خبر هبّ الأقزام يجرون .. هآرتس

الساعة 11:01 ص|03 مارس 2013

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: ساسة اسرائيل الجدد مثل لبيد وبينيت ساسة جوف فارغون من أي مضمون تركوا مشكلات اسرائيل الحقيقية وشغلوا أنفسهم بمشكلات تافهة كتجنيد الحريديين - المصدر).

أصبح المستقبل حاضرا وهو مثير جدا للكآبة. وقد أصبح جيل المستقبل في السياسة الاسرائيلية على المنصة والجمهور يهتف له في حين يجب ان يثير في الأكثر شوقا الى سلفه. إن ساسة اسرائيل الجدد الذين انتظرتهم في شوق عميق هم اسوأ حتى من أسلافهم فأكثرهم متكبرون وجوف وهازلون وفاسدون اخلاقيا بقدر أكبر.

إن الأحلاف المشابهة التي كانت في الماضي تُستر عن الجميع لشدة الحياء أصبحت أمرا يُفتخر به. وتحولت السيطرة الاستبدادية لعدد من رؤساء الاحزاب والتي كانت ذات مرة أمرا يُنكر ويُغطى عليه الى راية فخر الآن. ويتبين ان قوائم حزبية تمدحت بتركيبها الجديد تبين أنها قوائم صامتين ومستكينين. وفوق كل ذلك يأتي الآن كنس مشكلات الدولة الحقيقية تحت البساط، فوق أمواج السياسة الجديدة المثيرة للحماسة لتبلغ دركات لم نعرف لها شبيها في الماضي.

إن اسرائيل متأثرة بحلف يئير لبيد ونفتالي بينيت. ويتحدث محللو السياسة في تقدير عن الصداقة الحديدية وهما أنفسهما يتحدثان عن الأخوة ويصفق الجميع في حماسة، أمام هذا الحلف القذر. ممَ يتم التأثر هنا بالضبط؟ هل من صفقة هزلية أخذت عشرات آلاف الاصوات من الوسط ونقلتها مباشرة الى أوريت ستروك وأوري اريئيل؟ هل من نقل الوسط الى اليمين المتطرف بصورة أكبر؟ هل من صفقة نقلت ايضا عشرات آلاف اصوات المستوطنين الى حضن كارهي الحريديين؟ هل يوجد أصلا هزل وخداع أكبر؟ كان يُندد في الماضي على الأقل بأعمال خداع أصغر من هذه وكانوا يسمونها آنذاك حيلا دعائية وخدعا وأمرا يثير الاشمئزاز وأصبحت الآن "حلفا أبديا".

هكذا تكون الحال حينما يكون الخطاب أجوف من الناخبين والمنتخبين معا: فالساسة اللامعون يستطيعون ان يخدعوا من غير تنديد بهم، والجمهور يهتف لهم من غير تفكير. لم يكن كهذا الفراغ هنا منذ زمن. ولم يكن هذا الاشتغال الوسواسي بـ "التساوي في العبء". فلا يوجد عالم ولا احتلال ولا عنصرية ولا ديمقراطية ممزقة ولا مهاجرون يُصادون كالحيوانات، ولا فروق لا تُطاق ولا ظلم – لا يوجد شيء سوى التساوي في العبء. ومن الذي يدعو اليه؟ إنهم الشبعى المُترفون الذين خدموا في "المعسكر".

إنهم يتحدثون الآن فقط عن شؤون "مدنية" – هي في اسرائيل ايضا الخدمة العسكرية. إن لبيد وبينيت وحدهما يحددان النغمة، وتسير طائفة المنتخبين الجدد الذين وعدوا اسرائيل بمستقبل جديد، خائفة وراءهما. إنهم ذوو سير حياة مدهشة وعبر عدد منهم في الماضي عن مواقف شجاعة لكنهم الآن يصمتون ويستكينون في بدء حياتهم المهنية الجديدة. ما هي سيارة الميتسوبيشي لـ اليكس غولدفرب اذا قيست بصمت عوفر شيلح عن "القدس الموحدة الى الأبد" عند زعيمه؟ إن أقزام رفول السبعة هم عمالقة اذا قيسوا بأقزام لبيد الـ 18 الذين لا يُجرون لقاءات صحفية الآن بلا "إذن متحدث" ولا يتجرأون على الخروج في جولة في القدس من قبل "مبادرة جنيف" لأن الوالد لبيد لا يأذن لهم.

طردت اسرائيل سرا ألف سوداني خلافا للقانون والاخلاق؛ ومات سجينان اسرائيلي استرالي وفلسطيني في سجنهما؛ وتهدد انتفاضة ثالثة بالانفجار؛ ويصل براك اوباما الى اسرائيل؛ وحُقنت نساء اثيوبيات بحقن لمضاءلة الولادة تحت التهديد والتخويف؛ وتدعو وزيرة الثقافة الى "رقابة ذاتية" من المبدعين في اسرائيل – فهل سمعتم شيئا ما من أحد ما؟ أين كل تلك السير الذاتية المدهشة؟ وأين كل تلك الوعود الجديدة؟ آه، اجل، تلقينا درسا في الغامرا من روت كلدرون مع عدد قياسي للمشاهدين في اليو تيوب: ما الذي يحدث حينما تسقط تفاحة رؤوبين في حقل شمعون – شيء يشبه هذا. وكأن الكنيست قد أصبحت فرعا آخر من فروع المؤسسة الدينية.

هذا هو ما يحظى الآن بهتاف الجمهور: ان استطلاعات الرأي قد أخذت تتنبأ بازدياد قوة المبشرين بالسياسة الجديدة الفاسدة هذه. واتحد اولئك الذين لزموا الموضوع الأكثر غوغائية والأكثر هامشية تقريبا وهو تجنيد الحريديين ما إنكار كل موضوع آخر وأججوا كراهيتهم أكثر. وإن الذين عقدوا هذا الحلف بينهم فعلوا ذلك لأن أحدهما ساعد الآخر فقط على ألا يُقصى. تلقوا سياستكم الجديدة أيتها الأخوات والاخوة الأعزاء وهي ما زالت في بدايتها.