خبر الطفل فنان صغير.. هيئي له بيئةً مناسبة لـ« الشخبطة »

الساعة 05:01 م|05 مارس 2013

وكالات


بداية الرسم عند الطفل قد تبدأ عندما يبلغ العام ونصف العام، وذلك عن طريق رسم علامات على الورقة، وربما يفاجئك ما بين سن الثمانية عشرة شهرًا والشهر الرابع والعشرين برسم خطوط أفقية ورأسية (عمودية) أو دائرية، فعلى الأم أن ترحب بتلك المحاولات المبكرة التي تشجع على مجموعة جديدة من المهارات.

وتبين الاختصاصية التربوية فتحية اللولو أن الرسم ينمي المهارات الحركية الدقيقة، مثل القدرة على الإمساك بالأشياء والاحتفاظ بها في قبضة اليد، إضافة إلى تنمية الحس البصري لدى طفلك وإثراء خياله، وهو يأتي في مقدمة النشاطات التعبيرية الإبداعية التي يعبر من خلالها عن علاقته وإدراكه للعالم والآخرين من حوله، فرسوم الأطفال أداة جيدة لفهم نفسية الطفل ومشاعره واتجاهاته ودوافعه وتصوره لنفسه والآخرين.

وأشارت إلى أن الطفل عادةً يبدأ الرسم خلال عامه الأول، معبرا ًعنه بـِ"شخبطات" وخطوط عشوائية غير واضحة وغير مفهومة إلا في نفسه، ثم بعد تجاوزه سن الثالثة تبدأ أشكاله بالتميز، إذ إنه يصل إلى مستوى من النضج العقلي يؤهله لخزن بعض الصور الذهنية والحسية في دماغه، إلا أن هذه الصور لا تبقى طويلًا، إذ لا نجده يرسم الشكل نفسه مرتين بدقة التفاصيل نفسها، وتمتاز بسرعة التغير وعدم الثبات في هذه السن.

وأضافت: "قد نجد أطفالًا لا يستطيعون الكلام أمام الآخرين للتعبير عن عدم رضاهم؛ خوفًا من العقاب، فيوضحون ذلك من خلال الرسم، إضافة إلى أن اختيار الألوان يعكس حالة الطفل النفسية".

قياس المستوى العقلي


ولفتت إلى أنَّ رسوم الأطفال الحرة يمكن أن تعكس في خلفيتها الخبرة العقلية والنفسية للطفل جنبًا إلى جنب، فالأفكار والتعبيرات التي يتناولها الطفل في رسومه يمكن أن تستخدم في قياس مستوى النضج العقلي له، وقد استخدم أسلوب الرسم في تحليل شخصية الطفل والكشف عن اضطرابات نفسية معينة تدل عليها تلك الرسوم.

واللعب بالألوان يساهم في تنمية الذوق الفني والجمالي لدى الأطفال، إذ يساعدهم على إضافة لمسات أنيقة إلى حياتهم المستقبلية من خلال منحهم الخبرة في تناسق الألوان واختيارها، ما يساهم في رقي أنفسهم.

ورأت أنَّ تشجيع الأطفال على الرسم الذي هو إحدى أهم طرق التنفيس والترويح والمتعة؛ تقع مسؤوليته على عاتق الوالدين، من خلال توفيرهما أدوات الرسم غير الضارة والمناسبة لأعمار أطفالهما، كألوان (الباستيل) والخشب، وفسح المجال أمامهم لرسم ما يحبونه، واحترام آرائهم في التعبير من خلال الألوان التي يختارونها، ومناقشتهم فيما يرسمون.

ودعت الوالدين لإعطاء الأهمية والاهتمام لما يرسمه أطفالهما، وعدم السخرية من رسومهم؛ كي نزيد دافع الحماس والثقة في أنفسهم ودفعهم نحو التعلم والتطور والتقدم، ناصحةً الأهالي بتأمين بيئة مناسبة للفنان عن طريق إلصاق ورق سميك كبير الحجم على الطاولة، وتابعت: "فما من شيء يمكن أن يقيد الإبداع أكثر من صرخة الأم المنزعجة، عندما ينزلق قلم التلوين ليلطخ غطاء الطاولة، أما الأقلام التي يفضل استخدامها وتعد من الاختيارات الجيدة فهي الأقلام الملونة السميكة والمتينة في الوقت نفسه، أو الألوان القابلة للغسل، ويفضل تقديم عدد قليل من الألوان الأساسية".

- صحيفة فلسطين