خبر بيبي وشيلي، رأس صغير.. هآرتس

الساعة 05:26 م|01 مارس 2013

بقلم: يوئيل ماركوس

       (المضمون: بيبي مسؤول عما وصلنا اليه بفضل اعتباراته الذاتية والهامشية. وشيلي هي الاخرى تحمل ذات الرأس الصغير فتعفي نفسها من المسؤولة قبل ان تحل علينا الحرب الاقليمية المتدمرة التي لا أمل لنا فيها في الانتصار - المصدر).

          لا شك يا بيبي انك فعلت ما يكفي من أجل نفسك، في صالح صورتك الرسمية، لبيتك، لزوجتك، لمجدك، لمؤيديك – وحتى لتاجر البوظة الوطني. اقنعت الشعب بانك جدير بولاية ثالثة. من يدري؟ ربما ايضا ولاية رابعة، ولعلك تصبح رئيس الدولة. فقد ضرب بيرس سابقة على العمر المناسب.

          هذه الايام، عندما تكافح في سبيل استمرار حياتك السياسية، فقد حان الوقت لان تفعل شيئا من أجلنا، نحن الشعب، فتجلب لنا تسوية سياسية وتعيد بذلك كرامتنا المهانة في نظر العالم. فلماذا مثلا فكرت بان تؤخر صرف مائة مليون شيكل تعود الى السلطة الفلسطينية فتساهم بذلك في الاشتعال في المناطق. الانتفاضات لا تندلع بسبب تخطيط من قيادة استراتيجية ما. انها تولد وتتغذى بلهيب داخلي، من احساس الفلسطينيين بان "هكذا لا يمكن الاستمرار". الانتفاضة هي الامر الاصغر الذي يمكن أن يحصل لنا. نحن نتحدث عن حرب اقليمية نحن في وسطها، يتصدرها اليمين المتطرف بقيادة بيبي.

          إسأل نفسك، يا بيبي، من أنت حتى تتمكن من استفزاز كل من لا يروق لك. اسأل نفسك لماذا يتعين عليك ان تواصل الحرد مع تركيا. فأنت الذي تسببت بهذه الحادثة الدموية السخيفة. ولن ينقص انش واحد من كرامتك اذا ما انهيت القضية بالخير. اسأل نفسك أيضا لماذا كان يتعين عليك أن تتدخل في صالح المرشح الجمهوري للرئاسة في أمريكا. فلا غرو انك الان تجامل قليلا، ولكن الرئيس اوباما يرد لك المساء بالذات بالحسنى. فهو يأتي بروح المصالحة. وبدلا من ان يحطم لك العظام، يريد أن يساعدك على الوصول الى تسوية. حان وقتك لان ترفع درجة من رئيس وزراء الى زعيم.

          الـ 28 يوما التي خصصت لتشكيل حكومة تنتهي في منتهى السبت القريب. اذا لم يشكل بيبي حكومة فانه سيطلب مهلة اسبوعين اخريين، ينتهيان قبل اربعة ايام من زيارة اوباما. وضع محرج جدا. فإما سيلغي الرئيس زيارته أو يغير نظام السفريات. والحالتان غير مرغوب فيهما. يجدر بالذكر ان الليكود برئاسة بيبي لم يخرج من الانتخابات بانتصار كبير. ولولا الارتباط بليبرمان، فلا ينقص الكثير كي لا يكون بيبي هو أكبر من يدعى الى الرئيس. في هذا الوقت على بيبي أن يتسلق الجدران كي يقود حكومة، فيما أن الاخيار والمعتدلون في الخارج والنواة المسيطرة ستعرقل كل بداية تسوية مع الفلسطينيين.

          اوباما، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام على سلام لم يصنعه، لا يمكنه أن يسمح لنفسه الا يكون في ولايته الثانية مشاركا حتى الرقبة في مشاكل المنطقة. من يعتقد أن الوضع الحالي سيستمر الى ما لا نهاية لا يفهم ما يتطور في العالم. "اقعد ولا تفعل شيئا" لم يعد خيارا معقولا. الان، عندما رأينا طرف شوكة الاضطرابات في المناطق، الخوف هو ليس من انتفاضة بل من حرب أقليمية فتاكة. يكفي أن نرى الاستعدادات التي نقوم بها في مجال الدفاع ضد كل انواع السلاح والصواريخ كي نفهم بان الحديث يدور عن نوع من الحرب لا يمكننا أن ننتصر فيها، وان الخيار الوحيد هو التسوية السياسية. الوضع الراهن لبيبي هدام وخطير على الدولة.

          بيبي مقصوص الجناح لم ينسى شيئا ولم يتعلم شيئا. مع بينيت الاصوليين والليكود المتطرف، فان ضم تسيبي لفني كمسؤولة عن المحادثات مع الفلسطينيين هو بين النكتة والخدعة. اسألوا اولمرت – حسب رأيه مساهمة لفني في محادثاتها الكثيرة مع الفلسطينيين كانت صفرا.

          ولكن خيبة الامل الاكبر، صحيح حتى هذه اللحظة، هي شيلي يحيموفيتش، التي لا تزال عالقة في مشاكل جبنة الكوتيج ولا تبدأ في الفهم بان مكانها في الجبهة السياسية – الامنية داخل الحكومة. عذرها بانها ستدعم الحكومة الخارج حين يأتي السلام لا ينفع حتى كدفع للغيبة. هذه السخافة لم تنجح أبدا. فإما أن تكون في الداخل ضد اليمين او أنك في الخارج تتوه في المعارضة. كيف يمكن لرأس كبير كهذا أن يفكر بشكل صغير كهذا.