خبر تنازلات مقابل الذرة: اجراء فارغ - اسرائيل اليوم

الساعة 09:43 ص|27 فبراير 2013

ترجمة خاصة

تنازلات مقابل الذرة: اجراء فارغ - اسرائيل اليوم

بقلم: زلمان شوفال

(المضمون: ينبغي عدم الربط بين القضيتين الفلسطينية والايرانية من اجل الضغط على اسرائيل لتقديم تنازلات للفلسطينيين - المصدر).

"ان صيغة التفاهم بين اوباما ونتنياهو بسيطة"، قال لي زعيم يهودي امريكي مشهور (وهو جمهوري) عند زيارتي لنيويورك في الاسبوع الماضي: "الحرب والسلام"، أي حرب امريكية لايران مقابل سلام اسرائيل مع الفلسطينيين. لكن هذه الصيغة مثل صيغ سحرية متحذلقة كثيرة ليست سوى ايهام فارغ.

ان أحد الفروض الأساسية للاقتراح المذكور آنفا هو ان فض جهد ايران الذري هو مصلحة لاسرائيل وحدها ولذلك فان عملية عسكرية للولايات المتحدة على الايرانيين ستكون في الحقيقة "جيدة" لاسرائيل، ويجب على هذه من جهتها ان تلتزم "الدفع" بعملة تنازلات للفلسطينيين. لكن التحليل والمنطق الموجودين في أساس هذا الفرض يعوزهما كل منطق سياسي حقيقي لأن الولايات المتحدة يسودها اليوم جو عام يعارض العمليات العسكرية وراء البحار. بحيث إن تعريف الجهد الذري الايراني فقط بأنه تهديد لمصالح الولايات المتحدة نفسها الحيوية قد يحث الادارة الامريكية على الخروج للحرب. وقد يكون في مجلس النواب بل في ادارة اوباما الجديدة من يؤيدون ذلك لكنه لن يعوزنا في مقابلهم من سيحاولون بما أوتوا من قوة ان يؤثروا في الرئيس في الاتجاه العكسي. ونقول بعبارة اخرى انه يجب ان يكون واضحا انه اذا لم تصبح واشنطن مقتنعة بأن القنبلة الذرية في أيدي آيات الله ستعرضها مباشرة للخطر وتعرض مصالحها الحيوية للخطر – وإن لم تبنِ اسرائيل بيتا آخر واحدا في القدس وتنقل الى أبو مازن السيطرة على الحائط الغربي – فان القاذفات الامريكية لن تقلع مع الفجر.

ينبغي ان نأمل ان يتم في المحادثات المتوقعة في الشهر القادم في القدس بين الرئيسين بحث موضوع التهديد الايراني (الذي يتقدم بايقاع حثيث الى نقطة اللاعودة بحسب التقارير الاخيرة للوكالة الذرية الدولية) في ذاته لا باعتباره جزءا من "صفقة" غير حقيقية. ولن نتحدث عن انه لا يوجد تطابق أصلا بين الجداول الزمنية لعناصرها: فوقف الجري الايراني نحو القنبلة تحدٍ لاشهر أو ربما لاسابيع أما حل المشكلة الفلسطينية فهو في أحسن الحالات أمر يحتاج الى سنين طويلة.

إن العيب الآخر والذي قد يكون الأساسي ايضا في هذه الصيغة الباطلة هو بالطبع انه لا توجد أية علامة على ان الفلسطينيين ينوون التخلي عن استراتيجيتهم التي أساسها الامتناع عن أي تفاوض حقيقي الى مطالب وشروط مع اسرائيل والاستمرار مقابل ذلك في اعمال التضليل وصرف الانتباه التي ترمي الى الحظوة باعتراف دولي دون حاجة الى تنازلات ومصالحات من جهتهم ومنها الاعتراف بوجود اسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي (ونقول بالمناسبة انه لا يوجد في هذا الشأن ولم يوجد في الماضي ايضا فروق حقيقية بين بنيامين نتنياهو وتسيبي لفني). وينبغي ان نفترض ان يعرض رئيس الوزراء حقا على الرئيس الامريكي مقترحات عملية محددة في الشأن الفلسطيني وهذا جيد لكن لا يجوز ان نوافق ولو افتراضيا على ربط مزيف بين المسألة الفلسطينية والقضية الذرية الايرانية.

أين يجب ان يوجد رابط؟ بين التطورات السياسية والامنية المقلقة في منطقتنا ومنها تهديد ايران الذي أخذ يزداد – وفي الشأن الفلسطيني ايضا – وبين جهود بنيامين نتنياهو ليشكل في فترة زمنية عاجلة حكومة وطنية واسعة قدر المستطاع. يمكن ان نفهم ان ساسة جددا أصبح يُخيل اليهم فجأة أنهم صاروا "عظماء" يستخدمون احيانا حيلا كان يشمئز منها البالغون الأكثر مسؤولية منهم، لكن يوجد حد. يجب على هؤلاء الرفاق ان يدركوا ان السياسة ليست مسألة حيل وخدع فقط أو عناوين في الصحف بل هي حمل لعبء المسؤولية التي ألقاها الجمهور عليهم.

كان يمكن ان نتوقع من البيت اليهودي سلوكا أكثر مسؤولية ورسمية، في حين يوجد شك في حانوت الخليط السياسي المسمى "يوجد مستقبل". يفضل نتنياهو حكومة واسعة لا لأن نتائج الانتخابات التمهيدية في الليكود توجب ذلك فقط بل بسبب الموضوعات الصعبة التي يتوقع ان تواجهها اسرائيل في السنوات القادمة. لكنه توجد نقطة زمنية لا تستطيع القيادة ذات المسؤولية ان تنتظر بعدها انشاء الحكومة الجديدة حتى لو كانت ضيقة جدا – وآنذاك قد يتبين لحركة يوجد مستقبل فجأة ان المستقبل قد أصبح من ورائها.