خبر آخِر من لاحظ .. يديعوت

الساعة 10:53 ص|03 مارس 2013

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: ستنشأ حكومة في اسرائيل قريبا ينضم اليها البيت اليهودي لكن ليس من الواضح الى الآن كيف ستُدبر الامور مع وجود استقطاب عميق فيها - المصدر).

لم يتوجه نتنياهو أمس الى الرئيس بيرس حينما فسر لماذا لم ينجح حتى الآن في انشاء حكومة، فقد استغل زمن آلات التصوير الذي منح له كي يتجه الى البيت اليهودي لا الى البغيض الى نفسه نفتالي بينيت الذي كان نتنياهو الى ما قبل اسبوعين مستعدا لفعل كل شيء لتركه خارج الائتلاف، بل الى جمهور المستوطنين الذي يمثله.

توجه نتنياهو بصورة هزلية ولن نقول تحريضية حقا الى عاطفة المستوطنين، والى عقب أخيل عندهم ونقطة الضعف وشبه الاختلافات السياسية الشرعية في الرأي بين الحزبين بالقطيعات التي كانت وما زالت موجودة في مواجهة الشعب اليهودي. وبيّن لهم انه لم ينجح في انشاء حكومة بسبب وجود قطيعة مع جمهور في دولة اسرائيل وان هذا لا يلائم تصوره العام.

حينما يقطعون مع اسرائيل في منتديات دولية نهب صارخين، قال، وحينما يقطعون مع سلع المستوطنين في يهودا والسامرة نهب صارخين. فيجب على جمهور المستوطنين خاصة ان يفهموا ذلك. وكأنه لا توجد لرفض لبيد الجلوس مع الحريديين صلة بالاختلافات التي لا يمكن عقد الجسور بينها. وكأن جمهورا كبيرا لم يقل في الانتخابات الاخيرة بالصورة الأكثر ديمقراطية انه يريد حكومة من غير شاس.

لم تنجح ابتسامات نتنياهو أمس في اخفاء خيبة أمله. قبل اربعة اسابيع حينما ألقى الرئيس عليه مهمة تشكيل الحكومة لم يُخمن انه سيحتاج الى مهلة. فقد كان يبدو آنذاك ان انشاء الحكومة مسألة ايام.

من ذا خطر بباله ان لبيد الذي رفض كل امكانية لكتلة حسم مع احزاب المركز، يصوغ كتلة كهذه مع حزب اليمين لبينيت. ومن ذا كان يؤمن ان بينيت ولبيد اللذين سيلتزم أحدهما للآخر ألا يدخل الحكومة من غيره، وان "الكلمة كلمة" كما كتب بينيت أمس بصراحة في الشبكة الاجتماعية. ومن كان يُخمن ان الحزبين سيضطران نتنياهو الى انشاء حكومة من غير الحريديين، وان يثيرا بذلك المخاوف والشكوك الكامنة الأكثر أساسية في شخصية نتنياهو.

مرت بنا كوارث كثيرة نتاج الكراهية الباطلة، قال نتنياهو أمس. وكأنه ليست الكراهية هي التي أفضت الى اقصاء بينيت الى ما قبل اسبوعين. وقال: أردت ان أُنشيء أوسع حكومة نقدر عليها لدولة اسرائيل.

أحقا؟ لأنه اذا كان هذا ما كان يتطلع اليه فقد كان يمكن ان يوجد له ائتلاف يضم 70 من اعضاء الكنيست. لكن البيت اليهودي هو الذي أراد نتنياهو ان يبقيه في الخارج وبعده يوجد مستقبل، ولولا الحلف بينهما لحدث ذلك ايضا، أي لأصبح البيت اليهودي أو يوجد مستقبل في المعارضة.

قال نتنياهو أمس: تقدمنا كثيرا. في شؤون سياسية وشؤون اقتصادية وبشأن التساوي في العبء ايضا. وهذا مثير للاهتمام. فبحسب الاشخاص المطلعين على الامور، لم يتم الحديث في غرف التفاوض عن شيء أو نصف شيء من الشؤون الاخرى ما عدا التساوي في عبء الخدمة. فالميزانية لم توضع على الطاولة ألبتة، ولم يتم التباحث في الشؤون السياسية مع أي حزب سوى لفني. إن التساوي في العبء هو الموضوع الوحيد الذي تم بحثه على أمل الليكود أن يُمكن عقد جسر على الهاوية وادخال الحريديين ايضا الى الائتلاف.

يمكن ان نبعد القلق عن قلوبنا، ففي الاسبوعين القريبين ستنشأ حكومة، وستكون كما يبدو نفس الحكومة التي توقعنا ان تنشأ حينما تبينت نتائج الانتخابات. والذي تستطيع حكومة كهذه ان تفعله مع بينيت من جهة ولفني من جهة اخرى أمر آخر. وليس واضحا كيف سيدفع هذا الائتلاف بالتفاوض السياسي الى الأمام.

إن الشيء الواضح هو ان الجهاز السياسي ليست عنده أية نية للتوجه الى انتخابات.