خبر ايران: العالم يطور عدم اكتراث.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:35 ص|28 فبراير 2013

 

بقلم: بوعز بسموت

(المضمون: لم يكن أي انجاز حقيقي في المحادثات التي تمت بين ايران والقوى الكبرى في كازاخستان – المصدر).

انتهت المحادثات بين ايران والقوى الكبرى في الشأن الذري أمس في مدينة ألماتي في كازاخستان عند النقطة التي بدأت بها. ولم يسجل في الحقيقة أي تقدم منذ تم تجديد المحادثات بين الاعضاء الخمس في مجلس الامن والمانيا وبين ايران في تشرين الاول 2009 في جنيف. وأخذ الامر يبدو على انه "ايران تورز" – أي محادثات تُمكّن المتحادثين من زيارة مدن مختلفة في العالم (جنيف واسطنبول وموسكو وبغداد وألماتي) بدل وضع حد في الحقيقة للجري المجنون نحو القنبلة الذرية.

يتوقع في 18 آذار لقاء آخر بين وفود تقنية في اسطنبول وفي 5 نيسان ستعود الوفود جميعا الى ألماتي. كانت هذه المدينة الكازاخية في العصور الوسطى نقطة مهمة في طريق الحرير. وتحولت في 2013 الى نقطة جد غير مهمة في وقف المشروع الذري الايراني.

إن أكبر انجاز للمحادثات بحسب ما يرى دبلوماسيون اجانب هو اقتراح القوى الكبرى تليين العقوبات الاقتصادية في مقابل خطوات تبني الثقة من الايرانيين. ويبدو هذا هاذيا. فقد تم الكشف عشية المحادثات في كازاخستان عن حقيقتين مقلقتين وهما ان ايران تطور آلات طردها المركزي في نتناز (بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، أما في "ديلي تلغراف" فجاء أنها تطور طريقة اخرى للتوصل الى السلاح الذري بعد ان أظهرت صور اقمار صناعية لأول مرة انه يمكن في الموقع في أراك انتاج بلوتونيوم للقنبلة الذرية.

إن آخر موعظة للبابا أمس هيجت الشبكة العنكبوتية أكثر مما فعلت المحادثات في ألماتي. ولم يؤمن أحد في الحقيقة بأن شيئا ما سيتحرك هناك. ويتحدث الطرفان لكن ايران لا يغطيها اليوم أي تهديد بعملية عسكرية. ولن تؤثر حقيقة ان مجلس الشيوخ الامريكي أجاز أول أمس تعيين تشاك هيغل وزيرا للدفاع في أي أحد في طهران كما يبدو.

إن طلب الغرب هو ان تكف ايران عن تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 في المائة وان تخرج من الدولة مخزونها من اليورانيوم. وقد نقل نفس هذا الطلب الى الايرانيين في جنيف في 2009. وما زال الايرانيون يزعمون ان لهم الحق في تخصيب اليورانيوم وان الامر لا يخضع للتفاوض ألبتة. ففيم يتحادثون في هذه اللقاءات بالضبط؟.

اقترحت القوى الكبرى على ايران في ألماتي اقتراحا ساحرا، كما ظنت. وهو ان ايران تستطيع معاودة الاتجار بالذهب مع المجتمع الدولي ويضاف الى ذلك تخفيفات لحظر تصدير النفط والنشاط المصرفي. ويبدو ان العالم لا يفهم أن آيات الله يرون ان اليورانيوم المخصب أعظم قيمة بكثير اليوم من الذهب. ونقول بالمناسبة إن ايران ردت على المقترحات بالرفض.

كان الايرانيون دائما ذوي قدرة كبيرة على ادارة التفاوض حتى في ايام فارس القديمة. ويجب ان نعترف بأن العالم يساعدهم. خذوا على سبيل المثال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجيه ريفيكوف، الذي كان يرأس الوفد الروسي. فهو يعارض تخفيف العقوبات الى ان تثبت ايران ان برنامجها الذري ليس لاهداف عسكرية لكنه يعارض من جهة اخرى تشديد العقوبات. بل ان ريفيكوف بيّن ان ايران لم تنجح الى الآن في ان تبرهن للعالم على ان مشروعها الذري ليس لاهداف عسكرية، لكنه لا توجد في المقابل ايضا براهين قاطعة على ان المشروع الذري الايراني هو كذاك حقا.

تتحول هذه المحادثات الى محادثات سخيفة، فالايرانيون هم الذين يحددون الايقاع. وكان للايرانيين في ألماتي ايضا لقاءات ثنائية مع الوفود من روسيا (كما كانت الحال دائما) وبريطانيا والمانيا. وكانت المرة الوحيدة التي جلسوا فيها الى الامريكيين وجها لوجه في جنيف ولم تكن مشجعة على نحو خاص ايضا. وكان "الانجاز" الوحيد في المحادثات في كازاخستان انه لم يسجل تفجر للمحادثات. ولماذا يوجد تفجر؟ فكل شيء يجري بحسب المصلحة الايرانية بالضبط. انهم يتحدثون ويتحدثون ويتحدثون.

والشيء المدهش في هذا الامر هو ان القوى الكبرى جاءت بلا توقعات كثيرة. فالجميع يدركون ان طهران لا تستطيع حتى الانتخابات في حزيران في ايران ان تُظهر مرونة لاسباب انتخابية. والفكرة هي انه لن يوجد فراغ من اجل بقاء الباب مفتوحا دائما. ويرى الايرانيون ان البرنامج الذري هو شهادة تأمين لبقاء النظام ايضا. فما العجب اذا من ان تقول ايران لا للقوى الكبرى ولا للوكالة الدولية للطاقة الذرية؟.

في هذا الايقاع سنستيقظ ذات صباح كما استيقظنا مع القنبلة الذرية الباكستانية أو الكورية الشمالية بالضبط، وفيمَ نتحادث آنذاك؟ أفي المواقع الجميلة في ألماتي؟.