خبر ميني انتفاضة منسقة- معاريف

الساعة 10:24 ص|26 فبراير 2013

 

بقلم: أمنون لورد

منذ بضعة أشهر والمنظمات المسلحة التي تسيطر عليها فتح تجري استعراضات مهددة في ساحات المدن. وهي تنقل رسالة الى الرئيس ابو مازن. والرسالة لا تشجع على التوجه الى المفاوضات. واذا كان لا بد فالعكس هو الصحيح. تهديدات كتائب شهداء الاقصى على ابو مازن وعصبته هي مثابة تحذير – لا تتوجه الى المفاوضات مع اسرائيل.

الان اظهروا لابو مازن النمر ويقومون بجولة على ظهره. كي يشعر ما هو الامر. اما هو من جهته فيحاول الحفاظ على الاستقرار الفلسطيني وينتج حالة من العداء تجاه اسرائيل ويتهمها بالذات باندلاع العنف: "اسرائيل تريد الفوضى. لن نسمح لها".

أعتقد أنه لا حاجة لبذل جهد مضاعف لشرح الفلسطينيين. فهل هم يجرون مقدمة لانتفاضة بهدف خلق ضغط على اسرائيل للسعي الى المفاوضات قبيل زيارة اوباما والمبادرة السياسية التي قد تأتي معه؟ أم ان السبب معاكس بالذات: منع المفاوضات، افشالها؛ فليتحدث أبو مازن كما يريد، نحن "سنقاتل".

في كل الاحوال، تبدو هذه ميني انتفاضة منسقة جدا. 40 متظاهر قرب الخليل وبضعة آخرون في منطقة رام الله وجنازة جماهيرية. بشكل عام، بروح أفلام الدعاية التي تنافست في صنف الفيلم الوثائقي في الاوسكار، يدور الحديث عن انتاج إعلامي. ثمة حاجة الى تيار متواصل من الصور.

ليس لاسرائيل مفر. عليها أن تتخذ سياسة ثابتة. صد هجمة الاضطرابات في المكان الذي تندلع فيه، في ظل الحفاظ على ضبط النفس. لم يسبق أن ظهرت فرحة كهذه في اوساط المؤسسة الفلسطينية وفي بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية وبعض المنظمات غير الحكومية على وفاة فلسطيني. عرفات جرادات. بالفعل، فرحة مساخر (بوريم).

اضافة الى صد الهجمة وإن كانت على نحو منضبط، فان على اسرائيل ان تواصل خط الليبرالية القصوى للحياة في السلطة الفلسطينية. طالما لا توجد موجة ارهاب فان محاور السير يجب أن تبقى مفتوحة وعلى اسرائيل أن تفعل كل ما في وسعها لاعادة الازدهار الاقتصادي الى المناطق. صحيح أنه توجد مسيرة سياسية ونخب من الطرفين تدير بينها النزاع في ظل انتاج مسرحيات لاوروبا والولايات المتحدة، ولكن الالية الاساسية بين حكومة اسرائيل والقيادة الفلسطينية هي آلية صراع على حياة الفلسطينيين في المناطق. وبقدر ما يبدو هذا غريبا لبعض الاسرائيليين، فان التخوف الكبير لمنظمات الارهاب والقيادة الفلسطينية هو أن يفضل المواطنون الفلسطينيون التعايش الاقتصادي مع المجتمع الاسرائيلي، مضافا اليه حكم ذاتي سياسي. وعليه فانهم ملزمون بخلق اشتعالات وانتفاضات وميني انتفاضات كي لا يفر المواطنون لهم من بين الايادي. من اجل اجبارهم على أن يتذكروا بانه توجد قيادة وطنية فلسطينية، وليس لهم مفر غير اطاعتها.

إذا ما اندلعت بالفعل انتفاضة ثالثة، فسيدخل الى الصورة عنصر جديد ومتفجر لم يكن قائما بقوى كبيرة في الماضي: الحضور المتعاظم لجانب مدني يهودي في الميدان. المطلب من المستوطنين واضح: اسمحوا للابسي البزات بمعالجة الاضطرابات، فهم سيفعلون ذلك بتصميم وحساسية.