الشرطة تحذر المحتكرين وتسجل حالات احتكار

بالصور ارتفاع أسعار مواد البناء للضعف والشرطة تحذر المحتكرين

الساعة 11:05 ص|02 مارس 2013

غزة (خاص)

"لم يستطع خليل أن يُخفِ غضبه.. جلس وحيداً أمام أصدقائه ينظر إلى السماء واضعاً كفاً على كف .. جلب أخيه الشاي وقدمه لأصدقاء خليل المنهمكين بعدما نقلوا الحجارة إلى منزله في الطابق الثاني لإنهاء عملية البناء والتفكير فيما يليه من كهرباء وماء وقصارة ..إلخ .. بدا صوته شاحباً ووجه محمراً رغم انقطاع التيار الكهربائي .. لم يكن يعلم أصدقائه سر غضبه.. رن جرس الهاتف (الجوال) ليلفت الأنظار وينتبه الجميع .. فجأة هب الأصدقاء جميعاً في وجه المتصل .. حرام عليكوا !! شو إلي بصير بالدنيا ! من يوم وليلة 200 شيقل وين الحكومة؟؟ وين حقوق الشعب؟.

مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" حاور المتصل الذي أكد أن أسعار مواد البناء وخصوصاً الأسمنت سواء المصري أو التركي ارتفعت بشكل مفاجئ من 420 شيقل لسعر الطن إلى 680 شيقل حتى إعداد هذا التقرير وهي قابلة للارتفاع.

وحول احتكاره للمواد أوضح صاحب المحل خلال الاتصال بأنه لا يحتكرها وهي موجودة أمام المواطن في الشارع ولكن من حقنا كأصحاب محلات أن نرفع سعر الأسمنت ما دام غير موجود في الأسواق وصعوبة الحصول عليها.

وبين أن تاجر الأنفاق أبلغنا بصعوبة نقل الأسمنت بسبب هدم الحكومة المصرية للأنفاق التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي وأن التجار المصريين رفعوا الأسعار بسبب ملاحقتهم من الجيش المصري في سيناء والأمر أصبح أكثر صعوبة.

حينها خيم الهدوء على أصدقاء خليل ولا يُسمع إلا صوت هزيز الرياح .. أخيه الأكبر منه جاء على أصواتهم الغاضبة التي ارتفعت فجأة واختفت بشكل مفاجئ .. شو مالكو يا شباب ؟ .. (الشومينتو) الأسمنت ارتفع وصار سعروه 680 شيقل .. تراجع محمد خطوة للخلف وصعق من الخبر وقال :"حسبي الله ونعم الوكيل".

خليل ليس وحده يعاني من أزمة ارتفاع الأسعار فكل أطياف الشعب الفلسطيني يعانون الارتفاع فمنهم من أوقف العمل لاحتياجه عشرات الأطنان من الأسمنت ومنهم من يصر عليه رغم احتكاره عند أصحاب المحلات والتجار لإنهاء ما بدءوا به من مشاريع.

فالمواطن هادي أكد لمراسلنا، أنه قبل أربعة أيام من موعد "صب السقف" حجز الأسمنت (الشومينتو) من صاحب المحل بالسعر المعروف حينها كان 480 شيقل وعندما حان الموعد وذهب للمحل قال له السعر اختلف وأصبح 580 وغداً سيرتفع " صعق هادي من السعر".

وقال المواطن لصاحب المحل :"أنا جارك ولم أشاهد أي شاحنات أسمنت دخلت المحل أنت بتحتكر ولا شو القصة.. ، رد عليه صاحب المحل بالقول :"إذا عاجبك أعطيني كاش وإذا مش عاجبك الله يسهل عليك".

"كادت أن تحدث إشكالية كبيرة لولا تدخل رجال الإصلاح وأهل الحي الكرام الذين قرروا مقاطعة صاحب المحل نهائياً لاحتكاره السلعة والشراء من محلات أخرى حتى لو كان السعر الضعف" وفقاً لما قاله المواطن هادي.

الشرطة تحذر

من جانبه حذر الناطق باسم الشرطة الفلسطينية بغزة أيمن البطنيجي، التجار الفلسطينيين من احتكار مواد البناء واستغلال أوضاع المواطنين خصوصاً بعد التضييق على الأنفاق التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجية.

وقال البطنيجي في تصريح خاص فلسطين اليوم الإخبارية، اليوم السبت، :"إن الشرطة الفلسطينية سجلت بعض حالات الاحتكار وقامت بإيعاز التجار المحتكرين وتحذيرهم من احتكار ورفع الأسعار بشكل جنوني".

وأوضح البطنيجي، بأن الحكومة تتابع بشكل مكثف بالتعاون مع مباحث التموين التجار المحتكرين وقضية ارتفاع الأسعار، مؤكداً بأن الشرطة تستقبل شكاوي المواطنين.

وكانت الحكومة المصرية نفذت هجوماً كبيراً على الأنفاق الحدودية وأغرقت العديد من الأنفاق بالمياه العادمة ما أدى لتقليص دخول المواد الأساسية إلى القطاع حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني.


اسمنت شومينتو


اسمنت شومينتو

اسمنت شومينتو


اسمنت شومينتو

اسمنت شومينتو



اسمنت شومينتو



اسمنت شومينتو