خبر دعوة أخيرة- هآرتس

الساعة 09:30 ص|25 فبراير 2013

بقلم: أسرة التحرير

كان العنوان مكتوبا على الحائط منذ زمن بعيد: المظاهرات والاضطرابات التي اندلعت في الاونة الاخيرة  في المناطق المحتلة لا يفترض ان تفاجىء أحدا. فبعد سنوات من الجمود السياسي، حملة انتخابات تجاهلت الاحتلال بقدر كبير، وتصريحات شخصيات سياسية في اسرائيل، أثبتت بغرورها الخطير بان الموضوع السياسي يوجد في أسفل سلم أولوياتها – بقي الفلسطينيون في يأسهم ومعاناتهم، دون أي أفق سياسي.

واضيفت الى هذه خطوات تعسفية من اسرائيل، عمقت فقط اليأس: والمقصود البناء في المنطقة E1 ، اعادة اعتقال 14 محررا من صفقة شاليط، قتل متظاهرين غير عنيفين والوسائل القاسية التي يحول الجيش من خلالها منع المظاهرات، تنكيلات المستوطنين التي تصاعدت مؤخرا، ولم يعمل الجيش الاسرائيلي وقوات الامن شيئا لاحباطها، والنجاح النسبي لحماس في غزة في حملة عمود السحاب في لي ذراع اسرائيل من خلال اطلاق الصواريخ على اراضيها. في هذا الوضع، فان اندلاع انتفاضة فلسطينية اخرى في الضفة هو مجرد مسألة وقت وفرصة مناسبة. الاضراب المتواصل عن الطعام لعدة سجناء ووفاة سجين امني آخر قد يكون عود الثقاب الذي يشعل النار.

وحسب التقديرات القائمة، فلا يزال لا يوجد في المناطق لا قيادة، لا نية ولا طاقة لاحداث انتفاضة اخرى، لكن من شأن هذه أن تندلع بنفسها في أعقاب أحداث تخرج عن نطاق السيطرة. وعليه فان الجيش الاسرائيلي مطالب الان بوقف النار قدر الامكان وتشديد الرقابة على المستوطنين العنيفين الذين يواصلون اطلاق النار على الفلسطينيين، التخريب باملاكهم واستفزازهم. ان اسرائيل ملزمة بان توقف فورا اعادة اعتقال محرري صفقة شاليط ممن لم يعودوا الى النشاط الارهابي والتسهيل من شروط اعتقال آلاف السجناء الامنيين.

        ليس في هذا ما يكفي بالطبع. فاذا لم تضع الحكومة التالية الموضوع السياسي على رأس سلم اولوياتها، فان المظاهرات لن تنطفىء. فقد أثبت الفلسطينيون بانه لا يمكن الفرار من النقاش في مصيرهم، حتى لو حاولت اسرائيل الانشغال بمواضيع اخرى، ثانوية في أهميتها. الموضوع السياسي هو الموضوع الاول المطروح الان امام اسرائيل، اذا لم تكن ترغب في أن تتصدى لانتفاضة اخرى.