خبر عمل ضائع .. هآرتس

الساعة 10:05 ص|07 مارس 2013

بقلم: آري شبيط

(المضمون: لقد جعل حزب العمل نفسه بكلتي يديه وصيفة ليوجد مستقبل والبيت اليهودي. وبكلتي يديه شق الطريق لاقامة حكومة مستوطنين ليبرالية جديدة لليمين السياسي واليمين الاقتصادي - المصدر).

كان عمل؟ كان. في 21 ايلول 2011 انبعث حزب العمل. انتصار شيلي يحيموفيتش في الانتخابات المبكرة التي أُجريت في ذاك اليوم جعل حزب الماضي حزب المستقبل. فقد استوعب في داخله طاقة الاحتجاج الاجتماعي، امتلأ بالحياة الداخلية الهائجة وارتفع في الاستطلاعات الى 22 مقعدا. وفي الوقت الذي راوح فيه الليكود في المكان، وكديما تحطم، وأدار نفتالي بينيت المستوطنين، وقدم يئير لبيد برامجه في استوديو الجمعة، فان العمل برئاسة يحيموفيتش تحول ليصبح قوة المعارضة الدينامية والرائدة في اسرائيل. هو الذي أحدث الانعطافة الى جدول الاعمال المدني، وهو الذي طالب بالعدالة الاجتماعية وهو الذي تحدى حكم بنيامين نتنياهو.

بعد سنوات طويلة كان فيها العمل جثة سياسية غير ذات صلة، تحول فجأة الى حزب ذي صلة أكثر من كل الاحزاب. وكانت الفرصة لمرة واحدة. وكان الطريق مفتوحا الى مستقبل اشتراكي – ديمقراطي.

كان واضحا ما الذي ينبغي عمله من اجل استغلال الفرصة. كان على حزب العمل ان يتحرك نحو الوسط، ان يُلطف حدة خطاب يحيموفيتش وان يصيغ برنامجا اقتصاديا – اجتماعيا جديا، يعرض على اسرائيل رؤيا ليست يونانية بل اسكندنافية. كان على العمل ان يصمم خطة سياسية ابداعية وواقعية، تدفع اسرائيل نحو تقسيم البلاد. كان عليه ان يبلور فريق قيادة مناسب، يكون فيه زعماء الاحتجاج الشباب الى جانب كبار مسؤولين ذوي قامة وذوي قدرات ادارية مُثبتة. باختصار: حزب العمل الجديد كان ينبغي عليه ان يحافظ على قيمه فيما يبدو ويتصرف كحزب سلطة، يعرض بديلا حقيقيا للسلطة. لو عمل ذلك، لكان له أمل جيد في ان يصل الى انجاز دراماتيكي في انتخابات 2013 ويقف اليوم في مركز السلطة.

ولكن حزب العمل لم يفعل شيئا. وبدلا من ان يضع نفسه كحزب اشتراكي ديمقراطي حديث، أصر على التفكير والحديث كحزب اشتراكي قديم ومتصلب. وبدلا من ان يعرض طريقا سياسيا حديثا لم يعرض على الاطلاق طريقا سياسيا. بدلا من ان يبلور فريق قيادة مناسب اكتفى بمسرحية وحيدة هي ليحيموفيتش. لم يُعرف العمل نفسه من جديد كحزب الحكم البديل، بل كحزب انتقاد مرير وعقيم. ولهذا فقد نجح لبيد وبينيت في ان يسرقا له جدول الاعمال الاقتصادي – الاجتماعي، ولهذا فقد نجح لبيد وبينيت في ان يضربا صدمة على الركبة في الانتخابات. ولهذا فكلاهما - معا وكل واحد على حدة – يدوسان هذه الايام على العمل ويسحقانه في طريقهما الى المجد.

الحقيقة قاسية: تحت قيادة يحيموفيتش أصبح العمل حزب إمعات. والقرار بالتوقيع على اتفاق الفوائض مع يوجد مستقبل وليس مع ميرتس لم يكن مفهوما. والقرار بعقد تحالف مع لبيد ضد تسيبي لفني كان ايضا شريرا وغبيا في آن معا. فالشلل في مواجهة محور بينيت – لبيد هو شلل لا يمكن فهمه. لقد جعل العمل نفسه بكلتي يديه وصيفة ليوجد مستقبل والبيت اليهودي. وبكلتي يديه شق الطريق لاقامة حكومة مستوطنين ليبرالية جديدة لليمين السياسي واليمين الاقتصادي.

ثمة مجال لتقدير تفاني العمل ورئيسته. فالقرار بتشكيل حكومة اجتماعية معتدلة مع الليكود، العمل والاصوليين، هو قرار تقديس الرب. أما القرار بعدم المشاركة في لعبة القوى ما بعد الانتخابات فهو قرار انتحاريين ذوي مباديء. التصميم لمواصلة خدمة القوى التي تمثل بحزب العمل هو تصميم مثير للاهتمام. ولكن الجمهور الاسرئيلي لا يُقدر من يطمسون أنفسهم ولا يعطف على الانتحاريين ولا يصوت للإمعات. اذا واصل العمل برئاسة يحيموفيتش التفكير مثل حزب مبام القديم، الحديث مثل مبام والتصرف مثل مبام، فان مستقبله سيكون كمستقبل مبام: سيختفي.