاني مخزون كبير من القذائف الصاروخية. والتهديد هو للسكان المدنيين وللجنود. لكن التهديد من الشمال أكبر كثيرا. في اثناء العملية في غزة أُطلق 1500 صاروخ على اسرائيل. وفي مواجهة مع حزب الله سنتلقى 1500 صاروخ كل يوم، وستكون رؤوسها أكبر بكثير. إن الشمال ليس جزءا من الشأن الفلسطيني بل هو جزء من الشأن الايراني.

"عندنا استخبارات وسلاح جو ممتاز لكن العمليات من الجو لن توقف اطلاق القذائف الصاروخية. يُحتاج الى حل من نوع آخر – حل يحتاج الى جرأة. وبخلاف الشأن الغزي وهو شأن بيننا وبين الفلسطينيين، فان الشأن اللبناني يتشعب في اتجاهات كثيرة. يمكن ان تنشب مواجهة عسكرية لاسباب مختلفة: فالشرارة المحتملة الاولى هي ايران وبرنامجها الذري؛ والشرارة الثانية هي سوريا، والحرب الأهلية ومستودعات السلاح؛ والشرارة المحتملة الثالثة هي سلسلة عمليات ارهابية في العالم تبلغ أصداؤها الى هنا.

"تتدرب قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي في ظروف حقيقية استعدادا لمواجهة عسكرية محتملة. في حرب لبنان الثانية في 2006 كانت أكثر القذائف الصاروخية لحزب الله في ارض مفتوحة. وهي اليوم موزعة في القرى. وستضطر عملية الجيش الاسرائيلي الى ان تكون أكثر عنفا وأقل جراحة. وسيتحرك جنود القوات البرية في سرعة كبيرة في داخل القرى. ولن تكون المهمة احتلال لبنان ولا القضاء على حزب الله ايضا بل ستكون المهمة جعل قدرته الصاروخية في شلل واصابة مقاتليه والخروج سريعا وفي أمن".

ويتحدث الزُرق بمفاهيم دراماتية عن التغييرات في العالم العربي. قلّ التهديد من سوريا باعتبارها دولة لكن تهديد جهات ليست دولة زاد. حينما اجتاح الامريكيون العراق نقضوا مستودعات السلاح فيها. ولم يحدث هذا في سوريا ولن يحدث. إن للنظام قوات عسكرية ضخمة قد تبلغ الى المنظمات الارهابية.

"حدث عندنا تغيير حاد ايضا"، يقول الزرق. "إن التأليف بين المعلومات الاستخبارية الجيدة وقدرات النيران الدقيقة بمقادير كبيرة يعطينا قدرة على أن نهزم الارهاب. وفي الجيش الاسرائيلي ايضا لا يستوعبون عظمة القدرات الجديدة. يمكن ان نهزم حزب الله وسريعا.

"لا نتحدث عن استسلام. فلا توجد راية بيضاء في هذه الحروب. والطرف الثاني سيطلق دائما الرشقة الأخيرة لكنه في اليوم التالي سيوقف اطلاق النار.

"إن العدو الرئيس في حرب من هذا النوع هو الزمان بسبب الاضرار الشديد بالجبهة الداخلية. ولن يكون هذا الاضرار مشابها لأي شيء عرفناه في الماضي لا لحرب لبنان الثانية ولا لـ "الرصاص المصبوب" ولا لـ "عمود السحاب"، لكننا اذا صرّفنا الحرب تصريفا صحيحا فان اصابة الجبهة الداخلية ستتوقف بعد زمن قصير.

"يعرف سلاح الجو كيف يهاجم أهدافا كثيرة في اليوم – أكثر كثيرا مما عرف في الماضي. وهذا ما سيفعله. وستكون النتيجة دمارا كبيرا جدا في القرى وفي الأحياء في داخل المدن. لم يُنه نصر الله الى الآن إعمار البيوت التي هُدمت في حرب 2006. وهذا ما يردعه الآن. وفي المواجهة العسكرية التالية سيكون الدمار الذي سنُحدثه ذا قدر أكبر كثيرا.

"حينما تبدأ المواجهة سندعو السكان المدنيين الى الخروج من القرى. وسيبدأ ذلك بالهجوم على أهداف في القرى ويزداد بالتدريج اذا استمر اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وسيتم الاضرار بالبنية التحتية ايضا فهناك بنى تحتية تساعد الطرف الثاني على القتال وتجب اصابتها. لكن لا يجب قصف محطة توليد طاقة يكلف بناؤها مليارات الدولارات بل يمكن اسقاط ثلاثة أعمدة كهرباء ووقف التيار الكهربائي.

"سنضرب ضربة قوية جدا ونقف آنذاك دون اتفاق على وقف اطلاق النار. وسيُطلق بعد ذلك شيئا قليلا ثم يكف لأننا سنعلن بأن الوجبة التالية ستكون أقسى كثيرا.

"قد لا ينجح ذلك. وفي هذه الحال لن يكون مفر من دخول بري. لكن الخضر يحتاجون الى زمن طويل لتنظيم أنفسهم وهو الزمن الذي لا نملكه. فالمداورة البرية تحتاج الى ايام حركة ولا يمكن الوصول الى كل مكان. هل نريد إدخال جنود في بيروت؟ وبنت جبيل؟ سيطلق حزب الله في الحرب القادمة النار من مركز لبنان وشمالها ولن يصل الى هناك إلا سلاح الجو".

إن المستوى السياسي أقرب من تصور الزرق، فكل دخول لقوات برية كبيرة الى ارض العدو يصاحبه عدد كبير من المصابين ويدفعون عن ذلك في اسرائيل ثمنا سياسيا. وفي المقابل يؤمن المستوى العسكري بأنه لا حسم من غير القوات البرية. وقد توصلوا في الجانب العربي الى استنتاج ان الاسرائيليين غير مستعدين للمخاطرة بفقدان جنود. إن الاحجام يُضر بالردع.

الضغط قبلُ

لم تكن خطبة نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن في مؤتمر جماعة الضغط الموالية لاسرائيل، والتي حذر اسرائيل فيها من عملية عسكرية مكشوفة على ايران، لم تكن عرضية. فالامريكيون يتابعون. وقد خلصوا الى استنتاج ان نتنياهو يُعد لزيارة اوباما نفس ضغط العملية القريبة الذي أعده زمن المعركة الانتخابية في امريكا، أي اذا لم تعمل أنت فسنعمل نحن. وهم لا يحبون العملية ولا يحبون الضغط.

رائحة السلطة

يدخل الى غرفة نفتالي بينيت في الكنيست ناس المفدال على عجل. وتنبعث عنهم رائحة السلطة القوية المستفزة. تعرف السياسة التفريق بين رائحة واخرى. ان رائحة السلطة توجد الى جانب الخوف من فقدانها. ويقوى الجوع وترفع الغريزة رأسها. إن كل الاشياء الطيبة التي تمنحها السلطة – وهي ما يسميه المتدينون في السياسة "الكُفتة" – على مسافة قصيرة ويتفجر القلب. إن بينيت الذي قام بعرض ناجح واحد في حياته يصمد في ذلك على نحو ما لكن رفاقه في الحزب قد جُن جنونهم. كان بنحاس فالرشتاين وهو من قادة المستوطنين الاول في البيت اليهودي الذي ثار على رفض بينيت التوقيع. وقد حضر فالرشتاين أول أمس الى الكنيست. وسألته: ما الذي تريده منه فقال: "شيئا واحدا فقط هو التواضع".

قلت له: انك تبحث عن التواضع في الموضع غير الصحيح. يوجد ناس موهوبون كثيرون في الكنيست لكن لا يوجد فيها متواضع واحد. لكن التواضع ليس هو المسألة. بنى فالرشتاين منظومة ضخمة من المستوطنات بطريقة مباي وهي عنزة اخرى ودونم آخر. وحصل على اشياء احيانا بالغمز؛ ومن تحت الطاولة احيانا. وكان طموحه الى ان يشرب الحليب لا الى تبديل البقرة. ويطمح بينيت الى أكثر من ذلك.

إن الايام الاخيرة من تشكيل الحكومة توتر أعصاب المشاركين الى أقصى قدر. والحلف بين بينيت ويئير لبيد فرضهما معا على نتنياهو. ونجح الرهان. والآن، في المرحلة الاخيرة، تنجم الفروق بين المصالح. ليس الحديث عن فروق عقائدية ولا عن الشؤون الوجودية التي ستشغل الحكومة القادمة ايضا. فلبيد يُصر على مضاءلة حادة لعدد الوزراء والاصرار غير جيد بالنسبة لبينيت. فكتلته الحزبية هي توحيد بين حزبين، ويتحدث الاتفاق بينهما عن التساوي في التمثيل. وهم يتوقعون منه ان يأتي بأربعة وزراء – اربعة أي ثلاثة اعضاء كنيست لكل وزير.

لكن يصعب على لبيد ان يهادن. وقد أعطى ناخبيه القليل جدا من الوعود المحددة وكانت مضاءلة الحكومة واحدا منها. لا يوجد للبيد حزب سواء أكان ذلك جيدا أم سيئا. فالحزب هو سقف والحزب ارض. وهو يجعل من الصعب على المرشح ان يطير لكنه يوقف سقوطه حينما يسقط. ما الذي يوجد للبيد؟ الشارع فقط الذي يؤيده اليوم بأعداد كبيرة وسيتخلى عنه غدا من اجل مرشح آخر. وليس السؤال كم من الوزراء سيتولون اعمالا في الحكومة التالية بل كيف سيتلقى الشارع هذا النبأ. هل سيقولون عن لبيد انه كالجميع – يشتهي المنصب ويتوق الى الكراسي؟ وهل سيقولون عنه انه مغفل؟ ان مجال مداورته محدود.

جلس واحد من كبار مسؤولي الليكود الى جانب لبيد في جلسة الكنيست وقال له: "إنك تخاطر يا أخي. فأنت تتصرف كأنك أكبر أزعر في الحي لكنك لا يمكنك ان تكون على يقين من ألا يأتي في نهاية الامر أزعر أكبر منك يهزمك بلي الساعدين". وعرض على لبيد ان يهادن هذه المرة بشرط أن يُقرر في قانون أساس أن يكون في الحكومة التي تأتي بعدها 18 وزيرا. ويمكن تغيير القانون بأكثرية 70 أو 80 عضو كنيست فقط. وعرف المقترح ان الاقتراح اشكالي من جميع جهاته واختار لبيد حق السكوت.

سياسة قديمة

القضية الثانية التي تفصل بين لبيد وبينيت هي وزارة الخارجية. توجد طرق متنوعة كثيرة لرزم هذا الطلب. يمكن ان نقول ان كتلتي لبيد وبينيت تملكان معا 31 مقعدا في الكنيست ككتلة نتنياهو. يأخذ الليكود رئاسة الحكومة والأمن. ومن العدل ان يعطي شركاءه المالية والخارجية وهما الوزارتان الرفيعتان الأخريان. ومع الاثنين اللذين مع موفاز يصبح لهم 33. يمكن ان نقول ان لبيد يملك 19 في مقابل الـ 20 لليكود والـ 11 لاسرائيل بيتنا. ومن العدل ان يُعطى وزارة الخارجية. ويمكن ان نقول ايضا إن عمل وزير الخارجية أشد ملاءمة للبيد من ليبرمان، وإنهم في العالم سيعرفون كيف يُقدرون ذلك. أما في منصب وزير المالية فان لبيد سيضيع. إن تعيينه وزير مالية سيُفشله ويُفشل اقتصاد اسرائيل.

لكن يمكن ان نقول كلاما آخر ايضا. حصل لبيد على اصواته بسبب برنامج تناول كله السياسة الداخلية، ولم يكن ذلك عرضيا: فالابتعاد عن الامور السياسية كان جزءا من سر نجاحه. واتجاهه الى الخارج خيانة لتوقعات ناخبيه. وهو يدل على انه يفضل مصلحته الشخصية على مصلحتهم. فليتجه الى المالية وليحارب من هناك من اجل مصالح الطبقة الوسطى التي يدعي تمثيلها. ليس من الحكمة ان يفعل فعل شاس بأن يصوت معترضا على الاحكام الاقتصادية القاسية لكن يستمر في الجلوس في حكومة تُصدرها. آن أوان القيادة.

إن لبيد سياسي جديد. ونضاله من اجل حقيبة الخارجية هو سياسة قديمة.

يُعلمنا الماضي ان وزير المالية لا يستطيع النجاح دون دعم من رئيس الوزراء. ويُحذر أعضاء كنيست من كتلة لبيد من ان نتنياهو سيُفشله متعمدا. ويُعلمنا الماضي ان هذا لا يكون دائما صحيحا. خشي نتنياهو ان شارون كان يعرض عليه وزارة المالية للقضاء عليه لكن شارون أيد كل قراراته الصعبة. ويعلم نتنياهو انه اذا فشلت سياسة الحكومة الاقتصادية فسيتحمل جزءا من العقاب. ولن يكون العقرب التي لسعت الضفدع في وسط النهر وغرقت معها.

أو قد يكون كذلك.

إن طلبه حكومة مقلصة (لا 18 بل 20 أو 22 وزيرا) يمكن ان يروجه بنجاح بين الناخبين؛ ولا يستطيع الحصول على طلبه ترتيب عمل سهل. في الجولة السابقة بين الثلاثة كان نتنياهو هو الذي أبدى الضعف أولا؛ أما في الجولة الحالية فكل شيء مفتوح: فقد يهادن لبيد وربما يتخلى ليبرمان، وقد يستقر رأي نتنياهو على انه يخشى لبيد أكثر من خشيته لليبرمان، وقد يقول بينيت، الى هنا يا أخي فأنا أتابع من غيرك. وعندها يعيد نتنياهو الحريديين الى الصورة كما أراد طول الوقت.

ليل العشرين

ذكّرني أحد وزراء الليكود هذا الاسبوع بأن نتنياهو نافس في الانتخابات رئيسا لليكود ست مرات ولم ينجح في أية مرة في الحقيقة. وحسب عدد النواب الذين حصل عليهم الليكود في المتوسط في المعارك الانتخابية الست هذه. وكان العدد الذي توصل اليه عشرين – عشرين فقط. وهذا ما يملكه ايضا الليكود  في الكنيست الحالية (من غير اسرائيل بيتنا) – اعتقد 18، 20 من بين الـ 20 أنهم سيصبحون وزراء في الحكومة. وكان روبي ريفلين وموشيه فايغلين هما الشاذين.

والنتيجة هي انتفاضة قريبة. ان الجميع الآن صامتون، فهم يعلمون كما قال وزير آخر ان مفاتيح المِعلف في يد نتنياهو. لكن في اللحظة التي يُفتح فيها الباب ستبدأ الحرب. إن 8 وزراء يتولون اعمالا يتوقعون الاستمرار في ذلك، بل قد يتوقعون ان يرتفعوا. وسيدخل الحكومة 5 فقط وهذا يعني ان يكون 3 في الخارج. فاذا تمسك نتنياهو بترتيب الانتخاب في الانتخابات التمهيدية فسيُبقي في الحكومة ساعر وأردان وشالوم واسرائيل كاتس ويعلون. ويصبح ادلشتاين ولفنات وشتاينيتس في الخارج. لكن نتنياهو يريد ان يُعين تساحي هنغبي وزيرا للدفاع عن الجبهة الداخلية وهذا يعني ان يصبح 4 في الخارج. فماذا تكون حال إلكين الذي توقع رفع منصبه بعد نجاحه رئيسا للائتلاف، وحاييم كاتس ملك الانتخابات التمهيدية، وتسيبي حوطوبلي أول امرأة في القائمة الحزبية؟ وماذا عن يريف ليفين، أمير اليمين المتطرف؟.

ليس الحريديون ولا ليبرمان ولا بينيت ولا لبيد هم الذين يُرَون مهددين لاستقرار الحكومة القادمة بل يأتي التهديد المباشر من المقاعد الخائبة الأمل لممثلي الليكود في الكنيست. وقد تعلم نتنياهو من شارون قاعدة واحدة هي ان البطن الشبعان لا يُقرقر. ولهذا زاد في سعة الحكومة الذاهبة زيادة فاضحة. ولهذا استسلم في هذه الولاية لكل طلب واستجاب لكل ضغط.

لم يتغير ذوقه لكن وضعه تغير لأن الناخبين جردوه من جزء كبير من أملاكه وفقد ما بقي بأخطاء اخطأها منذ كانت الانتخابات. إن الفرق بين توقعات كبار مسؤولي الليكود وبين الواقع كبير جدا بحيث زعم أحدهم هذا الاسبوع (متفكها، متفكها) ان نتنياهو هو الرجل الذي يقف وراء الرسالة المزورة في جدعون ساعر. وأوضح قائلا انها مشكلة عرض وطلب. ولأن نتنياهو لم ينجح في زيادة العرض وجد طريقة لاقلال الطلب.