خبر عالم معكوس.. اسرائيل اليوم

الساعة 08:00 ص|04 مارس 2013

بقلم: ماتي توخفيلد

(المضمون: الائتلاف بين الثلاثة نتنياهو ولبيد وبينيت اسوأ شيء كان قد يخطر في بال نتنياهو لأنه يفضي الى التخلي عن الحلفاء التقليديين من الحريديين – المصدر).

يبدو العالم احيانا مثل عالم عجيب. حينما ننظر في التفاوض الائتلافي الذي يجري هنا منذ اربعة اسابيع، يتمنى اليمينيون الايديولوجيون وعدد من المستوطنين الذين يعتمرون القبعات الكبيرة، والاحزاب الحريدية بيقين ان تكون شيلي يحيموفيتش وحزب العمل هما اللذان ينقذان الوضع.

انهم يشعرون بأن الحزب الذي كان يفترض ان يكون الأقرب الى قلوبهم والذي عرض ناسه في الانتخابات نهجا هو الأقرب من موقفهم، قد انقلب بعد الانتخابات وبدأ السير في الاتجاه العكسي. ان الكلمة هي الكلمة وهذه مسألة ذاتية.

اذا كان هذا هو التركيب الائتلافي الذي سيتقرر في نهاية الامر فسيتحول يوم أداء الحكومة اليمين الدستورية الى يوم اصدار شهادة الوفاة للمعسكر القومي. ان البيت اليهودي الذي كان يفترض ان يكون الظهير الأيمن في الكتلة هو الذي سيوقع عليها بنفسه بعد ان استقر رأيه على ابعاد الاحزاب الحريدية التي كانت حتى الآن وفي السنوات الاخيرة على الخصوص جزءا لا ينفصل عنه. ان الائتلاف الذي يلوح والذي يشمل لبيد وبينيت من غير الحريديين، هو اسوأ ائتلاف كان يمكن ان يخطر ببال نتنياهو. وقد تنافس هو واحتمال رمي كل شيء والتوجه الى الانتخابات بينهما من يكون الاسوأ، وما زال الجواب لم يوجد كاملا. في هذه المعركة اذا لم توجد مفاجآت قد يجرب رئيس الوزراء الشعور بالخسارة.

لا يكتفي لبيد وبينيت بابعاد الحريديين عن الحكومة بل بدءا يتقاسمان الغنيمة بينهما: فلبيد في الخارجية وبينيت في المالية، فاذا كان الامر قد بدأ على هذا النحو فمن ذا يعلم كيف سينتهي. سيكون كل اقتراح قانون الآن بابا لتفاوض متعب بين الأطراف. وستلاقي كل مبادرة جبال صعاب، سيعرفون في النهاية انه كان يحسن لو تخلوا عنها منذ البداية.

يبدو ان يحيموفيتش قد استقر رأيها على أمر لكن إن لم تكن كذلك فانها تواجه معضلة جدية جدا. كانت تستطيع الحصول على عالم مليء لو انضمت للحكومة، لكن المعارضة تكون مغرية احيانا، فمنصب رئيس المعارضة يعتبر خشبة قفز غير سيئة الى الحكم. لكنه يكون احيانا منصبا لا يمكن سوى التهاوي منه.

يمكن ان نسأل تسيبي لفني ويسعدها ان تفسر. من المنطق ان نفترض ان يحيموفيتش تظن أنها تستطيع الهرب من عزل اعضاء حزبها لها بعد سنة كما يقرر دستور حزب العمل، ويعنينا ان نعلم هل الحديث عن تقدير قائم على أساس وعن خطة منظمة أم عن فانتازيا وأمل باطل لأن التاريخ في هذه الحال على الأقل يعمل في غير مصلحتها.