خبر الكذب في فترة الخطوبة.. بداية طريق قد لا تنتهي إلا في أروقة المحاكم!!

الساعة 05:32 م|26 فبراير 2013

غزة - (خاص)

لا شك أن فترة الخطوبة هي فترة ذهبية لكل من الشاب و الفتاة، وهي بمثابة فرصة للتخطيط للحياة الأسرية القادمة، و وضع خطوط حمراء لكل ما يحب ويكره كل منهما.

و رغم أهمية فترة الخطوبة لكلا الطرفين، إلا أنها تحولت في حياة بعض الشباب والفتيات إلى فترة من النفاق وعدم الوضوح، فيسعى كل طرف جاهداً لأن يظهر أجمل ما عنده من وعود، وتصرفات، وشكل جميل، و تقديم الهدايا، و لكن سرعان ما تنكشف الحقيقة بعد الزواج وتظهر العيوب والسلبيات التي تم إخفائها عن عمد أثناء الخطبة، الأمر الذي يثير الكثير من المشكلات الأسرية التي قد لا تنتهي في أغلب الأحيان الا في اروقة المحاكم.

مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" حاولت تسليط الضوء على هذه المشكلة، و خصوصاً ان نسبة القضايا الاسرية و التي تصل في اغلبها الى الطلاق ترتفع في كل يوم في قطاع غزة.

"آيات"، 23 عاماً من سكان دير البلح وسط قطاع غزة تحدثت عن تجربتها لمراسلتنا قائلة: "لقد عشت طفولتي و فترة دراستي بالجامعة مدللة في بيت اهلي، أو كما يقولون بالبلدي " بنت عز"، و لم يجعلني والدي في أي يوم احتاج لاطلب منه حتى مصروفي"، و عندما خطبت لزوجي، امضيت فترة خطوبة رسم لي خلالها حياة وردية ملؤها السعادة و الترف".

و تابعت تقول: " قال لي خطيبي في حينها بأنه يمتلك شقة خاصة مجهزة بأثاث كامل، و قال بأنه يعمل براتب اساسي قيمته "3000" شيكل أي حوالي 800" $"، و قبل الفرح باسبوع ذهبت في زيارة الى بيته وجدت أن الشقة التي تحدث عنها غرفتين من "الزينكو" بنيت على سطح منزل والديه، و ان المنزل خال من أي أثاث سوى غرفة النوم التي جهزها للزواج، أما المطبخ فلم يكن فيه أي أدوات".

و تضيف آيات بالقول: " بعد الزواج لم يكن زوجي يحتكم على مصروف نشتري به خضار للمنزل، و لما سالته عن راتبه، اكتشفت انه يعمل مع والده بدون راتب و فقط بمصروفه، و هنا بدأت المشاكل تتراكم يوماً بعد يوم".

اما وائل، 35 عاماً فحاول تبرير كذب الشباب في فترة الخطوبة بأنه محاولة منهم لكي يكسبوا قلوب بعضهم بعضا، و ان ما يدعيه احدهم من وعود و احلام وردية ربما تكون اماني لديهم و لا يستطيعون تحقيقها بسبب سوء الأوضاع الحياتية، و لخشيتهم من ان يضيعوا بعضهم بعضاً يضطرون للكذب، لكنه استدرك يقول: " إن فترة الخطوبة تعتبر المقياس الذي يتم من خلاله قياس شخصية شريك الحياة، لكنها للأسف في وقتنا هذا قد تحولت إلى جملة من التفاصيل المادية المتعلقة بمنزل الزوجية وتجهيزه والشبكة والمهر".

ويرى وائل أن الأفضل لكلا الطرفين أن يكونا صادقين مع أنفسهم قبل أن يكونا صادقين مع بعضهما البعض، و ألا يحاولوا ان يظهروا ما ليس فيهم , ولا يحاولوا ابداً تحسين عاداتهم ومعتقداتهم خوفاً من رسم صورة أخرى عن ظروفهم، لانه سيصعق الطرف الاخر و يصعق نفسه في الرد الذي سيضطر لمواجهته نتيجة هذا التصرف".

على الناحية الأخرى قالت حنين، مدرسة لغة انجليزية انها عندما خطبت لزوجها، كان يدللها كثيراً في فترة الخطوبة، و يسمعها الكثير الكثير من الكلام الجميل و المعسول، و لكن بعد الزواج، فأصبح لا يطيق الجلوس معها في البيت و قالها لها صراحة بانه عندما يتحسن وضعه المادي سوف يتزوج بأخرى.

و تواصل حنين حديثها بالقول: "في بداية الامر حاولت جاهدة لمعرفة ما يغضبه مني او ينفره مني و لكن من دون جدوى، و اكتشفت انه فقط تزوجني لاني موظفة و لدي راتب، حينها قررت مواصلة الحياة حتى لا اترك ابنتي حيث كانت صغيرة".

من جهتها قالت الاخصائية النفسية و التربوية، دعاء طافش: "بأن اغلب المشكلات التي تواجهها الاسر في مجتمعنا ناتجة عن غموض اكتنف العلاقة بين الازواج في فترة الخطوبة، موضحة ان تسليط الضوء على الجوانب الجميلة و الايجابية في شخصية أحد الأطراف خطأ كبير يجعله يصطدم بواقع اخر في اول موقف حياتي معين"

و اعتبرت في حديث خاص لـــ وكالة فلسطين اليوم الاخبارية ان الكذب و عدم الوضوح في بداية العلاقة بين الشاب و الفتاة له اثر خطير جدا على الحياة الاسرية، لما يسببه من فقدان للثقة و المصداقية في التعامل بينهما في المستقبل .

و اكدت طافش بأن معرفة الطرفين بعيوب و مميزات كل منهما عامل مهم لتقوية العلاقة الاسرية و الاجتماعية بينهما، و لان ذلك يمهد لحياة سليمة و سلسة بعيداً عن أي منغصات، مشيرة الى ان ما يبنى على خطأ فهو خطأ".

و حثت طافش الاهل على التروي قبل الاقدام على تزويج بناتهم، و أن يعرفوا كل شيء عن شريك الحياة القادم لهن حتى يضمنوا ان بناتهم في أيدٍ أمينة"