خبر دمهم مُباح .. يديعوت

الساعة 10:31 ص|06 مارس 2013

 

بقلم: بامبي شيلغ

(المضمون: المجتمع الاسرائيلي بدأ يدفع بالفائدة المضاعفة ثمن التخلي طويل السنين عن واجب البناء بقوى مشتركة سلم قيم أساس يلزم كل أجزاء المجتمع - المصدر).

في شهر آذار قبل سنة هاجمت مجموعة من مؤيدي بيتار عمالا عرب في مجمع المالحة التجاري في القدس ونكلت بهم. هذا حصل بعد ختام مباراة جرت في استاد تيدي المجاور. في الصيف الماضي ارتكبت مجموعة من الفتيان عملية فتك بحق عربي في ميدان صهيون في القدس وأصابته حتى فقد الوعي. ومنذئذ وحتى اليوم كنا شهودا على سلسلة من الحالات التي ضرب بها شبان يهود عربا – شبانا وكبارا في السن – بوحشية وعنف تتميز به مجتمعات في سياق التفكك.

وهكذا ايضا، في الاسبوع الماضي فقط، تعرضت امرأة عربية للاعتداء في القطار الخفيف في القدس من مجموعة من الفتيات اليهوديات. في ذات الاسبوع نفسه اعتُدي على عامل عربي في مطعم للغذاء السريع شمالي تل ابيب شهد بأن أيا من النزلاء في المطعم لم يهرع لنجدته كما تعرض للاعتداء عامل عربي في بلدية تل ابيب.

هذه الاعتداءات الخطيرة تدل على ان المجتمع الاسرائيلي، ينقصه، في حالات عديدة، سلم قيم مشترك، وان الجماعات الأضعف في المجتمع لا تشعر بأي تضامن انساني مع من يعتبر لديهم "عدوا". معنى الامر هو ان العائلات واجهزة التعليم لهؤلاء الشبان مغتربة بشكل مطلق عن سلم القيم الذي بموجبه صيغت وثيقة الاستقلال، وهم يشهدون على أنفسهم كمتفوقين على العرب انطلاقا من ذات الوعي الكاذب الذي يتميز به كل بني البشر الذين يعتقدون بأنهم متفوقون على أبناء بشر آخرين. هذا وعي لأناس جهلة ووحشيين التعليم الحقيقي وحده قادر على التصدي له.

دولة اسرائيل ليست دولة عادية. فهي ليست فقط دولة الآمال والأحلام للشعب اليهودي؛ ليست فقط دولة الشعب اليهودي وباقي المواطنين غير اليهود الذين يسكنون فيها. دولة اسرائيل هي ايضا دولة ملتزمة، بلا تحفظ، بالفريضة المقدسة. وهذه الفريضة المقدسة مكتوب فيها ان لا تفعل أبدا بالآخرين ما عانى منه أبناء عائلتك على أيدي مضطهدي الشعب اليهودي. معنى الأمر هو ألا نعتدي على الأبرياء فقط لأن لدينا القوة. ألا نهينهم وألا ننكل بهم. قوة الدرع اليهودي ولدت فقط للدفاع عن النفس ضد الأعداء والسيادة اليهودية لا يمكنها ان تسمح بالعربدة السادية من النوع الذي يتعاظم هنا في السنوات الاخيرة تجاه العرب أو تجاه الاجانب الآخرين. في الفريضة المقدسة مكتوب ألا نرفع أيدينا أبدا على من لم يخطيء بحقنا وان نتصرف مع غير اليهود الذين في اوساطنا بالضبط، ولكن بالضبط مثلما كنا نريد ان يتصرفوا معنا في كل مكان يعيش فيه يهود اليوم. باحترم، بتسامح وبتضامن انساني.

المجتمع الاسرائيلي بدأ يدفع بالفائدة المضاعفة ثمن التخلي طويل السنين عن واجب البناء بقوى مشتركة سلم قيم أساس يلزم كل أجزاء المجتمع. تعليم المواضيع الأساسية ليس ترفا بل واجب وجودي. فرض تعليم المواضيع الأساسية في اوساط الجماهير المعارضة لهذا التعليم هو ايضا واجب وجودي.

إن العمل الأساس الذي يستوجب علينا ان نقوم به في هذه اللحظة العسيرة هو عمل تربوي وثقافي. ولكن خلافا لما دُرج على التفكير، فان هذا العمل يجب ان يبدأ بالذات في اوساط الجماعات التي تقود المجتمع. مشاعر التفوق عديمة الأساس التي تتميز بها قطاعات مختلفة من الاسرائيليين هي مصدر للكثير من الشرور التي نتعرض لها اليوم. فضولنا تجاه اولئك يمكنه ان يشكل أساسا متينا لصياغة قيم أساس مشتركة تغير بشكل جذري موقفنا من أنفسنا ومن الآخرين الذين يعيشون معنا في هذه البلاد.