خبر غزة : « مؤتمر دولي » يوصي بالمصالحة وإنهاء الحصار

الساعة 08:23 م|24 فبراير 2013

وكالات

أوصى المؤتمر الدولي "الحرب على غزة: التداعيات وآفاق المستقبل" ببحث ودراسة سبل إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة بعيدا عن الرباعية والاشتراطات الدولية.

وأكدّ المؤتمر الذي قدّم فيه مفكرون وباحثون دوليون على مدار يومين أوراق بحوث في مجالات مختلفة على ضرورة تحقيق المصالحة على الثوابت الفلسطينية غير القابلة للتصرف وتعزيز التواصل مع المحيط الإقليمي والدولي بهدف دعم الحقوق الفلسطينية في كافة المحافل.

وقال نهاد الشيخ خليل، أستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية بغزة وأحد منظمي المؤتمر خلال اللقاء الختامي مساء الأحد، إنّ توصيات المؤتمر تمثلت أيضًا باتخاذ القيادة قرارا سياسيا واضحا ببدء ملاحقة حكومة وجيش الاحتلال بتقديمهم للمحاكم كمجرمي حرب.

ولفت إلى ضرورة تطوير القدرات الفلسطينية لمواجهة السياسات العدوانية الإسرائيلية وتوفير الدعم المالي والتقني والسياسي لتمكين شعبنا من نيل حقوقه، إضافة إلى وضع استراتيجية إعلامية لخدمة مشروع التحرر الوطني، والتوازن بين البعدين السياسي والإنساني في عرض معاناتنا.

وأوصى المؤتمر بتوجيه الدعم الاقتصادي للشعب الفلسطينية في المجالات التنموية لتؤسس لواقع فلسطيني قادر على الصمود والمقاومة.

وأكدّ الباحثون فيه على ضرورة تحويله لمؤتمر سنوي يبحث القضايا الإستراتيجية ذات العلاقة، وتشكيل لجنة لمتابعة توصيات المؤتمر

ووفق الشيخ خليل، أكد الباحثون على وحدة شعبنا في مختلف أماكن تواجدهم وعلى اختلاف أطيافهم السياسية، مشددين على تحقيق المصالحة على طريق تحرير الأرض.

ولفت الباحثون إلى أنّ انتصار غزة، أظهر قدرة المقاومة على تفريغ التفوق العسكري من محتواه وأفشل قدرة "إسرائيل" على تحقيق أهدافها من خلال شن حرب خاطفة، مؤكدين أنّ تطورات المنطقة تؤكد على إعادة النظر بمجمل السلوك السياسي لتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال من خلال تفعيل جميع أشكال المقاومة.

وقال الشيخ خليل: "تتشكى على أرض الواقع بيئة إقليمية جديدة تختلف عن البيئات السابقة، برز في سياقها موقف عربي إسلامي داعم للمقاومة على المستوى الرسمي، وتوفرت حاضنة شعبية مساندة لها، مما ساعد على تفعيل المقاومة مدعومة بشمل مالي وعسكري".

وتابع: "أكدّ الباحثون على أنّ الموقف الغربي الرسمي ينحاز لأمن (إسرائيل) بشكل مطلق، لكن رغم المشهد الظاهر المؤيد للاحتلال، إلا أن هناك حالة من عدم الرضا عن السياسة التي تشكل عبئا أخلاقيا وقانونيا وماديا على مؤيدي (إسرائيل) وتحرجهم جراء جرائمها المتكررة بحق الفلسطينيين".

ولفت إلى أنّ عدوان الاحتلال يصنف وفق القانون كجرائم حرب بامتياز، مشيرًا إلى أنّه من الممكن جلب قادة الاحتلال للمحاكم الدولية، والمعيق غياب الإرادة السياسية على المستوى الرسمي الفلسطيني.

وأشار إلى أنّ الإعلام الفلسطيني كان فاعلاً في تعزيز الجبهة الداخلية وتفوق على الاحتلال رغم معاناته بعدم توفر الأدوات المناسبة ولغة الخطاب الجيد.

وشدّد المفكرون على أنّ الاحتلال يستهدف تدمير اقتصادنا وخلق مشاكل بنيوية عظيمة ذات انعكاسات سلبية لفصل الاقتصاد الفلسطيني عن العالمي وإبقائه داخل سياج الحصار الاستراتيجي.

وأشاروا إلى أنّ الدول المانحة تتبنى سياسة التمويل الداعمة للعملية السياسية، وتتناقض مع حقنا في تقرير المصير وتخصص مساعدات إغاثية بينما تبتعد عن المساعدات التنموية للمجالات الحقيقية.

وفي ختام المؤتمر، أكدّ الباحثون على أنّه "بعد 20 عاما، اتضح أن أوسلوا أتاحت للاحتلال فرصة للحديث عن إنهاء الاحتلال، بينما هي في الواقع تقوم بتكريسه على الأرض".