تقرير أصغر أسيرة لوالدتها : أنا خائفة وقلقة ووضعي لا يطمئن

الساعة 12:45 م|25 فبراير 2013

وكالات

هديل أبو تركي (17) عاماً ، هي أصغر أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد اعتقلت من أمام الحرم الإبراهيمي الشريف بعد أن حررت في صفقة الوفاء للأحرار.

مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، والذي أجرى مقابلة مع أم فؤاد، والدة الأسيرة أبو تركي والتي تحدثت والقلق يملؤها، والخوف يسيطر عليها لما سيؤول إليه مصير ابنتها، التي قالت لعائلتها في رسالة أنها في حالة اكتئاب وقلق وخوف شديدين، وأن وضعها وعلى حسب ما وصفته والدتها لا يطمئن أبداً.

تقول أم فؤاد:" يؤلمني كثيراً أن حياة ابنتي تعثرت بسبب الاعتقال والأسر، والاحتلال الاسرائيلي، فهديل لم تستطع بسبب كل ذلك أن تكمل دراستها المدرسية حتى، فخرجت من الصف الثامن عندما اعتقلت لأول مرة في 21/2/2009 مع شقيقتها جهاد بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف.

وتكمل أم فؤاد في حديثها لأحرار، في ذلك اليوم اعتقل جنود الاحتلال ابنتي هديل وجهاد، بحجة وجود آلة حادة بحوزتهما، على حد قوله، وكان عمر هديل في ذلك الحين 14 عاماً، وجهاد 15 عاماً، لتحاكم جهاد بالسجن 15 شهراً، قضت منها سبعة أشهر وخرجت مع الدفعة الأولى لصفقة وفاء الأحرار.

أما هديل، والتي وضعت في مستعمرة كريات أربع للتحقيق لمدة أربعة أيام، ووضعت في أول شهر اعتقلت فيه داخل العزل في سجن هشارون، فحكمت بالسجن لمدة شهر، مع دفع كفالة مالية بقيمة 5000 شيكل.

كما تذكر أم فؤاد، لمركز "أحرار" الاعتقال الثاني، والذي تعرضت له هديل بالقرب من الحرم الابراهيمي، فكان في عام 2010، وسجنت هديل على إثره، وحوكمت بالسجن شهرين ونصف، ثم تم إرسالها لما تسمى (بمؤسسة بيت جالا لرعاية الفتيات)، والتي مكثت فيها هديل مدة شهر، وكانت ممنوعة من إجراء أي مكالمة هاتفية، وممنوعة إلا من زيارة الأهل من الدرجة الأولى، ثم تقرر إرجاعها للمنزل من قبل الاحتلال.

وبحسرة على هديل، تقول أم فؤاد:" لم تتمكن هديل بالطبع من العودة للمدرسة في تلك الفترة، ولم تتمكن من إكمال دراستها بسبب رفض إدارة المدرسة ذلك، فهديل اعتقلت أكثر من مرة، وكمية المواد المقررة التي لم تاخذها كبيرة ولا وقت لإنهائها".

وتتابع أم فؤاد حديثها لمركز "أحرار": " عادت هديل للاعتقال بتاريخ 27/7/2012، من أمام نقطة تفتيش قرب من الحرم الإبراهيمي الشريف، والتي تمتلئ بالجنود هناك، وحسب ادعاءات جنود الاحتلال، فإن هديل في ذلك اليوم كانت تحمل بحوزتها ما يسمى (بزيت أعصاب)، قامت برشه على إحدى المجندات المتواجدات على نقطة التفتيش، وحاولت هديل طعن جندي اسرائيلي في المكان ذاته".

ولهذه الأسباب وتكرارها أكثر من مرة، ولأن هديل تعرضت للاعتقال مرتين والتهمة ذاتها والمكان، ومحاولة الاعتداء على جنود الاحتلال الاسرائيليين، حوكمت هديل بالسجن مدة عام ودفع غرامة بقيمة 1000 شيكل، وهي تقبع في سجن هشارون حالياً.

والدة هديل، لم تزر ابنتها إلا مرة واحدة، فالجميع مرفوضون أمنياً، باستثناء شقيق لهديل، يبلغ من العمر 14 عاماً، والذي ورغم السماح له بالزيارة ورؤية شقيقته هديل، ترجعه قوات الاحتلال تحت حجة جديدة، وهي ضرورة وجود صورة عن هوية أحد الوالدين، بالإضافة لرسالة خطية من أحدنا بأننا مسؤولون عنه.

وتؤكد أم فؤاد، على أن احتجاز الفتيات واعتقالهن أمر خطير ويمس بهن، وأن قوات الاحتلال تمارس اعتقال الفتيات وتقوم بضربهن وحرمانهن من الزيارة، ومن إدخال الملابس والنقود في كثير من المرات.

وأضافت أم فؤاد:" أنا أشعر بقلب كل أم أسير وأسيرة، وأدعو الله عز وجل أن يلهمنا جميعاً الصبر على فراقهم، وأن يعيدهم إلينا قريباً بإذن الله.

فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان يقول أن هديل هي الأسيرة الثالثة التي يتم إعتقالهم من محرري صفقة الوفاء للأحرار بعد إعتقال هناء الشلبي ومنى قعدان

وذكر الخفش أن الإحتلال ينتهك كل الأعراف والمواثيق من خلال إعادة إعتقال القاصرين في العمر وصغار السن  ومن أعمارهم أقل من 18 عاما الأمر الذي يعتبر مخالفا لجميع الأعراف  والمواثيق الدولية .