حماس قدمت تنازلات كثيرة من أجل المصالحة

خبر أبو مرزوق:أجلنا لقاء المصالحة بسبب ماجرى بين دويك والاحمد ولا بد من تسوية القضية

الساعة 07:36 ص|07 مارس 2013

غزة

أكد د.موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن حماس حركة قوية موحّدة، ولا توجد أي خلافات حول خليفة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.

وقال في حوار مع صحيفة «المدينة» السعودية: «قدّمنا تنازلات كثيرة لإتمام المصالحة الفلسطينية، ولكننا أجّلنا لقاء «المصالحة» الذي كان مقررًا انعقاده بين حركتي فتح وحماس بالقاهرة الأسبوع الماضي، بعد ما حدث في رام الله «من هجوم عزام الأحمد ممثل حركة فتح لحوار المصالحة بالقاهرة في رام الله «للأسف الشديد، مشددًا على ضرورة التراجع عن الخطأ، ووقف الاتّهامات.

 

وفيما يلي نص الحوار:

* كيف تنظرون إلى الوضع الحالي في قطاع غزة؟

- هناك في غزة والضفة رغبة شديدة في إنهاء الانقسام، وإعادة الوحدة الوطنية؛ لأنها بوابة إعادة الإعمار، وكسر الحصار، ووحدة البرنامج الوطني الفلسطيني، وشرط لازم لأي إنجاز وطني.

غزة لا زالت تنتظر عودة الحياة إلى طبيعتها بدون حصار، أو عقاب، أو ملاحقة.

غزة مع كل يوم ترفع للمقاومة راية، ومنتفضة من أجل الأسرى، متيقظة لأي عدوان.

* هل الأزمة الأخيرة التي حدثت بين عزام الأحمد وعزيز الدويك في رام الله سببًا لتأجيل لقاء المصالحة الذي كان من المنتظر انعقاده الأسبوع الماضي بالقاهرة؟ وهل تعتقدون أن هناك أطرافًا خارجية تسعى إلى تأزيم الموقف؟

- تم تأجيل لقاء الأربعاء الماضي بعد ما حدث في رام الله للأسف الشديد.. وننتظر حتى نلتقي في أجواء إيجابية. أمّا الأطراف الخارجية فهي أطراف تعلن مواقفها، سواء العدو الصهيوني الذي يرفض المصالحة، متذرّعًا بأن حماس سوف تعود إلى الضفة وغيرها لتشكّل خطرًا منتظرًا، أمّا الولايات المتحدة فتتذرّع بالقانون بعد وضع حماس على قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية، وأن أي قبول لحماس في الحوارات، أو في المجلس التشريعي، أو في أي موقع تنفيذي في السلطة سيؤدي إلى حرمانها من المساعدات الأمريكية البالغة 450 مليون دولار، بالإضافة إلى ضغوط على دول عدّة للالتزام بتعهداتها.

* هل أنتم مصرّون على أن يقدّم عزام الأحمد اعتذارًا رسميًّا عمّا بدر منه بشأن الدويك؟ وهل حماس مستعدة لتقديم بعض التنازلات لاتمام المصالحة؟

- لن نتوقّف كثيرًا لما حدث، ولكن التراجع عن الخطأ، والتوقف عن الاتّهامات والأحاديث المرسلة أمر مهم. والهمُّ الوطني أكبر من المناكفات. وفي النهاية لا بد من تسوية القضية. في كل المنعطفات حماس قدّمت تنازلات، ولم نتوقف كثيرًا حول ما نقدم، فحماس رضيت بتأخير لقاءات المجلس التشريعي على الرغم من أنه أهم المؤسسات تعبيرًا عن الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وكذلك رضيت حماس أن لا يكون أيّ من منتسبيها في الحكومة القادمة، بل شجعت أن يرأس الحكومة رئيس حركة فتح، وحماس تجاوزت الكثير من الشروط التي كانت تضعها شرطًا لاستئناف الحوار كالمعتقلين، والفصل الوظيفي، والسلامة الأمنية في الضفة الغربية، وباختصار نحن مستعدون لتقديم ما يلزم لشعبنا من أجل اتمام المصالحة وإنهاء الانقسام. فوحدة البرنامج الأهم.

* كيف تنظرون إلى حكم «الإخوان» في مصر؟ وهل وصول الإخوان للحكم أعطى «حماس» ما كانت تتمنّاه من مصر، ومنحها القوة في المفاوضات؟

- الإخوان والحكم شأن داخلي مصري، لا نتدخل فيه، ونحتاج دعم مصر بكل فئاتها لقضيتنا الوطنية، ولحقوق شعبنا حتى تحرير أرضنا ومقدساتنا، وعودة شعبنا إلى أرضه ودياره. ومصر في كل العصور لم تبخل على القضية بشيء.

* لا تزال مشكلة الأنفاق هي المشكلة الأزلية بين مصر وحماس، وهناك انتقادات صدرت من حماس ضد المسؤولين في مصر بسبب الإصرار على هدمها.. فكيف تنظرون إلى تلك الأزمة؟ وماذا تطلبون من مصر في هذا الشأن؟

- هناك نزاع بين ما هو قانوني وما هو إنساني. وأعتقد أن الجانب الإنساني هو الغالب دائمًا، والأنفاق لن تكون قضية، أو مشكلة بيننا، وفي اليوم الذي يفتح معبر رفح للبضائع -كما هو مفتوح الآن للأشخاص- لن يكون لهذه الأنفاق أي قيمة، وسيدفنها أصحابها، ولولا الحصار وحاجة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة لما كانت هذه الأنفاق. وللعلم الجانب الصهيوني حتى الآن لا يقدّم للقطاع من احتياجاته إلاّ ثلث الكمية المطلوبة، وقائمة الممنوعات لا تنتهي من كل شيء، تطلع الناس في غزة إلى مصر كبير، وحرصهم على أمن مصر أكبر، والجميع حريصون بأن لا تستخدم هذه الأنفاق بما يضر أمن مصر كما أمن قطاع غزة.

* هناك حكم صدر اليوم من القضاء المصري بضرورة هدم كافة الأنفاق على الحدود مع غزة.. ما رأيكم؟

- نحن لا نتدخل في القضاء المصري، وهي مسألة سيادية مصرية، والأنفاق قضية إنسانية نشأت نتيجة الحصار الذي فرضه العدو الصهيوني على قطاع غزة.

* هل هناك بوادر أزمة بين حماس والنظام المصري على خلفية الإصرار على هدم الأنفاق، وإغلاق معبر رفح؟

- الأنفاق مشكلة سياسية إنسانية، وليست قانونية، وأنا هنا لا أدافع عن الأنفاق، ولا أطالب بإبقائها.. ولكن أطالب بفتح معبر رفح بصورة كاملة، وبإرادة وإدارة مصرية فلسطينية، بعيدًا عن تعقيدات اتفاقيات السلطة الفلسطينية مع الإسرائيليين، سواء اتفاقية باريس، أو اتفاقية المعابر، ومصر ليست طرفًا فيهما.

* ماذا عن الاتّهامات الموجهة لحماس بشأن استشهاد الجنود المصريين على الحدود.. وعملية الجيش في سيناء، كيف تنظرون إليها؟

- ليس هناك من اتّهامات جدية، أو اتّهامات قائمة على معلومات، فحماس والشعب الفلسطيني لا يمكن أن يكون في هذه الخانة، أو في هذا المربع -لا قدر الله- وكل ما قِيل من اتّهامات كلام مرسل لا أساس له من الصحة. أمّا الجيش المصري، وعملياته، ووجوده، وحفظ الأمن في سيناء، وبسط السيطرة فهو حقٌّ طبيعيٌّ لجيش مصر، وأمر أكثر من مطلوب، دون الالتفاف إلى ما ينقص سيادة مصر على أرضها.

* ماذا عن انتقادات أهالي سيناء لحضرتك بشأن تصريحاتك الأخيرة بأنهم خارجون عن القانون، وتجار سلاح ومخدرات؟

- أهالي سيناء أهلنا، مَن قال إنهم خارجون عن القانون؟ وهل هذا يعقل؟ أنا ذكرت بأن الفراغ الأمني بسبب الاتفاقيات جعل سيناء مكانًا للتجارة بكل شيء؛ حتى البشر! والجميع يعرف بأن الآلاف من الأفارقة تم نقلهم إلى إسرائيل من خلال سيناء، أمّا أهلها فهم كرام، وأنا من مواليد رفح، وعشت بينهم ردحًا من الزمن لا يُنسى.

* هل اختلفت المخابرات المصرية في تعاملها مع ملف المصالحة في عصر مبارك، وعصر الرئيس مرسي؟

- بلا شك تعامل المخابرات العامة مع الملف أفضل؛ ولذا تم توقيع الورقة المصرية وما تلاها من اتفاقيات، وكذلك صفقة تبادل الأسرى، وأخيرًا الموقف من الحرب على غزة، ولهم فيها بصماتٌ لا تُنسى.

* ماذا عن ملف الأسرى الفلسطينيين.. واستشهاد الأسير جرادات، هل ينذر بانتفاضة ثالثة؟

- أحد أهم قرارات إيقاد الانتفاضة الثالثة انتفاضة الحرية هي السياسات الصهيونية تجاه السجناء الفلسطينيين، فكل محاولاتهم تؤدّي إلى نفس النتيجة. أمّا سرقة الأعمار داخل السجون، أو تعذيبهم حتى القبور، وما بينها حرمان من كل الحقوق. هذا بالنسبة للأسرى في غياهب السجون، أمّا الضفة وسياسة التهويد في القدس، وتقطيع أوصالها، والمستوطنات، والطرق الالتفافية، والبطالة، ومنع الفلاحين من الوصول إلى أرضهم في الأغوار، ومنع السفر، والاعتقال الإداري، والاضطهاد المستمر لشبابنا.. إلى ماذا يؤدّي كل ذلك؟! العجز السياسي، وانعدام الخيارات، وعجز السلطة عن حماية المواطنين، وحجز أموال الشعب الفلسطيني، وفقدان الأمل في التسوية السياسية، وحل الدولتين -حسب الوعود المتكررة- إلى ماذا يؤدّي كل ذلك؟! بالتأكيد.. كما عوّدنا شعبنا أن يأخذ زمام الأمور بانتفاضة في وجه الاحتلال.. انتفاضة الحرية، إن دماء عرفات جرادات ستكون لعنة على قاتليه، وما يقوم به الفلسطينيون ليس إلاّ انتفاضة ثالثة.. انتفاضة الحرية.

* هل ستتوجّهون إلى حشد المقاومة للإسرائيليين بدلاً من الدخول في دائرة المفاوضات غير الجدية؟

- نحن لا نفاوض العدو، ومقاومتنا للاحتلال مستمرة، ولعل مرورها في محطات الحروب الثلاث، حرب أسر شاليط، وحرب الفرقان، وحرب حجارة السجيل هي أعلى درجات المقاومة. المقاومة ستبقى هي البرنامج حتى تحرير أرضنا، وعودة شعبنا.

* كيف تنظرون إلى الدور الذي تقوم به المملكة لدعم فلسطين؟ وما علاقة حماس بالمسؤولين السعوديين؟ وماذا تطلبون من المملكة لدعم غزة؟

- كانت -ولا زالت- المملكة العربية السعودية تقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني، ومكانة المملكة عند الفلسطينيين كبيرة، وسيبقى الشعب وفيًّا لمن يقف إلى جواره، ويدعم نضاله، والقدس في مقدمة القضايا التي تحملها المملكة، وننتظر المزيد. اتصالاتنا، وتواصلنا، ومشاوراتنا مستمرة لا تنقطع -بإذن الله-.

أنت المرشح الأوفر حظًّا لخلافة السيد خالد مشعل.. فإلى أين تسير الأمور في هذا الشأن؟ وماذا عن أبرز المرشحين؟ وهل يوجد خلافات بين قيادات الحركة على الترشيح؟

- الحركة -بحمد الله- قوية، موحدة، لا يوجد بها خلافات حول صيغتها القيادية، ولا يوجد عندنا مَن يرشح نفسه، وكل أعضاء مجلس شورى الحركة مرشحون، ومن يبتليه المولى بأي موقع، نسأل الله جميعًا له العون، وتبقى المؤسسة صاحبة القرار في هذا الشأن.

كيف تنظرون إلى الأوضاع فى سوريا؟ وما حقيقة وجود عناصر من حماس في خط المواجهة مع الجيش الحر؟

- حماس لم يكن لها مقاتلون في سوريا، ولا يوجد لنا أي مقاتلين خارج فلسطين. فنحن سياستنا هي مقاومة الاحتلال على الأرض الفلسطينية، وبالتالي حماس ليس لها أي وجود عسكري خارج فلسطين.

* هل توترت علاقة حماس بإيران في ضوء الدعم الإيراني للنظام السوري، واستمرار المجازر التي ترتكب في سوريا؟

- نحن كحركة تحرر وطني ومقاومة للمحتل هدفنا تحرير أرضنا، وأن يعود شعبنا إلى أرضه، وبالتالي نبحث عن كل مَن يقف إلى جوارنا في هذه المهمة الشاقة والصعبة، ولا نبحث عن إيران فقط لتكون إلى جانبنا، وإنما نبحث عن كل العالم ليكون إلى جانبنا؛ حتى نستطيع استعادة أرضنا، وتحرير بلدنا، وبالتالى علاقاتنا دائمًا نودُّ أن تكون إيجابية في كل المراحل، ومع كل الدول والمنظمات، وكل الأشخاص.. ونحن لا نصنع عداوة مع أحد، ولا نريد أن نصنع عداوة مع أحد، لكننا أيضًا لا نتدخل في شؤون الآخرين ومواقفنا كلها نابعة من مؤسساتنا.

ولكن ماذا عن موقفكم تجاه ما يجرى في سوريا؟

نحن في الموقف السوري أكدنا أننا لا نتدخل في الشأن السوري، وموقفنا على الحياد في القضية السورية. ونفضّل في سوريا أن يكون الحل سياسيًّا، وليس حلاً أمنيًّا، واختلفنا مع القيادة في سوريا في موضوع الحل، واضطررنا أن نخرج من سوريا حينما لم يكن لنا خيار إلاّ إمّا أبيض، أو أسود! فخرجنا من سوريا.. الآن.. هل الدول الأخرى، سواء إيران أو غيرها تريد أن تتحدّث عن ما هو موقفها تجاه خطوطنا هذه.. هم أحرار في موقفهم.. ونحن سنحافظ على صداقاتنا وعلاقاتنا بكل الدول لدعم القضية الفلسطينية.