خبر المصالحة الفلسطينية حاضرة على طاولة عرفات ومتوقفة عن التنفيذ

الساعة 07:00 ص|01 مارس 2013

غزة - القدس العربي

بعد أن غاب الحديث عن المصالحة الفلسطينية خلال الايام الماضية على اثر المواجهات الشعبية في الضفة الغربية احتجاجا على استشهاد الاسير عرفات جرادات تحت التعذيب في سجون الاحتلال وتضامنا مع الاسرى المضربين عن الطعام، عاد الحديث الخميس عن المصالحة حيث طرح ذلك الملف على طاولة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من خلال انطلاق فعاليات الاجتماع السادس لمجلس امناء مؤسسته التي بدأت صباح الخميس، بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة برئاسة عمرو موسى، وبمشاركة الامين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي، وبحضور عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية والعربية وبحضور حماس لاول مرة.

وشاركت حماس الخميس في اجتماع مجلس امناء مؤسسة ياسر عرفات في القاهرة حيث حضر الدكتور موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كضيف على الدورة السادسة لاجتماعات مجلس امناء المؤسسة لاول مرة، وذلك لتقديم ملخص حول المصالحة الفلسطينية.

واكد ابو مرزوق بشأن النقطة التي وصلت اليها المصالحة الفلسطينية بانه لم يجر لغاية الان الاتفاق على موعد لجولة جديد من المباحثات مع حركة فتح، مرجحا ان يكون لقاء الحركتين قريبا لوضع حد للانقسام على حد قوله.

وكانت حركة حماس طلبت تأجيل لقاء كان مقررا الاربعاء الماضي مع فتح في القاهرة لبحث تشكيل حكومة من المستقلين برئاسة محمود عباس، وذلك بعد انتهاء لجنة الانتخابات من تحديث سجل الناخبين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويدور الحديث في الاروقة السياسية الفلسطينية بان طلب تأجيل لقاء فتح وحماس الذي كان مقررا الاربعاء الماضي لبحث تشكيل حكومة الوفاق الوطني جاء بضغط من قيادة حركة حماس في الضفة الغربية على المكتب السياسي للحركة في الخارج.

وحسب ما يتم تداوله في الصالونات السياسية فان قيادة حماس في الضفة الغربية إتخذت قرارا بذلك بعد الشجار الذي نشب بين عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعزيز الدويك القيادي في حماس ورئيس المجلس التشريعي في الندوة السياسية التي جرت في مقر منظمة التحرير مؤخرا وانتهت بانسحاب الدويك من الندوة في حين اتهمه الاحمد بانه من الذين يعرقلون المصالحة الوطنية.

وفيما استجابت فتح لطلب حماس بتأجيل اللقاء الذي كان مقررا، يجري الحديث بان أبو مرزوق تعرض لضغوط كبيرة من قيادة حماس بالضفة وبمساندة من قطاع غزة لتأجيل اللقاء، وذلك بعد ان رفضت فتح الاستجابة لدعوة الدويك باستبدال الاحمد عن رئاسة وفد فتح للحوار الوطني لانجاز المصالحة.

وفيما انعكست 'طوشة' الدويك والاحمد على سير تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية تشهد الساحة الفلسطينية محاولات لإحتواء الأزمة بين الحركتين وإستكمال جهود المصالحة لتشكيل الحكومة بعد إنتهاء لجنة الانتخابات المركزية من تحديث سجلاتها في قطاع غزة والضفة الغربية.

وفيما تسير المصالحة على وقع اغنية 'بيني وبينك خطوة ونص.. لا بتسلم ولا تبص' بات الشارع يتحدث بأن المصالحة بعيدة المنال وان الذي يجري بين الحين والاخر بالاعلان عن اقتراب موعد تنفيذ المصالحة وبانها باتت قريبة، ولم يبق الا خطوة صغيرة لتطبيقها على الارض، كلها تكون تصريحات للاستهلاك الاعلامي، وبعيدة عن ارض الواقع، ليعود الحديث مجددا الى اتساع الفجوة لكيلومترات بعد ان كانوا على مسافة خطوة ونصف من تنفيذ اتفاق المصالحة.

وفيما يدور الحديث بان هناك لقاءات واجتماعات بين فتح وحماس الا انه الحركتين تشهدان في هذه الايام ادارة ظهر لبعضهم البعض على وقع اغنية 'بيني وبينك خطو ونص.. لا بتسلم ولا تبص' حيث يحاول كل طرف اهمال الاخر بحجة انه الطرف المسؤول عن عرقلة المصالحة الفلسطينية حيث حماس تعتبر بأن الاحمد تطاول على رئيس المجلس التشريعي رمز الشرعية الفلسطينية وبدل ان يعاقب من قبل فتح تم تجديد مبايعته، في حين فتح تتهم حماس بانها تختلق الذرائع لتعطيل تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية لانهاء الانقسام المستمر منذ منتصف عام 2007.

وفي الوقت الذي حرص فيه معظم قادة حركتي فتح وحماس في الاسابيع الماضية على بث روح التفاؤل بشأن اقتراب تنفيذ اتفاق المصالحة تجدد الخميس التراشق الاعلامي بين الحركتين حيث اتهم فيصل أبو شهلا النائب عن كتلة فتح البرلمانية، حركة حماس بالتهرب من استحقاق المصالحة الوطنية الفلسطينية، لما تمر به من 'مشاكل وخلافات داخلية تعطل عجلة المصالحة'.

وقال أبو شهلا في تصريح متلفز إن 'حركتي فتح وحماس اتفقتا على أغلب النقاط في الاجتماعات الأخيرة في القاهرة، وكان من المفترض عقد اجتماع يوم الأربعاء ـ الماضي - للتباحث حول تشكيل حكومة الكفاءات، لكن تفاجأنا بطلب حماس تأجيل اللقاء، من غير أي مبرر'.

وحول الإعلان عن موعد لقاء جديد بين قيادة الحركتين قريبا، قال النائب عن حركة فتح 'إن حركته بانتظار رد حركة حماس لعقد لقاء جديد'.

ومن جهتها اعلنت حماس الخميس بان هناك اطرافا خارجية دخلت على ملف المصالحة وعرقلتها، حيث قال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس:' إن المصالحة الفلسطينية متوقفة بفضل التدخلات الخارجية وحركته لا تتحمل أي مسؤولية في ذلك، بعد ما قدمت في سلسلة من التنازلات من أجل إتمامها، في موافقتها إقامة مهرجان انطلاقة فتح '48' وموافقتها إصدار مرسوم واحد يعلن تشكيل الحكومة وتحديد موعد لإجراء الانتخابات لكن مقابل ذلك طلبنا بأن يتم توفير أجواء من الحرية ووقف الاعتقالات في الضفة الغربية '.

وأضاف أبو زهري خلال لقاء عبر فضائية 'القدس' الخميس بان حركته لا يمكن أن تقبل بالذهاب لانتخابات وأجواء الحريات غير مهيأة ومازالت السلطة تقوم بالاعتقالات في الضفة الغربية بحق كوادرها، متهما فتح بانها تريد انتخابات غير نزيهة لكي تفشل حركته من الفوز في الانتخابات العامة المنتظرة.

وبشأن مطالبة الدكتور عزيز الدويك احد قادة حماس البارزين في الضفة الغربية تنحية الاحمد عن رئاسة وفد فتح للحوار من اجل الاسراع في انجاز المصالحة اوضح ابو زهري بأن حماس لا تشترط بإقالة الأحمد من منصبة لكي يتم تنفيذ المصالحة، منوها الى ان وجود الاحمد على رئاسة وفد فتح للحوار الوطني لا يعطي دفعه إيجابية لإتمام المصالحة.