خبر هذا الذي يصعد وذاك الذي يهبط .. هآرتس

الساعة 10:03 ص|07 مارس 2013

بقلم: يوسي كلاين

(المضمون: نتنياهو الذي يسقط الان كان في صعوده يشبه جدا لبيد الذي يصعد الان. فنحن لا نعرفهما وهم لا يعرفون ماذا يريدون. ولهذا فاننا نحبهم  - المصدر).

الاثنان، هذا الذي يصعد وذاك الذي يهبط، يريان الواحد الاخر لجزيء من الثانية وربما اقل. كل شيء يحصل بسرعة، ولكن النظرات تلتقي. في حالتنا هذه لحظة تقشعر لها الابدان حقا. هذا الذي يصعد وذاك الذي يهبط يمران الواحد عن الاخر بسرعة، كل واحد منهما يسمع، بصعوبة حفيف الجسد الذي يمر الى جانبه، ولكن في تلك الثانية الخاطفة تكفي لمن يسقط الى الاسفل ان يلاحظ ذاك الذي يرتفع الى الاعلى. وهو الذي شبه متأكد ولكنه مع ذلك يتساءل: فهل يحتمل أن يكون رأى نفسه؟ لا يحتمل، يقول بينما تقترب الارض منه بسرعة، ولكن الشبه لا يدعه يرتاح. نعم، هذا أنا، يعترف، تماما قبل التحطم، هكذا بدوت قبل 15 سنة أو شيئا كهذا. الشعر كان ابيض، الجوانب شابت، ولكن النظرة كانت ذات النظرة – نظرة من يكاد يلمس البهاء، القوة والشرف.

النظرات قصيرة والسقوط طويل. شيء ما يحصل في حينه لذاك الذي يهبط. فجأة يفهم بانه بالفعل يسقط – ويخيل له أنه لا يزال يوجد بعض الوقت، ولكنه يعرف الان بان ولاية اخرى، نصف ولاية اخرى وهذا هو. الاعتراف لا يلغي الغريزة. فهو لا يريد أن يسقط. ويلوح بيديه، يصرخ: هيه، ماذا عن النووي الايراني، هل نسيتم؟ يتهم، يصالح، مستعد للتحالف مع اي كان، فقط أعطوني وقت. وسيتحدث مع الحاخام افينر، وسيلتقي بشيلي يحيموفيتش، بل وسيهاتف حتى زهافا غلئون. سيجمد، ولكنه ايضا مستعد لان يبني، وبزخم، مستعد لان يغير البرنامج السياسي والبرنامج الاقتصادي، ويعين وزير الخارجية وزيرا لتنمية النقب وليذهب وزير تنمية النقب الى الجحيم. المهم ان يكتب يوسي فيرتر وشالوم يروشالمي بان لديه شبكة امان.

هل هما متشابهان حقا، هذا الذي يهبط وذاك الذي يصعد. ماذا عرفنا الذي في الطريق الى الاسفل بدأ مثل ذاك الذي في الطريق الى الاعلى. عن كليهما لم نعرف شيئا. فما الذي عرفناه عن السفير الشاب في الامم المتحدة؟ فقط أنه يقدم على نحو جميل النصوص التي كتبت له. ماذا نحن نعرف عن مقدم برنامج استديو الجمعة. فقط بان لديه عمود في الصحيفة مع نصوص متوسطة كتبها بنفسه ونصوص في التلفزيون كتبت له. هذا الذي في طريقه الى الاسفل منذ سبع سنوات وهو في الحكم ونحن لا نزال لا نعرف ماذا يريد، وذاك الذي في طريقه الى الاعلى، لا يعرف هو نفسه ماذا يريد. من حظنا أن رفيف دروكر ورينا متسليح يعرفان.

هذا الذي في الطريق الى فوق يصمت. اسمع، نحن نقول له، استمر هكذا، لا تقل شيئا. لو كانت انتخابات الان لجلب لك الصمت 31 مقعدا، على الا تصبح لنا فجأة سياسيا. انتظر بهذا قليلا. لا تبدأ بالحديث عن خطة اقتصادية، وبالتأكيد ليس عن الفلسطينيين. كن غامضا، كن غير واضح. استخدم كلمات ملتبسة بمعنيين بل وحتى بثلاثة معانٍ. "العبء" هو أمر على ما يرام، "المسيرة" ربما افضل، "المبادىء" هي الافضل. ابقِ أوراق قريبا من صدرك ولا تروي لاحد بان ليس فيها اي شيء.

ونحن؟ نحن نريد ان نعيش مثلما في التلفزيون، نحن نريد أن نكون مثلما في أمريكا. نحن أيضا نريد، مثلما في أمريكا، ممثل سينما في البيت الابيض، نحن ايضا نريد، مثلما في ايطاليا، فكاهي في البرلمان. نحن نريدهم بشعر كثيف وليس ممن يسحبون شعرهم من اليسار الى اليمين، يلصقونه بالرأس ويكوونه. نحن نريد كائنا من يكون على ألا يكون سياسيا. فنحن لا نحب السياسيين الذين شاخوا في السياسة. في هذه الاثناء، قبل الصواريخ وقبل الضرائب، نحن نستمتع. نجلس في هيئة التحكيم ونوزع العلامات: ارتبط بنفتالي بينيت؟ خطوة داهية؛ زار المستوطنات؟ خطوة لامعة. نحن نريد أن نصدق بان كل هذه الخطوات لامعة، وان كل شيء معكوس على معكوس. نحن جد متحمسين لدرجة اننا ننسى من هم جنود لوحة الشطرنج في هذه اللعبة.

جنود الشطرنج لا يحبون من يلعب بهم. جنود الشطرنج يعرفون بانهم يدخلون مع سياسة جديدة ويخرجون مكويين مع قديمة ومعوجة. في اللحظة التي يدخل فيها احد ما الى السياسة يبحث جنود الشطرنج على من يبدأ الطريق الى الاعلى. وهو ليس من اليسار ولا من اليمين. هو دوما من الوسط. هذا، الجديد، الذي يصعد، يهمنا أكثر. نحن لا نعرف عنه شيئا وهذا بالذات ما يعجبنا في الامر. من أعجبنا قبله نسيناه. هذا لا يعني اننا نعاقبه، نحن ببساطة نسحب الدمية القديمة ما ان تظهر لنا دمية جديدة.

بعد ثانية واحدة من الصورة المشتركة للحكومة الجديدة سيصبح يئير لبيد دمية قديمة، تبدأ الطريق الى الاسفل. وهو لن يعود ذا الذي من التلفزيون بل وزير خارجية فاشل أو وزير داخلية متوسط  أو أن "يصب مضمونا جديدا" لمنصب وزير البنى التحتية. هو الذكر في رحلة الزفاف لملكة النحل. بعد لحظة حلوة واحدة، ولاية أو اثنتين، يبدأ بالسقوط، وهناك، في الطريق الى الاسفل سيلتقي من يصعد مكانه. "وجه الشبه مذهل"، يقول لنفسه.