خبر خبير عسكري مصري: « سرايا القدس » تُدرك نقاط « الضعف والمقْتَلْ » التي يخشاها العدو

الساعة 12:11 م|27 فبراير 2013

غزة (حديث خاص)

أكد الخبير العسكري المصري اللواء "طلعت مسلم" أن أذرع المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة  أضحت تعتمد في حربها مع جيش الاحتلال على نظرية "التركيز البؤري لنقاط ضعف العدو" التي يخشاها، وباتت تحشد الوسائل والمعدات العسكرية اللازمة التي تُمكن لها في معارك قادمة، وتلحق الهزائم والثغرات في جبهة العدو.

وأوضح الخبير مسلم في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن الأذرع العسكرية للمقاومة أصبحت تتسم (بشكل كبير) بالتنظيم والإعداد الجيد من ناحية (الخطط التكتيكية بحالتي"الهجوم والدفاع" - والتدريب العسكري بشقيه "البدني – والروحي" الذي يعتمد على عقيدة راسخة وثابتة لديهم). 

 

ذكاء عسكري خارق

وقال الخبير مسلم :"خلال جولة الصراع الأخيرة "الأيام الثمانية" الملاحِظ لأداء المقاومة يستنتج أنها بدت تتمتع بالذكاء العسكري الخارق والمتناهي عن سابقتها من المعارك والجولات، وظهر ذلك جلياً في اللحظات الأولى من المعركة حيث استطاعت المقاومة امتصاص الضربة رغم كُبر حجمها -(اغتيال الجعبري)". 

وأضاف :"المقاومة استطاعت من خلال الضربة الأولى واستيعابها لها وعدم انجرارها وراء ردة الفعل المقاوم الغير محسوب والغير مدروس إيصال رسالة للعدو الإسرائيلي أننا يحكمنا العمل المنظم والإعداد الجيد الكفيل بتحقيق النصر، وإفشال توقعاته بتخبط المقاومة العشوائي". 

وأكد الخبير العسكري أن المقاومة خرجت من الجولة الأخيرة "منتصرة" وذلك بقرائن واضحة منها فرض إملاءاتها على العدو الإسرائيلي، وإجباره على وقف عدوانه، واستمرارها بإطلاق الصواريخ المطورة بكثافة عالية ومركزة على المدن والبلدات الإسرائيلية الحساسة من بينها "تل الربيع" و"القدس المحتلة"، إضافة لانتزاع حقوق جديدة لم تكن متاحة لها في وقت سابق. 

وأوضح أن الجولة الأخيرة منحت جنود المقاومة "الثقة العسكرية" بقدرتهم على تحقيق انتصارات قادمة، كما أهدت إلى المقاومة بعض الجوانب الفنية التي أصابها الخلل "لوجستي وفني"، مع الأخذ بالاعتبار استخدامها لمعدات عسكرية لأول مرة مشيراً أن المقاومة ستتخطاها بجوالات ومعارك أخرى. 

وأشار مسلم أن المقاومة بالرغم من تحقيقها لعنصر المفاجأة بالحرب الأخيرة عن طريق إدهاش العدو بالصواريخ والمعدات المتطورة إلا أنها مازالت تمتلك مفاجئات لن يتوقعها العدو، لافتاً أن المعارك القادمة ستدشن لمراحل جديدة من الصراع مع العدو. 

ولفت اللواء المتقاعد مسلم أن "سرايا القدس" إلى جانب فصائل المقاومة استخدمت المخزون الصاروخي لديهم بحنكة "إستراتيجية" خوفاً من استمرار المعركة لأشهر عدة، حيث قال :"المقاومة استطاعت أن تتعامل مع قصف البلدات الإسرائيلية بشكل مخطط ووفق أعداد مدروسة خشية لاستمرار المعركة". 

 

اختراق بيانات الجيش

وأكد الخبير مسلم أن اختراق جهاز الاستخبارات التابع لـ"سرايا القدس" لقاعدة بيانات وأرقام هواتف لآلاف الجنود الإسرائيليين يعتبر نقلة نوعية تقنية وتكنولوجية على صعيد العمل المقاوم في الأراضي الفلسطينية. 

وأوضح أن "السرايا" تعاملت مع البيانات المخترقة للجيش الإسرائيلي من ناحية توقيت النشر، ودفعات الأسماء، وإرسال الرسائل التهديدية لهم بالصيغة "المرعبة" بشكل دقيق يؤثر ولا يتأثر، ويزيد من وقعه النفسي على الجندي الإسرائيلي. 

 وكانت سرايا القدس قد نشرب أثناء الحرب الأخيرة "السماء الزرقاء" ملفات وبيانات للضباط وجنود إسرائيليين، تتضمن بيانات جديدة دقيقة حول أعمالهم ورتبهم العسكرية وأرقام هواتفهم، وعلى إثرها قام الجهاز الاستخباراتي التابع لـ"السرايا" بإرسال رسائل تحذيرية للجنود عبر الهواتف خلال المعركة كتب فيها :"سنحول قطاع غزة إلى مقبرة لكم وتل أبيب كتلة لهب"، واعترف الاحتلال في حينها بقدرة "السرايا" على اختراقه.

 وقال مسلم :"نشر بيانات الجنود الصهاينة يأتي في إطار الحرب النفسية التي شنتها المقاومة عليه، حيث ادخل الوهم والضعف والخور على الجنود وحطم أسطورة السرية التي تكتنف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وبعث رسالة إلى الجنود والضباط أنهم مكشفون لدى المقاومة الفلسطينية، وأدى ذلك إلى ترويع الجمهور الإسرائيلي الذي أدرك في حينها أن الجندي لم يستطع حماية نفسه فكيف بحاله". 

وأشاد مسلم بالتقنية والتكنولوجيا التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية مشيراً (إعجابه بالعملية) انه ليس من السهل اختراق قواعد بيانات عسكرية بهذا الشكل!!. 

ودعا المقاومة إلى الاهتمام بالمجالات التقنية التكنولوجيا في محاربة العدو الإسرائيلي، واصفاً إياه بـ"إحدى ركائز الحرب النفسية". 

واعتبر مسلم الاختراق لبيانات الجنود بـ"العملية النوعية" التي أوجعت العدو وإصابته في مقْتلْ. 

 

قناص عيار (12.7) ملم

وأكد الخبير مسلم أن امتلاك جنود "سرايا القدس" والمقاومة الفلسطينية لسلاح القنص من عيار 12.7 إنجاز عسكري، ووقت عرضه والإعلان عنه موفق.

وتحدث مسلم بإسهاب حول مميزات وقدرات قناص عيار (12.7) حيث قال :"سلاح القنص عيار 12.7  صناعة روسية، ويعتبر من فصيل القناصة "بعيدة المدى" التي تستطيع قنص العدو وإصابته بمقتل عن بعد 2.5 كيلو متر، كما أنه من مميزاته انه خارق للدروع لقوة الطلقة وقوة "السبطانة" التي يتميز بها السلاح، ورجال الخاصة للجيوش الأمريكية تفضل تلك النوعية من فصيلة الأسلحة القناصة".

وأضاف :"العدو في أي المعارك أكثر ما يخشاه هو سلاح القنص نظراً لصعوبة كشفه وتمكن القناصة من إصابة هدفه، وسهولة إخفاءه في حرب الشوارع، وسهولة تنقل حامله، وانخفاض صوته وبعده عن جبهات العدو يساهم في تقليل الخسائر في صفوف مستخدميه".

وأوضح مسلم أن العدو الإسرائيلي يخشى قناصة المقاومة الفلسطينية، نظراً لامتلاكها أسلحة قنص متطورة قادرة في بعض الأحيان لاصطياده من أطراف مدينة غزة إلى داخل حدوده ومواقعه.

يذكر أن وحدة القناصة التابعة لـ"سرايا القدس" استعرضت خلال مناورة عسكرية جنوب القطاع سلاح قنص من عيار 12.7 ملم.

 وتوقع الخبير مسلم في حال شن العدو الإسرائيلي عدواناً برياً على قطاع غزة أن تُسقط قناصة المقاومة عشرات القتلى في صفوفه.

وأشار أن "سرايا القدس" أصبحت تتسم بالتركيز البؤري على نقاط الضعف والخور التي تؤثر ويخشاها العدو الإسرائيلي باعتراف عدد من قادتهم.

وأوصى الخبير "سرايا القدس" والمقاومة بضرورة تكثيف التدريبات العسكرية على سلاح القناصة، وضرورة جلب المزيد من تلك القطع التي وصفها بـ"المؤثرة والموجعة" للعدو.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» "العبرية" ذكرت أن الجيش الصهيوني عبّر عن قلقه الحاد من تكرار عمليات القنص على الحدود مع قطاع غزة، مشيرة إلى أن عمليات القنص استهدفت قوات تابعة لجيش العدو على الحدود ومزارعين «إسرائيليين» في مستوطنات الجنوب.

وتوجه الخبير العسكري في نهاية حديثه بنصائح عدة للمقاومة منها استغلال الأخيرة لفترة الهدوء بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي -والتي يشهدها القطاع عقب انتصار المقاومة في حرب الأيام الثمانية- بالتدريب والتطوير والإعداد.

ونبه الخبير المقاومة إلى ضرورة سد الثغرات "الفنية العسكرية" التي وقعت خلال حرب الأيام الثمانية، والاهتمام بالجوانب التكنولوجيا في شن الحرب النفسية على العدو الإسرائيلي.