خبر ايران: مناورات نووية عشية الانتخابات الرئاسية

الساعة 04:08 م|25 فبراير 2013

وكالات

اشترت ايران الوقت لمدة 10 سنوات، اي منذ ان اكتشف العالم انها تقوم بانشطة نووية سرية، وتمكنت من تطوير اجهزتها النووية خلال هذه الاعوام مستخدمة انشغال الولايات المتحدة بامور اخرى في افغانستان والعراق. وهي على موعد اخر في سلسلة المفاوضات الطويلة وغير المثمرة حتى الان، اذ سيلتقي الوفد النووي الايراني غداً الثلاثاء مع وفد دول 5+1 في كازاخستان.

ويبدو ان حكام طهران يفضلون، بعد ماجرى لصدام حسين ومعمر القذافي في العراق وليبيا بشأن ملفيهما النووي، النموذج الكوري الشمالي في التعامل مع الغرب، مع الفرق انهم يستخدمون التسويف وشراء الوقت لتطوير اجهزتهم النووية. هذا ما كتب عنه اسكات بيترسون في صحيفة "مين بوست" تحت عنوان "المناورات النووية عشية الانتخابات" وقد جاء فيه: "ايران ستستأنف يوم 26 شباط (فبراير) مفاوضاتها مع دول 5+1 في كازاخستان. ويقول الدبلوماسيون ان هذه الدول ستقدم، بعد 3 جولات من المفاوضات الفاشلة في الربيع المنصرم، مبادرة جدية لإيران كي توقف انشطتها النووية الدقيقة التي يمكن ان تؤدي الى انتاج قنبلة ذرية.

وتفيد التقارير ان المبادرة الجديدة لمجموعة الدول الست لم تتغير كثيرا قياسا على مبادرتها السابقة التي رفضتها ايران. وستقلل الانتخابات الرئاسية الايرانية المقبلة من احتمالات الوصول الى اي اتفاق بين الجانبين.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران تقدمت في عملية تخصيب اليورانيوم خلال فترة توقف المفاوضات، لكن ليس الى حد يستوجب هجوم عسكرياً اسرائيلياً واميركياً ضدها. ويفيد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان احتياطي اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، والذي لا يبتعد كثيرا عن النسبة المناسبة لصنع قنبلة نووية، تزايد بنسبة اقل مما كان ينتظر. ويبلغ الاحتياطي حاليا 167 كيلوغراماً وهو اقل من الـ 240 كلغ الذي تعتبره اسرائيل خطا احمرا.

وقد حولت ايران قبل فترة نحو ثلثي اليورانيوم الذي خصبته اخيرا بنسبة 20 في المئة، الى وقود نووي.

وستطلب مجموعة 5+1 من ايران في مفاوضات يوم غد ان توقف عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة بشكل كامل، وان تنقل كل احتياطي اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة الى الخارج، وان تغلق منشأة فوردو النووية الواقعة تحت الارض وان تقوم باجراءت تحول دون صنع قنبلة نووية، حتى لو ارادت ذلك.

ويقول شاشنك جوشي الباحث في مؤسسة الخدمات المتحدة الملكية في بريطانيا: "يبدو ان مبادرة مجموعة 5+1 قد تغيرت بشكل اساسي... عندما تتحدثون مع الدبلوماسيين في هذه الدول تشاهدون انهم يريدون التحرك ويقولون اننا يجب ان نقدم لإيران مبادرة خاصة بخفض العقوبات كي نصل الى اتفاق. هم لا يتحدثون بهذه الدقة لكن يقصدون انهم اخطأوا، حتى لو اذا كان اي منهم لا يعترف بذلك".

وافاد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان ايران ركبت خلال الاشهر الثلاث الماضية 2255 جهازاً آخر للطرد المركزي من طراز IR-1 تنتمي الى عقد السبعينيات، اذ بلغ عددها الاجمالي في منشأة نطنز 12669 جهازاً، ويشكل هذا العدد ثلثي اجهزة الطرد المركزي الفعالة في ايران.

واضاف التقرير ان ايران بدأت بتركيب 180 جهازا جديدا للطرد المركزي من طراز IR-2 تتمكن من خلاله تخصيب اليورانيوم خمس مرات اسرع من السابق. مع ذلك لم يتغير عدد اجهزة الطرد المركزي الخاصة بالتخصيب بنسبة 20 في المئة في منشأتي فوردو، ونطنز خلال الشهور التسعة الماضية.

ويؤكد انتاج عدد كبير من اجهزة الطرد المركزي ان العقوبات وعمليات التخريب وارسال الفايروسات الى الحواسيب الايرانية لم تؤثر كثيرا على برنامجها النووية. غيران انتاج هذه الاجهزة خلال عام 2012 كان اقل من العام 2010 عندما بلغ ذروته.

ويقول محلل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا الصدد: "هذا يؤكد ان ايران تواجه مشكلات في اجهزة الطرد المركزي من طراز IR-1".

وقد وصفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، تركيب اجهزة IR-2 بالعمل الاستفزازي من قبل ايران وقالت ان هذا الموضوع يستلزم اصدار قرارات اكثر من قبل مجلس الامن كي توقف ايران تخصيب اليورانيوم.

ويقول عالم الفيزياء النووي يوسف بات ان "احد اهداف ايران من تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة هو امتلاك القوة من اجل المساومة. وربما كان الامر الذي يصفه الغرب بالاجراءت الاستفزازية هو استراتيجية من اجل المفاوضات كي يرفع الغرب العقوبات عن ايران".