خبر صحافة إسرائيل تحذر من الاستيطان والانتفاضة

الساعة 05:38 م|01 مارس 2013

القدس المحتلة

تناولت الصحف الإسرائيلية اليوم موضوع وقف البناء في المستوطنات الذي أمر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمن الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في العشرين من الشهر الجاري. كما تحدثت عن احتمالية اندلاع انتفاضة ثالثة في ظل الأوضاع بمخيمات اللاجئين وتصريحات للقيادي في حركة فتح توفيق الطيراوي تحدث فيها عن شرارات إسرائيلية قد تشعل انتفاضة جديدة.

 

أوباما والمستوطنات

وأفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم بأن إسرائيل ستوقف بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو البناء الاستيطاني إلى ما بعد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسرائيل والمنطقة، والمقرر أن تبدأ في العشرين من الشهر الجاري.

 

ووفق الصحيفة فإن تعليمات صدرت عن مكتب نتنياهو للمستوى ذي الصلة في وزارتي الدفاع والإسكان، موضحة أنه لن تنشر في الأسابيع القريبة عطاءات بناء جديدة، ولن تعتمد مخططات جديدة تم الانتهاء منها، وستؤجل أعمال أخرى تفترض النشر العلني.

 

وتضيف الصحيفة أن التعليمات بتعليق نشر عطاءات البناء إلى المحافل الميدانية تمت بشكل غير رسمي من خلال مكالمات هاتفية أجراها نتنياهو مع الجهات المختصة شدد فيها على أن هذا ليس تجميدا بل "تعليقا" هدفه عدم إحراج الساسة في ضوء زيارة الرئيس.

 

وتشير معاريف إلى حادثة رمات شلومو، التي وقعت أثناء زيارة جوزيف بايدن -نائب الرئيس الأميركي- قبل ثلاث سنوات، حيث نشرت في حينه خطة البناء في الحي في ذروة الزيارة، الأمر الذي أثار غضب بايدن وأحدث أزمة شديدة في علاقات أوباما ونتنياهو.

 

ومع ذلك أكدت الصحيفة أنه رغم تعليمات نتنياهو فلا ضمانة في أن تطبق بشكل كامل، موضحة أن المحافل ذات العلاقة بالبناء تقول إن العديد من النشاطات تستوجب نشر المراحل في عملية البناء في الصحف أو على الإنترنت.

 

تأشيرات أوروبية

وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون تطالب دول الاتحاد الأوروبي وعددها 22 دولة بتطبيق قانون تأشير البضائع الإسرائيلية المنتجة في المستوطنات.

 

ووصفت معاريف المطالبة بأنها "خطوة أوروبية هامة للتأشير على بضائع يهودا والسامرة" وفق التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية.

 

وقالت إن مطالبة آشتون جاءت من خلال رسالة بعثت إلى وزراء الخارجية الأوروبيين في الثاني والعشرين من الشهر الماضي وحصلت الصحيفة على نصها، موضحة أن آشتون تحدثت عن "الفرض الكامل لتشريعات الاتحاد الأوروبي في كل ما يتعلق بتأشير البضائع في حالة إسرائيل".

 

وتشير الصحيفة إلى أن تأشير البضائع يعبر عن موقف أوسع للاتحاد الأوروبي يرى في المشروع الاستيطاني -بما في ذلك في شرقي القدس- عملا غير قانوني يتعارض والقانون الدولي.

 

تستفزون الأولاد

وكتبت صحيفة هآرتس اليوم أن الأسبوع الأخير كان عاصفا في قسم من الضفة جنوبي القدس، موضحة أن "موت المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات أشعل سلسلة من الاضطرابات طرحت سؤالا عما إذا كنا نقف أمام انتفاضة ثالثة؟".

 

وزار مراسل هآرتس مخيمات للاجئين في منطقة بيت لحم، وهي الدهيشة وعايدة والعروب في محاولة لفحص مزاج الناس. وقالت الصحيفة إنه في الانتفاضات السابقة كانت مخيمات اللاجئين رأس حربة الكفاح ضد إسرائيل، إذ خرج الآلاف إلى المحاور ورجموا الجنود وسيارات المستوطنين بالحجارة.

 

وتشير هآرتس إلى أن الأحاديث عن انتفاضة ثالثة لا تزال سابقة لأوانها، رغم أن حياة سكان المخيمات ترتبط بالنزاع مع إسرائيل، وبدا ذلك من خلال مشاهدات في المخيم نقلت الصحيفة بعضها مثل "مفتاح في مدخل مخيم عايدة، وصور ستة سجناء، وصورة حائط كبيرة عليها خريطة إسرائيل بألوان فلسطين".

 

وتشير هآرتس إلى ما وصفته بخلافات في الرأي بين الكبار والصغار بشأن كيفية التصرف الآن، فكبار السن يعتقدون بأن الأفق الدبلوماسي أهم من المواجهات العنيفة، في حين يسارع الشباب بالمقابل إلى المعركة.

وأشارت إلى خروج شباب المخيمات للمواجهة ورشق الحجارة والزجاجات الحارقة الأسبوع الماضي، فيوم الاثنين شارك الجنود في حادثتين دمويتين، الأولى عندما أطلق قناص "دفدفان" عيار "روجر" 22ملم نحو شاب فلسطيني وأصابه في صدره، والثانية في بيت لحم عندما قامت قوة من لواء كفير بإطلاق عيارات مطاطية نحو ملثمين، أصابت إحداها رأس طفل.

 

وتنقل الصحيفة عن صاحب بقالة قريبة لمخيم عايدة قرب قبة راحيل أن الجنود يستفزون الشباب عبر إطلاق قنابل الغاز بصورة عبثية، فهم يريدون إثارة الأولاد الذين يردون بالحجارة فيطلق الجنود عليهم النار، أي إنهم يريدون دفع الفلسطينيين بالقوة نحو انتفاضة ثالثة.

 

إسرائيل لم تتغير

من جهتها نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قائد المخابرات الفلسطينية السابق توفيق الطيراوي قوله إن الانتفاضة لا تبدأ بشخص واحد أو بحادثة واحدة بل بسلسلة أسباب طويلة. وكان يرد على سؤال مراسل الصحيفة: هل نحن على أعتاب انتفاضة ثالثة؟

 

 

وأضاف الطيراوي أن المستوطنات تمثل السبب الأول، والسياسة الإسرائيلية التي تمنع التفاوض هي السبب الثاني، والسجناء الثالث، أما السبب الرابع فهو السياسة الأميركية. موضحا أن كل موت لسجين فلسطيني "شرارة قد تشعل انتفاضة".

 

وأكد قائد المخابرات السابق أن الأمور تتغير ولكل فترة ما يميزها، أما الشيء الوحيد الذي لم يتغير فهو سياسة حكومات إسرائيل. ويضيف أن الطرف الفلسطيني تغير، فوقتها كانت توجد انتفاضة مسلحة وستكون الآن انتفاضة من نوع مختلف، ولن يوجد استقرار ما بقي الاحتلال مستمرا.

 

وعبر الطيراوي عن غضبه على حكومة إسرائيل وعلى الإدارة الأميركية لأن الفلسطينيين ما زالوا يريدون السلام لكن لا يوجد شريك إسرائيلي، وأشار إلى أن للصراع طرفين، أما الطرف الإسرائيلي فقادر ولا يريد، وأما الطرف الفلسطيني فيريد وليس قادرا.