خبر خيار بنيامين- يديعوت

الساعة 10:19 ص|26 فبراير 2013

بقلم: أمنون ابراموفيتش

أُتيح لبنيامين نتنياهو ان يرأس ثلاث حكومات. فهو يفترض ان يتولى هذا المنصب 12 سنة مجتمعات أي أكثر من بيغن وشمير ورابين وشارون. وقد احتفل إذ كان رئيس وزراء في شارع بلفور في القدس بيوم ميلاده السابع والاربعين ويستطيع ان يحتفل هناك ايضا بيوم ميلاده الثامن والستين. وهذا الفوز وهذا الحق نتاج موهبة وقدرة وشيء من الحظ والظروف بالطبع لأنه لم يوجد في نظر الناس مرشح أفضل منه أو يساويه في قيمته على الأقل.

يقول الانسان ذو المسؤولية والنزيه لنفسه انه يوجد في هذه المعطيات شيء مثل ان دولة اسرائيل والمجتمع الاسرائيلي أحسنا إلي وسأُحسن الآن اليهما. فسأفكر في الولاية التالية تفكيرا أقل في نفسي وتفكيرا أكثر في شعبي. وفي السنوات الخمس التالية سأقوم باشياء حقيقية وأُحدث تغييرات وأنفذ ثورات لا بازاء العالم العربي المتقلب ولا مع الفلسطينيين لأنني أشك فيهم وفي بواعثهم ونواياهم. ففي هذه القضية سأقوم بالقدر الأدنى الضروري للحفاظ على أساس العلاقات بالولايات المتحدة واوروبا. وفي مقابل ذلك سأحصر عنايتي في الامور التي اؤمن بها وأُظهر التصميم عليها والجرأة، أي في تغيير بنية الجهاز الاقتصادي، والجهاز العام وتخليص الأطراف، وعلاقة الدين بالدولة وطريقة الحكم.

كان يجب على نتنياهو بعد الانتهاء من احصاء الاصوات في غد الانتخابات ان يهاتف نفتالي بينيت ويهنئه ويدعوه اليه في ذلك المساء نفسه. وكان عنده وقت للاستعداد لذلك وكان عنده وقت لاعداد من حوله لذلك. فقد علم بصورة أصابته بالامتعاض مدة اسابيع كثيرة ان بينيت يوشك ان يصبح قصة نجاح. فكان يجب على نتنياهو ان يقول له يا أخي الشاب ما كان كان وما مضى مضى. قيل الكلام وقيلت أقوال الاهانة وتم تبادل الضربات ونُسي كل شيء وأصبح من ورائنا. فمن اليوم نحن إخوة، فأنا أخوك البكر وأنت الشاب وسنخدم معا بشيء أهم من ان نكون واحدا واحدا، أعني الوطن ودولة اسرائيل.

اختار نتنياهو بدل ذلك القطيعة معه والتشهير به ونشر من حوله في ضجيج كبير نية إبعاده من الحكومة. فالجميع مُرحب بهم أما بينيت فلا، أو بعبارة اخرى ستكون حكومة من غير بينيت ومن غير التجمع الوطني.

وهكذا دفعه الى ذراعي يئير لبيد وهكذا أحدث بينهما حلفا قوّاه كما ينبغي. وقد توسط وزاوج بينهما وصنع منهما اثنين هما واحد. وصورهما ضمنا وبصورة غير مباشرة على أنهما صاحبا مباديء وأنهما عقائديان ومثاليان. ويُخيل إلي أنهما لم يكونا يعلمان أنهما كذلك أو أنهما كذلك بهذا القدر.

بعد ذلك أرسل اليهما وأغرا بهما نتاكا. والمشكلة هي ان نتاكا يتحدث بالايدش أما لبيد وبينيت فيتحدثان بلغة عبرية حديثة اسرائيلية، وبسياسة جديدة. ونتاكا يبيع بالمفرق أما هما فبالجملة. ونتاكا مختص بالوظائف والمال القليل أما هما فبالقيم والتصريحات الكبيرة.

قام نتنياهو في مواجهة دعامة هشة وليس له الآن حكومة. واحتماله عند شيلي يحيموفيتش واهن فبابها مصفوق مغلق. وهو يستطيع الاعتماد على حزب العمل بأن يستبدل رئيسته ثم ينضم الى الائتلاف بعد ذلك. ان حزب العمل لا يدع لرؤسائه فرصة ثانية لاحداث انطباع أول. بيد أنه يحتاج الى ائتلاف الآن في غضون اسبوعين لا بعد سنة واسبوعين.

فلا مناص له والحال كذلك من الانعطاف وتحويل أنفه الذليل نحو لبيد وبينيت. انهما مستعدان لأن يلتزما له بل ان يكفلا له الولاء وألا يؤيدا غيره. وأن يُقسما أن يكون رئيس وزراء حتى نهاية الولاية، أي حتى شهر تشرين الثاني 2017.

اذا توجه بالصدفة الى اجراء سياسي حقيقي عاجل فسيفصل بينهما سريعا لأن بينيت لن يستطيع البقاء في الحكومة، أما لبيد فلا يستطيع أن يتركها.

سيغمز الحريديين في هذه الاثناء ويهمس في آذانهم ان ينتظروا قليلا على المقعد وأن يقوموا بتدريبات تسخين. فهو أولا سيُجيز الميزانية وبعد ذلك سيدس الى سِفر القوانين صيغة ليّنة لطيفة للتساوي في عبء الخدمة. وبعد ذلك سيضم شاس التي توجد على الدوام في الحكومة أو تقوم على بابها. إن شاس ستكون معه دائما. وإلا فان كونه رئيس وزراء 12 سنة يبعث صيحة تعجب تقول يا لها من قطعة تاريخ وطني وخاص.