خبر الفلسطينيون مرة اخرى يفوتون الفرصة - معاريف

الساعة 10:05 ص|27 فبراير 2013

ترجمة خاصة

الفلسطينيون مرة اخرى يفوتون الفرصة - معاريف

بقلم: بن - درور يميني

 (المضمون: اذا كان الفلسطينيون يختارون العنف فان اسرائيل لن تؤيد التصالح. هكذا بحيث ان الانتفاضة لا تختلف عن الارهاب. وهي لا تحث اي سلام. بل تجعله فقط اكثر بعدا بكثير - المصدر).

1. خمسة عشر شابا، أغلب الظن، هاجموا شابا عربيا في تل أبيب، فقط لانه عربي. مثل هذه الاحداث سبق أن حصلت. كانت عملية فتك في شارع يافا في القدس، وضد تسعة فتيان رفعت لوائح اتهام. كانت حالة اخرى في صفد. كانت عربدة عنيفة لشباب في التجمع التجاري في القدس. ومظاهر العنصرية هذه قد تستمر.

لنفكر في حدث مشابه في باريس. عشرة مسلمين يهجمون على شاب يهودي، ويضربونه بوحشية. لقد سبق لهذا أن حصل. هؤلاء الزعران توجد لهم "مبررات". فقد رأوا في التلفزيون مقاطع ظهر فيها جنود اسرائيليون يمسون بفلسطيني. وقد شعروا بالحاجة الى الرد.

هل الغضب الاصيل يبرر هجوما أزعر؟ بالتأكيد لا. الكراهية هي كراهية. يكاد لا يكون هناك اي مجال للمقارنة. توجد مناطق في مدن مركزية في اوروبا من الافضل فيها عدم السير مع علائم تشخيص مثل القبعة الدينية. لان الخطر يكمن في الزاوية. ولكن شابا عربيا لا يأخذ أي مخاطرة عندما يتجول في حي يهودي. غير انه احيانا لا حاجة الى المقارنات العددية. حقيقة أن هذه السنة شهدنا ثلاثة احداث كهذه يجب أن تشعل الكثير جدا من الاضواء الحمراء. لا مغفرة. لا تسامح. لا تفهم. ما هو مكروه علينا، رجاء لا تفعلوه للاخرين. هذه هي اليهودية كلها على ساق واحدة، ومن يخرق هذه القاعدة هو مناهض لليهود، حتى قبل أن يكون مناهضا للعرب.

2. في الانتخابات الاخيرة توجهت اسرائيل نحو الوسط. مئات الالاف نقلوا التصويت من معسكر اليمين الى معسكر الوسط. الموضوع السياسي لم يكن الاعتبار المركزي. ولكنه كان هناك. بمعنى، خلافا للاسطورة المدينية السائدة في مطارحنا، مسيرة التغيير لدى الاسرائيليين لا تحتاج الى أي عنف فلسطيني. والانتفاضة التي قد تندلع ستغير الاتجاه. ستعيد بعضا من الاسرائيليين الى اليمين. لانه اذا كان الفلسطينيون يختارون العنف فان اسرائيل لن تؤيد التصالح. هكذا بحيث ان الانتفاضة لا تختلف عن الارهاب. وهي لا تحث اي سلام. بل تجعله فقط اكثر بعدا بكثير.

المشكلة هي ان الكثيرين، الكثيرين جدا، بمن فيهم رئيس الدولة شمعون بيرس، منحوا في السنة الاخيرة مبررا لاندلاع متجدد للانتفاضة. فقد اتهموا الجمود السياسي، وفي واقع الامر نتنياهو. إذ انه كان ابو مازن هو الذي طرح شروطا مسبقة. وابو مازن هذا هو نفسه الذي رفض عرض اولمرت.

ورغم ذلك، فان الانتخابات غيرت شيئا ما. الرئيس الامريكي يأتي. توجد مؤشرات على أنه ربما يحصل مع ذلك شيء ما هنا، بعد اقامة حكومة جديدة ليست يمينية واصولية طاهرة. وعلى الرغم من ذلك، ففي هذا التوقيت بالذات يختار الفلسطينيون التوجه الى العنف. هكذا بحيث أنه يجدر بنا أن نتذكر الترتيب الحقيقي للوقائع: ليس الجمود هو الذي قد يؤدي الى الانتفاضة. انه الرفض الفلسطيني الذي يطرح شروطا مسبقة ويتوجه الى العنف، بالذات عندما يكون ائتلاف اكثر اعتدالا بقليل يوشك على ان يتشكل في اسرائيل.

3. في اسرائيل ينطلق تنفس للصعداء في أن أيا من الفيلمين المرشحين للاوسكار لم ينل الجائزة. الفيلمان حصلا على مساعدة من اسرائيل الرسمية. من اللحظة التي علم بها بترشيحهما، بدأ السينمائيون المرتبطون بالفيلمين يتنكرون لكل صلة باسرائيل. فقد اعتقدوا بان هذا هو ما ينجح اليوم في العالم الثقافي، وفي الولايات المتحدة ايضا.

هذه المرة لم ينجحوا. الافلام الانتقادية جديرة بالتمويل. حتى وان كانت انتقادية جدا شريطة ألا تكون تجتاز خطا أحمر ما، حان الوقت لان يبدأ احد ما هناك، في المؤسسات الثقافية، برسمه. فليس معروفا عن أنه باسم حرية التعبير تمول الولايات المتحدة افلام مايكل مور.

حرية الابداع ليست واجبة التمويل. وعندنا يتشوشون بين الامرين. المشكلة المركزية ليست في أنه توجد أفلام انتقادية، حتى بتمويل جماهيري. المشكلة هي في أنه في السياق السياسي، هذه هي الافلام الوحيدة التي تحظى بالتمويل. في وضع تزدهر فيه الاكاذيب ضد اسرائيل ("الدولة الاخطر على سلام العالم"، "دولة أبرتهايد"، "دولة عنصرية")، على اسرائيل أن تدلي بنصيبها في دحض الاكاذيب – وليس في نشرها.

هام بالتأكيد أن يصبح قادة المخابرات السابقون محذرين ضد السياسة الاسرائيلية. المشكلة هي أن الانتقاد الشرعي يستغل لغرض انتقاد جد غير شرعي في العالم الواسع. لا توجد هنا اي مساعدة للسلام أو لانهاء الاحتلال او لتقدم حقوق الانسان. النتيجة هي وحدة فقط: تعزيز الرفض الفلسطيني.