خبر « حماس » تكشف لـ« فلسطين اليوم » أسباب تأجيلها اجتماع المصالحة المقبل

الساعة 08:36 م|25 فبراير 2013

غزة (حديث خاص)

أكد د.صلاح البردويل القيادي في حركة "حماس" أن حركة "فتح"  أجبرت "حركته" على تأجيل موعد اجتماع المصالحة الفلسطينية  نهاية شهر فبراير/ شباط  بالقاهرة، عن طريق عوامل عدة افتعلتها لتعكير صفو الأجواء الإيجابية التي شهدها الشهور الماضية.

وأوضح أن حركته عمدت إلى تأجيل لقاء المصالحة المقبل لأسباب موضوعية تتعلق بالتزام حركة "فتح" بالحوارات واللقاءات السابقة التي وقعت عليها، إلى جانب بعض العوامل التي حالت دون توافر المناخ الإيجابي.

وشدد البردويل خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" حرص حركته على إبرام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام على أسس وطنية ثابتة "حتى لا نجعل من المصالحة "كذبة كبيرة" تدخل على شعبنا .. وحتى لا يلمونا بيوم من الأيام على بند لم ينفذ" كما قال.

وكان د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أكدت أن حركته طلبت تأجيل موعد اجتماع المصالحة الفلسطينية المزمع عقده مع حركة "فتح" الأربعاء المقبل 27-2، حرصاً على أن يكون اللقاء إيجابي.

  

"فتح" لم تلتزم بقضية الحريات العامة

وأكد القيادي بـ"حماس" أن من أبرز العوامل التي حالت دون الإسراع في إتمام المصالحة الفلسطينية ودفعت حركته إلى طلب تأجيل اللقاء -المتفق عليه مسبقاً- عدم التزام حركة "فتح" ببنود اتفاقيات المصالحة المسبقة وعدم التزامها بالحوارات التي جرت مؤخراً بالقاهرة.

وأوضح البردويل أن "فتح" والرئاسة الفلسطينية بالضفة المحتلة "مصرة" و"مصممة" على إفشال حوارات المصالحة وتعكير الأجواء الإيجابية عن طريق الاعتقال السياسي "الممنهج" و"المتساوق مع الاحتلال".

 وقال :"الرئاسة الفلسطينية وحركة "فتح" لم تفي بوعودها والتزاماته بحوارات القاهرة خاصة بملف وقضية الحريات العامة بالضفة المحتلة وتتنصل من بنودها باعتقال العشرات من جميع شرائح خاصة من حركتي "حماس" و"الجهاد"".

وأضاف :"بات الأمر يشبه تماماً ما يدور في سجون الاحتلال حتى أن بعض المعتقلين السياسيين بالضفة المحتلة بدءوا بالإضراب عن الطعام بغية تحررهم".

واستدرك قائلاً:"في الحوار الذي جمع عزام الأحمد القيادي في فتح ودكتور عزيز دويك.. الأحمد قالها صريحة وواضحة "لن تتوقف الاعتقالات السياسية".. والأحمد هنا لا يمثل شخصه بل يمثل حركة "فتح" والرئاسة الفلسطينية".

وأشار البردويل أن حركته ترصد جميع الانتهاكات التي يتعرض لها أنصارها بالضفة المحتلة من قبل حركة "فتح" والأجهزة الأمنية، لافتاً وجود عشرات المعتقلين السياسيين في سجون السلطة.

 

"الأحمد" سمم الأجواء

ولم يخف البردويل أن تصريحات عزام الأحمد رئيس وفد "فتح" بحوارات المصالحة خلال ندوة سياسية الأربعاء الماضي في مقر منظمة التحرير برام الله سممت الأجواء الإيجابية التي بادرت حماس بحياكتها، على حد قوله.

وأعرب البردويل عن استياء حركته من موقف الأحمد، حيث قال :"الأحمد تجاوز كل الخطوط الحمراء للشرعية الفلسطينية عندما هاجم رأسها وهو الدكتور عزيز الدويك ليصفه بأوصاف نابية ويقذفه بالعمالة لإسرائيل...  لكن لا حرج في ذلك فالدكتور الدويك عُذب وطُورد والشعب والجماهير الفلسطينية تعرف قدره وتقدر مكانته".

وكان الأحمد قد شن هجوماً على د.عبد العزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، خلال الندوة، متهماً "إياه بإفشال المصالحة".

وأضاف :"الأحمد شخص "سفيه" وهو إنسان يعاني من "قلة الأدب".. باعتراف قيادات من حركته "فتح" حيث أخبرونا -"بالأروقة الخاصة"- في كثير من الأحيان عن سفاهته وعدم قبولهم بان يمثلهم" على حد قوله.

وأستغرب البردويل إصرار حركة "فتح" على إبقاء عزام الأحمد ترأس وفدها في حوارات المصالحة، مشيراً أن حماس بالفعل اعترضت عليه وانتقدت تصريحاته، لكنها لا يضيرها إن كانت حركته "فتح" هي من يرشحه لتلك المناصب.

وتوقع البردويل أن يكون الأحمد هو من أوعز في إصدار الأخبار عبر إعلامهم التي أفادت عن تمسك حركته به في ترأس وفدها للمصالحة.

 

تهيئة لزيارة أوباما

وقال البردويل إن إفشال حركة "فتح" للمصالحة عن طريق زيادة وتيرة التنسيق الأمني مع كيان الاحتلال، وزيادة الاعتقال السياسي بالضفة المحتلة كان هدفه الأساسي استهداف المصالحة والهدف منها التعويل وترطيب الأجواء السياسية بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بغية عودة المفاوضات مع الاحتلال.

وأضاف :"فتح والرئاسة الفلسطينية تعول كثيراً على زيارة اوباما للمنطقة وهو ما جعلها تعمل على تعطيل وتأجيل المصالحة الفلسطينية عن طريق الاعتقال وزيادة التنسيق ولكن الزيارة فاشلة جملة وتفصيلاً".

 

فتح لا تطبق .. وتعود عن اتفاقيات وقعتها

وأوضح البردويل أن الملفات التي استدعت تأجيل اتفاق القاهرة من قبل "حماس" هو إصرار حركة فتح وتكلؤها في تطبيق بنود من المصالحة كان قد أتفق عليها مسبقاً.

وقال :"في الحوارات الأخيرة مع حركة "فتح" كثيراً من أبدت "حماس" تنازلات بغية تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام لكن كنا نتفاجأ أن "فتح" تتراجع عن اتفاقات كانت قد وقعت عليها مسبقاً وأقرب مثال مدة الحكومة برئاسة "عباس" الستة شهور حركة فتح وافقت عليها لكن تراجعت الأخيرة عنها وطلبت تقليص المدة و"حماس" استجابت لذلك الطرح بغية دفع عجلة المصالحة وكذا وكذا الخ".

ولفت إلى أن حركته متمسكة بالاتفاقيات والحوارات التي وقعت بينها و"فتح" ولن تنفتح أبواب النقاش فيها من جديد.


لم نتراجع عن المصالحة وعلى "فتح" تغيير أسلوبها

وأكد أن حماس "معنية" بالمصالحة الوطنية التي تقوم على أسس واضحة، كما أنها معنية بالمصلحة الوطنية قائلاً :"حماس لم تتراجع عن المصالحة ولن تقبل العبث بها من أي جهة كانت".

وطالب البردويل حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية ممثلة بالرئاسة بتغيير من أسلوبها وتعاطيها مع ملف المصالحة الفلسطينية والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في سجونها ووقف حملات التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت حركة "فتح" حملت  "حماس" المسئولية عن تعطيل المصالحة الوطنية الفلسطينية التي ترعاها مصر.

ولم تحدد حركتا "حماس" و"فتح" اللقاء القادم لحوارات المصالحة الفلسطينية، حتى اللحظة.