خبر أيها العلمانيون يكفي شعورا بالدونية.. هآرتس

الساعة 07:59 ص|04 مارس 2013

بقلم: عنات برزيلاي

(المضمون: ليس التراث اليهودي على اختلافه ملكا لليهود المتدينين فقط بل هو ملك العلمانيين ايضا – المصدر).

حينما تسلق الحاخام رحومي سقف المِدراس، لم يتخيل أية عاصفة ستُحدثها قصته البائسة، بعد ذلك بألفي سنة في الكنيست. من المؤكد ان الدكتورة روت كالدرون فكرت في نفسها في الصباح الاحتفالي بخطبتها الاولى في الكنيست بأنها تُنعش المجلس النيابي وتصب فيه مضمونا، ولم تعلم بأنها ستسقط في حوض ساخن لحرب ثقافية يوجد في أساسها الكثير من الشعور بالدونية وصراع القوى وتبديل النخب.

كان الانتقاد الحريدي متوقعا وهو ما صلة امرأة علمانية بالتلمود، لا تمسوا مقدسات اسرائيل. لكن الانتقاد العلماني الذي رأى في هذا الفعل استكانة للمتدينين كان مفاجئا وفاجأنا أكثر من ذلك أوري مسغاف في صحيفة "هآرتس" في 26 شباط، الذي وبخ كالدرون وأسمى خطبتها "ركوعا علمانيا"، ورأى في كل ذلك برهانا على ان كل مشروع المصالحة بين الصهيونية المتدينة والصهيونية العلمانية ذو اتجاه واحد.

انه بكلامه ذلك عمل دون ان يعي في مصلحة التدين المحافظ لأنه يقوم في أساس اتهاماته تصور علماني خطأ وهو ان التلمود وحكايات الحكماء الماضين هي ملك للانسان المتدين، واذا اختارت عضو كنيست جديدة ان تقتبس منها فانها تلغي ذاتها. لقد وعى مسغاف وعيا عميقا جدا مكانته الدون في نظر المتدينين، باعتباره يفترض ان ينفض يديه من المصادر اليهودية وحيث إن الصلاة والحكايات الدينية تبدو له مثل التوبة تقريبا.

هذا خطأ. فالتلمود والصلاة والشريعة اليهودية وسننها تنتظر منذ حقب الايدي العلمانية كي تنبشها وتستخدمها وكأنها ملكها. ان التأليف بين التغرب الذي جاء ببشرى الديمقراطية وحقوق الفرد وبين التنوير التلمودي للحكماء الماضين المتعلق بمكانة الانسان في العالم يمكنه فقط ان يدفع الى الأمام بتصورات انسانية ومدنية تلائم أجندة مسغاف بصورة جيدة.

ويُبين مسغاف بعد ذلك ايضا عن عدم فهم حينما يقول ان نفتالي بينيت باعتباره ممثل المتدينين القوميين لن يقتبس أبدا من فوق منصة الكنيست "لا تُسمني شعبا" لشالوم حانوخ. بيد انه لا يحب الموسيقى الاسرائيلية كالجمهور المتدين القومي لأنه مع عدم وجود إحلال للسباحة المختلطة في بركة الكيبوتس وحفلات رقص في غورين، كانت الاناشيد العبرية دائما أفضل المُتع عند المتدينين القوميين وكانت جسرهم الى الاسرائيلية. فالحاخام شاي بيرون يتغنى بانشودة "لم يأت مسيح مُخلص" وهو يسافر في سيارته دون أي وخز ضمير ديني، فقد حان الوقت الذي لا تشعر فيه العلمانية المستنيرة بأنها مذنبة حينما تقتبس من الكتب المقدسة.