خبر كيف تتصرف مع ابنك لو سرق؟

الساعة 04:25 م|05 مارس 2013

وكالات


هل من الممكن أن تتصور أن طفلك يسرق؟، لاشك أن هذا الوضع لا يتمناه أحد لأطفاله, وربما يصاب الوالدان بالذعر وتنتابهما حالة من الخوف والقلق بمجرد الحديث عن هذه المسألة؛ فالسرقة تعرف عند الكثيرين بأنها أخذ شيء من دون الحصول على إذن صاحبه ومن دون نية إرجاعه, وأنت _عزيزي القارئ_ ماذا لو سرق طفلك؟، فبرأيك ما هو الأسلوب الذي يجب أن تتبعه معه؟، وهل الضرب يجدي نفعًا في هذه الحالة؟, "فلسطين" في صفحة نوافذ _كما العادة_ تجيب عن هذا السؤال في السياق التالي:

سأبحث عن الأسباب
ياسر طليب:
أولًا أعتقد أن الأمر يعود إلى التوعية والتربية في الوقت نفسه, ولو (لا سمح الله) مررت بهذا الموقف فسأبحث بدايةً عن الأسباب التي دفعت الطفل للسرقة؛ فمن الممكن أن تكون هذه السرقة بسبب نقص ما هو يعاني منه ولم أنتبه له، حينها سأحاول قدر الإمكان أن أسد هذا النقص.


أيضًا يمكن علاج المسألة عن طريق الحوار مع الطفل بأسلوب سلس وحسب سنه، وحسب نوع السرقة التي ارتكبها، فسرقته مبلغ 10 شواكل _مثلًا_ لن تعني الكثير مقابل سرقته مبلغًا كبيرًا من البيت, وأيضًا يمكن نصيحته عن طريق حكاية القصص له وتقديم أنموذج القدوة الحسنة, وقبل كل ذلك يجب أن أبحث عن رفاقه وعن السبب الذي دفعه للسرقة، وبعدها لكل حادث حديث.

بالضرب والحبس إن كرَّر فعلته
زياد الشوا:
في حال كرر طفلي السرقة فإنني _دون شك_ سأستخدم معه أسلوب الضرب والحبس في المنزل دون الخروج منه بتاتًا/ مع مراقبته بعد ذلك؛ كي لا يكرر هذا العمل مرة أخرى, أيضًا سأحاول أن أعرف الدافع لدى الطفل من وراء هذه السرقة، فهو بسرقته هذه يسيء لي أولًا وثانيًا للعائلة وثالثًا سيجني على مستقبله إذا استمرت هذه الخصلة فيه ولم يتوقف عنها، ولم يجدِ معه أسلوب الحوار.


أتحفظ على كلمة "السرقة" مع الأطفال
محمد خير:
أولًا ليس من مصلحة هذا الطفل إعلان هذا الأمر، وإظهار الانزعاج الشديد أمامه، فهو لا يزال صغيرًا، وفعلنا هذا قد يؤصّل في نفسه هذا السلوك الذي لا يعرف حسنه من قبحه، ولذلك نحن نتحفظ على تسمية هذه الأخطاء (سرقة وكذب) في معاملتنا مع الأطفال الصغيري السن.

أيضًا معلوم أن الطفل إذا شاهد شيئًا وأعجبه يأخذه مباشرة ، سواء كان في محل أم في المنزل، وهنا يأتي دورنا في التوجيه والمراقبة.


أعتقد أن أسلوب العقاب في هذه الحالة سيكون بالحرمان من المصروف أو عدم أخذه في رحلة مع إخوته, فعلى سبيل المثال: طفلي يحب الألعاب بشكل غير طبيعي، ولو (لا سمح الله) حدث أن سرق فسأحرمه منها، حينها سأكون على يقين بأنه سيتعلم ويتوقف عن السرقة.

بأسلوب الحوار
زينب مرشود:
لو سرق طفلي فسأتعامل معه في البداية بأسلوب الحوار، وتعريفه العيب والخطأ، وأن الله لا يحب الطفل السارق, أيضًا يمكن استخدام أسلوب التعزيز السلبي معه بحرمانه أشياء يحبها، ولو تكرر الأمر عدة مرات فحينها سأتعامل معه بأسلوب آخر، وهو الضرب، لكن ليس في الأمور كافة، إنما للضرورة القصوى؛ فقط لأن هذه الفعل _لو تعوده_ سيدمر مستقبله فيما بعد.

توعية الطفل
رشاد البواب:
حين يسرق طفلي سيتأكد لي أن قصورًا ما في تربيته، أيضًا أعلم حينها أن هذا الشيء اكتسبه من أصدقائه لو لم يكن لدي قصور, لكنني لا أشجع الأسلوب الذي يتبعه كثير من الآباء مثل طرد الابن من البيت؛ فهذا الشيء من شأنه أن يدمر حياة الابن.

في نظري إن المرة الأولى لا تعد سرقة بالمعنى المعروف، وفي المرة الثانية سأحاول توعيته، وفي الثالثة سأستخدم معه أسلوب الحبس في المنزل وأمنعه من الخروج مع أصدقائه, أو من الممكن أن أوفر له أشياء يشعر تجاهها بالنقص، حينها أعتقد أن المشكلة ستكون حُلت.


المعالجة تختلف من طفل لآخر
الاختصاصي النفسي والتربوي د.فضل أبو هين:
يجب أولًا البحث عن الأسباب ومعرفة سن الطفل لمعرفة طرق العلاج, فهناك بعض الأطفال المحرومين بفعل وضعهم الاقتصادي السيئ، ولاشك أنهم يلعبون ويحتكون بأطفال يمتلكون كثيرًا من الأشياء، ما يدفعهم إلى السرقة؛ لسد حاجة من الحاجات الرئيسة عندهم.

أيضًا في بعض الحالات كالأطفال ما دون سن العامين لا يمكن عدّ هذه الحالات سرقة؛ فهي قد تكون لعبًا ومشاركة مع الآخرين في الألعاب.

لكن إذا وصل الطفل للمرحلة الابتدائية وعرف معنى السرقة ولديه إمكانيات حسنة للتعرف إلى طبيعة الأشياء؛ يجب الوقوف عليها وتفهيم الطفل حدود الملكية، وأن ذلك سرقة، وأن هذا الشيء يؤثر عليه سلبًا، وأنه من الشائن له أن يطلق عليه حرامي أو سارق.


كذلك في هذه السن إن مفهوم الذات يتشكل، ويعرف الأشياء التي يجب أن يعملها لتدعيم عنصر الذات لديه والثقة بالذات.

أيضًا باقي الأطفال يبدؤون البحث عن سلوكيات حسنة لأجل الوصول إلى تقدير الذات بصورة حسنة، وهو ما يدفعهم للابتعاد عن السلوك السلبي، ومنه السرقة.

نحن ضد استخدام أسلوب العقاب من أول مرة؛ فكل طفل له أسلوب معين أقرب من الأسلوب الآخر في التأثير عليه.

ومعالجة هذه الظاهرة تختلف من طفل لآخر؛ فهناك بعض الأطفال يقتنعون بالنصيحة، وبعضهم يحتاج إلى الحرمان من بعض المزايا الأسرية؛ لأجل الكف عن هذا السلوك.

أيضًا بعضهم يحتاج إلى النهر، وبعضهم يحتاج إلى أسلوب العقاب لأجل تخليصه من هذه الظاهرة.

وأنصح الآباء بألا يستخدموا أسلوب العقاب من أول مرة، وأن يتقربوا من أطفالهم أكثر، ويكونوا لهم بمنزلة الأصدقاء؛ كي يفرغوا كل ما بداخلهم لهم.

- صحيفة فلسطين