خبر أمن السرايا: مواقع التواصل الاجتماعي بيئة الكترونية خصبة للموساد الصهيوني

الساعة 10:36 ص|27 فبراير 2013

غزة - الإعلام الحربي

يغزوا موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" العالم بحيث أوجد واقعاً يصعب السيطرة عليه مما يدق بقوة ناقوس الخطر على النسيج الاجتماعي والأمن المعلوماتي للجماعات والأفراد.

ويعد موقع الفيس بوك أهم مجتمع افتراضي على الانترنت, والعلة تكمن بالتغلغل الاستخباراتي فيه من قبل أجهزة المخابرات والاستخبارات العالمية وفي مقدمتها أجهزة أمن العدو الصهيوني التي تبذل جهوداً حثيثة لجمع أكبر كم ممكن من المعلومات المتعلقة بالمقاومة ونشاطاتها.

ولتسليط الضوء أكثر على المخاطر الأمنية لمواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها "الفيس بوك" و "تويتر", استضاف موقع "الإعلام الحربي" "أبو حذيفة" أحد قادة جهاز أمن سرايا القدس, والذي بدوره أكد على أن مواقع التواصل الاجتماعي تعد بيئة الكترونية خصبة للموساد الصهيوني الذي يتابع ويدقق ببيانات ومعلومات الأعضاء والمشاركين.

وقال: "الفيس بوك مجال لسرقة المعلومات, حيث ان إدارته تقوم بطرح المعلومات التي تتعلق بالأعضاء بشكل علني ومجاني على محركات البحث مثل جوجل وياهو بهدف بناء دليل الكتروني عالمي يحتوي على أكبر عدد من المعلومات الشخصية سواء سير ذاتية أو أرقام هواتف, مما يسهل الحصول عليها من قبل أي شخص يقوم بالبحث عنها".

وأضاف أبو حذيفة: "ويتجاهل الفيس بوك خصوصية أعضائه ويستغل صورهم وبياناتهم ونشاطاتهم الاجتماعية ويبيعها لشركات تسويق عالمية, كما يقوم بتتبع نشاطات الأعضاء في المجموعات والمدونات, كما هو أرض خصبة لدراسة توجهات الشعوب العربية والإسلامية من قبل أجهزة المخابرات المعادية".

وحذر القائد في جهاز أمن السرايا من أن الفيس بوك تحول إلى وكر للعملاء, لافتاً إلى أن الصحف الصهيونية تتحدث باستمرار عن مشاكل العرب وعن أدق تفاصيلهم وتفاصيل القرى التي لم يكن يعرفها الكيان الصهيوني, وهذا لان المعلومات تنتقيها بشدة وواقعية من مواقع الدردشة التي يدخلها العرب بالآلاف يومياً ويفضفضون عبرها عن مشاكلهم وهمومهم والتي تنقل للجهات المختصة بالكيان لدراستها وتحليلها, فالحرب تحتمل كل الوسائل.

ونوه أبو حذيفة إلى أن الموساد الصهيوني يستخدم أسلوب الابتزاز مع بعض مستخدمي الفيس بوك من اجل الحصول على معلومات تخص المقاومة مستغلاً في بعض الأحيان الحاجة المالية للناس, ويقع في هذا الخف الجهلة وضعفاء الأنفس.

وأوضح أن رجال الموساد الصهيوني يدخلون الفيس بوك بأسماء مختلفة ويدرسون شخصيات المشاركين ويدخلون عليهم من خلال التحليل والتدقيق في شخصياتهم, وعندما يجدون صعوبة في الإقناع من الممكن أن يستخدموا أسلوب التهديد والوعيد.

وأظهر أبو حذيفة لـ"الإعلام الحربي" نص رسالة كتبها  صاحب أحد الصفحات على الفيس تعرض للابتزاز ومضمونها (تنويه هام وعاجل..نود إعلامكم بالآتي والذي حدث معنا هذا اليوم وقبل ساعة من الان..حيث تمت إضافة اميل الشبكة من قبل ما تسمى (وحدة المتابعة والاتصال) التابعة للموساد الصهيوني وقد طلبت التعاون بين إدارة الشبكة وهذه الجهات الحقيرة لكي يتم تزويدها بالمعلومات التي تخص المقاومة وقد عرضت علينا مبلغ 3000 شيكل لكل معلومة عن المقاومة وقد حدثت مشادة كلامية كبيرة واصبح القتال على العقيدة بيننا وبينهم وعندما يأسو من الذي أمامهم لأننا نفوس لا تنحني الا لله الواحد الاحد لجئو لأسلوب التهديد).

وشدد على أن جهاز أمن سرايا القدس رصد عشرات المحاولات للابتزاز والتجنيد لشبان وفتيات عبر الفيس بوك مستغلين قلة الوعي الأمني والأخلاقي لعدد من الشباب الذي رضي لنفسه التعرف على غير المحارم ثم وجد نفسه /نفسها بين براثن العدو ، مستغلا بعض الزلات  وما أكثرها والتي صدرت عن الشاب أو الفتاة في الموقع أو خارجه بعد أن تطورت عملية التعارف . 

ونبه أبو حذيفة إلى أن الكثير من مشتركي الفيس بوك يتعرضون لعمليات نصب واحتيال من خلال رسائل تصلهم بأنهم سيربحوا مبالغ مالية, موضحاً أن هذه العملية تمر بثلاث مراحل وهي أن يضع المشترك لايك لعدد من الصفحات دون علم مسبق عن ماهية هذه الصفحات !وقد لا تحسب هذه الخطوة بالأهمية كونه شخص مغرر به !!, وثانياً ان ينشر المشترك المحتوى عبر تعليق أو مشاركة و الهدف من وراء ذلك دعوة أكبر عدد من المستخدمين من خلاله،  حيث يتحول الشخص من مغرر به إلى شخص مخادع يقوم بالكذب انه ربح كذا وكذا من هذه الصفحة الدعائية, وثالثاً يُطلب منه أن يقوم بتحميل برنامج أو تحميل ملف أو وضع الاسم وربما البريد وكلمة والمرور, ويكون البرنامج عبارة عن ملف تروجان يسَهّل اخترق حاسوبه وسحب الملفات الهامة منه.

وقال " كما أن هناك شركات عسكرية عالمية طورت برامج لمراقبة ومتابعة الأفراد المشاركين في الفيس بوك, في تطور لافت في عالم الجاسوسة الحديث, موضحاً أن ، إن شركة “رايثون” Raytheon  تمكنت من إنتاج برنامج قادر على جمع كميات كبيرة من المعلومات عن الأفراد من خلال موقعي “فيسبوك” و”تويتر”، وغيرهما من شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت".

وأضاف "يستطيع برنامج "ريوت" التجسس والتقاط كميات كبيرة من صور الحياة الشخصية للأفراد وأصدقائهم، والأماكن التي زاروها، كما يستفيد البرنامج من خاصية تحديد أماكن المستخدمين بواسطة الخرائط المرفقة في شبكات التواصل الاجتماعي. كما لدى البرنامج قدرة على تحديد الأماكن التي تم التقاط الصور فيها بشكل تلقائي حتى لو لم يكن مكتوباً ذلك من قبل الشخص صاحب الصورة".

 

وأوضح أبو حذيفة أن العدو الصهيوني يستطيع دراسة حياة المشاركين عبر الفيس بوك من خلال عدة أمور وهي:

• معرفة الساعات التي يجلس فيها على الموقع وبالتالي معرفة نمط حياته.

• تحديد الأماكن التي يجلس فيها.

• محاولة معرفة الهيكلية التنظيمية من خلال معرفة سلسلة الأصدقاء.

• التعرف على الأجهزة التي يستخدمها الأخ ومحاولة اختراقها وسرقة ما فيها من معلومات.

• الحصول على صور حديثة للمستهدف.

• محاولة الحصول على بعض المعلومات عبر الاستدراج من ضباط المخابرات الموجودين على هيئة أصدقاء عاديين .

• محاولة جر الأخ لصداقة فتيات وبالتالي الحصول على نقطة ضعف لديه, يتم من خلالها ابتزازه للانجرار في وحل العمالة.

 

وبين جهاز أمن سرايا القدس أن هناك عدة حلول يمكن من خلالها تفادي إجراء دراسة من قبل رجال الموساد الصهيوني والعملاء لشخصيات المشاركين عبر الفيس بوك وخاصة المقاومين منهم وهي:

• الفيس بوك قد يعتبر من أهم وسائل نشر الدعوة وفكر المقاومة لذا يجب عدم إغفال أهميته  ، لكن المعلومات يجب أن تكون في الإطار العام.

• قائمة الأصدقاء يجب أن تتنوع لكي لا تعبر عن هيكلية تنظيمية.

• عدم الانجرار وراء عناوين زائفة براقة وكن متحفظ في الانضمام للمجموعات .

• الحذر من قبول طلبات صداقة من فتيات .

• حينما تلمح تتابع طلبات الصداقة بصور فتيات بصور متكررة  فاعلم أنك متابع من قبل جهات استخبارتية.

• الامتناع عن الاشتراك في الموقع للإخوة أصحاب المهام الجهادية الخاصة لتلافي التعقب وكشف المعلومات.

• تخصيص النشاط الاجتماعي: اذا كان المشارك ممن يشاركون معلوماتهم الشخصية على فيس بوك ويود تأمينها فعليه أن يقوم بتخصيص نشاطه الاجتماعي احترافياً، فليقسم أصدقائه إلى مجموعات (العائلة – الأقرباء – الأصدقاء المقربين – الأصدقاء غير المقربين)، فتلك هي الخطوة الأولى. ثم يبدأ بتخصيص المحتوى قبل إضافته فمثلاً إن أراد نشر صور شخصية حدد نشرها إلى العائلة والأقرباء والأصدقاء المقربين ولا ينشرها إلى مجموعة الأصدقاء غير المقربين، وفيما يتعلق بالمعلومات الشخصية مثل محل الإقامة وغيرها يمكنك أيضاً فعل الأمر ذاته.

• استخدم برامج مكافحة التجسس: يجعلك الإنترنت على اتصال دائم بالعالم الخارجي بحلوه ومره، فبجانب الأقارب والأصدقاء هناك مخترقون يسعون بهدف أو بدون هدف للحصول على معلومات تتعلق بك، لذا يجب استعمال برامج مكافحة التجسس والتي تقوم باكتشاف وإيقاف أي ملف أو برنامج تجسس يصل إلى الحاسوب الشخصي، ويسمح اتصالك بالانترنت بنقل المعلومات المتعلقة بك من خلاله .

وفي ختام حديثه المطول أكد أبو حذيفة على أن الفيس بوك أصبح واقعاً يصعب السيطرة عليه في ظل التطور اللافت فيه على كافة المستويات, محذراً المقاومين من وضع صورهم وأسمائهم الحقيقية وبياناتهم الصحيحة عبره لان هذا يسهل عمل رجال الموساد الصهيوني الذين يعدون خبراء في مجال علم النفس ودراسة الشخصيات.

وشدد على أن جهاز أمن سرايا القدس يمتلك وحدة الكترونية تراقب وتتابع باستمرار صفحات الفيس بوك, وتضع نقاط على كل أمر خارج عن المألوف, مشيراً الى إن أمن السرايا يصدر دوما نشرات تحذيرية وتثقيفة للمجاهدين حول المشاكل الأمنية وحلولها بما فيها مخاطر الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي.